فرح سامر كثيرًا عندما قبلت أمه أن يذهب إلى الدكان لشراء الحلوى وحده ، فقفز سامر مسرورًا وهتف وقال وأخيرًا وافقت أمي ، أصبح بإمكاني الذهاب إلى الدكان وحدي لطالما انتظرت هذا اليوم ، فقالت الأم أسمع يا سامر عليك أن تعود إلى البيت مباشرة في كل مرة تذهب فيها إلى الدكان وحدك اتفقنا ، هز سامر رأسه وقال حسنًا يا أمي اتفقنا سأعود إلى البيت مباشرة .
ذهب سامر إلى الدكان وحده عدة مرات وفي كل مرة كان يعود إلى البيت مباشرة ، كما قالت والدته ، وذات يوم ذهب سامر إلى الدكان وحده ولكنه تأخر هذه المرة ولم يرجع إلى البيت ، فوقفت الأم عند الشباك المطل على الشارع ونظرت يمينًا وشمالًا ولكنها لم ترى سامر ، فقلقت الأم وخرجت للشارع لكي تبحث عن سامر ورأت أولاد الحي يلعبون سويًا فسألتهم بحيرة هل رأى أحدكم سامر ، أجاب الأولاد لا ولكن لماذا تساءلين فقالت الأم ذهب سامر إلى الدكان ولم يرجع بعد .
فقال الأولاد سوف نساعدك في البحث عنه هيا بنا ، وبدأ الجميع في البحث عن سامر بحث بعض الأولاد حول البيت وبعضهم في الحديقة والملعب ، وبعضهم الأخر بحث مع الأم في الدكان سألوا الجيران والعم شعبان والجدة أم سليمان هل رأيتم سامر فأجابوا نعم رأيناه أمس فصاحت الأم ولكننا نبحث عنه اليوم ، وأخذت تنادي بصوت عال سامر سامر أين أنت يا سامر أين أنت يا حبيبي .
سمعت الجارة أم أمير صوت أم سامر فقالت في نفسها يا إلهي يبحثون عن سامر كيف نسيت أن أخبر أمه أني دعوته لكي يلعب مع أولادي ، وتنبهت أم أمير ونادت سامر تعال يا سامر أمك تبحث عنك ، أسرعت هي وسامر وأولادها الصغار إلى الشارع وعندما رأى سامر أمه صاح أمي أنا هنا وركض نحوها فهتفت الأم في لهفة وركضت نحوه ثم توقفت فجأة ، ولم تعرف هل تغضب أم تعانقه خاصة أنه لم يصب بأي سوء .
ثم صاح متذكرًا صحيح كان علي أن أرجع إلى البيت مباشرة ، بعد شراء الحلوى ، نظرت إليه وهزت رأسها موافقة ، وتقدمت الجارة أم أميرة وقالت بلطف لقد أخطأت سامحيني كان علي أن أخبرك بأني دعوت سامر لكي يلعب مع أولادي بالأرجوحة الجديدة بل كان علي أولًا أن أرسله إلى البيت لكي يستأذنك أرجو أن تقبلي اعتذاري ، فقالت الأم بكل هدوء لا بأس يا أم أمير كلنا نخطئ والمهم أن نتعلم من أخطائنا ..