كان هناك بلدة صغيرة تسمى هاملين تقع هذه البلدة على ضفاف نهر في ألمانيا ، كانت بلدة هادئة وجميلة ولكن منذ حوالي خمسين عامًا ، أصبحت مهملة وقذرة كان الناس يرمون القمامة الطرق أمام منازلهم وفي كل مكان ولم يهتم عمد البلدة نفسه بالوضع ونتيجة هذا امتلأت المدينة بالفئران ، وعاني أهالي المدينة من الأمراض بسبب الفئران التي انتشرت في كل مكان ، كانوا يعضون الأطفال في أسرتهم ويأكلون الطعام من الأواني ويفتحون صناديق السمك المملح .
وكانوا يعششون في الأحذية والقبعات ولم يتمكن الناس من الاستراحة بسبب صراخهم الشديد ، فاندفع الأهالي لقصر العمدة يطلبون مساعدته للتخلص من الفئران فسمع العمدة هتاف الأهالي وخرج إليهم وقال ما المشكلة فقال نريدك أن تتخذ إجراء بخصوص الفئران فورًا وإلا خلعناك من منصبك فقال العمدة سوف نعقد إجتماعًا وسنجد حالًا .
اقتنع الأهالي بكلام العمدة ورتب العمدة اجتماعًا مع مجلسه وبعد مناقشات استمرت لساعات لم يتمكنوا من إيجاد حل للمشكلة وفجأة سمعوا طرقًا على الباب ودخل رجل للغرفة كان أغرب رجل رأوه على الإطلاق كان يرتدي معطفًا طويلًا غريبًا نصفه أحمر والنصف الأخر أصفر ، كان نحيفًا وطويلًا ويحرك أصابعه بسرعة كأنه يعزف على المزمار ، فضحك عليه الجميع .
فقال لهم يسميني الناس الزمار الغريب لدي سحر خاص أستدعي به كل المخلوقات أي مخلوق يزحف أو يطير أو يسير أنا أستخدم هذا السحر على أي مخلوق حتى الفأر فقالوا له أتستدعي الفئران فقال لهم لقد حررت بلدة أفريقية من أسراب الناموس العملاق أنا أجوب العالم لأنقذ الناس من حسنًا ، فقال حسنًا ولكن هل تعطنني ألف جلدر في المقابل فقال العمدة بالطبع كل ما تريد ، ثم قال العمدة ما رأيكم يا أعضاء المجلس وافق المجلس على رأي العمدة ، فقال له يمكنك أن تبدأ عملك .
خرج الزمار إلى الشارع وابتسم وأخرج مزماره في هدوء وبدأ يعزف ثلاث نغمات وكالسحر خرجت الفئران من المنازل ومن الأحذية ومن القبعات وتركوا الطعام ، فئران رمادية وبيضاء يجرون في الشارع ويتبعون الزمار خطوة بخطوة وساروا في البلدة حتى وصلوا إلى النهر وقف الأهالي يشاهدون ذلك بتعجب وقفز الزمار على صخرة في المياه وهو يعزف على المزمار فقفزت الفئران بلا وعي في النهر وغرق الفئران كانوا يقفزون واحدًا تلو الأخر وسرعان ما اختفت الفئران .
تحررت المدينة من الفئران وذهب الزمار يطلب المكافأة من العمدة فقال له أن عملك ممتاز ولكن ألف جلدر كثيرة على مهمة استغرقت ساعات وهذا مبلغ كبير على يوم واحد ، فقال الزمار للعمدة أنت تخلف وعدك فقال العمدة سأدفع لك مائة فقال الزمار هذا غير عادل سأريك ماذا سأفعل .
ترك الزمار القاعة وخرج إلى الشارع وأخرج مزماره ثانية وأخذ يعزف ولكن هذه المرة كانت النغمة مختلفة وبدأ الأطفال يدرون رؤؤسهم ويسيرون نحو الزمار وبدأ الزمار يسير وتبعه الأطفال ، ووقف الآباء والحراس مذهولين لا يستطعون التحرك أصابتهم نغمة المزمار بالشلل وصار الزمار فوق جسر واتجه إلى الجبال وما أن وصل لأحد الجبال فتحت بوابة غامضة في الجبل ودخلها الزمار والأطفال وأغلقت خلفهم ، ولم يتبقى إلا ولد أعرج لم يستطع الوصول للبوابة وعندما وتوقفت النغمة جرى الأهالي نحو الجبل .
ولم يجدوا إلا هذا الطفل فسألوه عن باقي الأطفال فقال أنهم دخلوا للبوابة ولكنها أغلقت قبل أن أصل فقال الآباء لما تبعتموه فقال لقد وعدتنا النغمة أن تأخذنا لمكان فيه حلوى وبسكويت وكعك ، وأخبرتني أنني سأجري في كل مكان ، شعر الأهالي بالحزن وأخذوا يبكون على أبنائهم ولكن بلا فائدة .
واستدعوا العمدة وألقوا اللوم عليه فقال أنا فقدت طفلي أيضًا أنا أسف على ما فعلت لقد أحضرت لك ألف جلدر ولدهشتهم ظهر الزمار من خلف الجبل ، أعطاه العمدة ألف جلدر فانفتحت البوابة وجرى الأطفال يعانقون أبائهم فشكره العمدة وقال لن أخلف وعدي مرة أخرى ، فقال لهم ستعود الفئران مرة أخرى فقالوا لماذا فقال مدينتكم قذرة جدًا وهذا يجلب القوارض والحشرات فينشرون الأمراض في البلدة وسرعان ما سيمرض الأطفال وستفقدونهم فقال العمدة أنا عمدة البلدة وسأولى مسئولية إبقائها نظيفة وقال الأهالي سنلقي القمامة في السلات فقط وسنفعل ما بوسعنا لنبعد عنا الفئران والحشرات ..