على ضفة بحيرة وفي مكان ساحر جذاب خلاب عاشت أرزة اسمها جذاب ، ولكنها لم تعتقد أنها جميلة وبديعة وحزنت لمظهرها الذي أهدته إياه الطبيعة ، وقالت بحزن كل الأشجار أوراقها جميلة أما أوراقي فهي حادة وكذلك ضئيلة ، ويبتعد الناس عني ومني لا يقتربون أتمنى أن أتخلص من أوراقي الحادة الإبرية .
سوف يحبني الجميع لو كانت أوراقي ناعمة ذهبية ، وعندما استيقظت الإرزة في الصباح كانت مفاجأتها قوية تحققت أمنياتها وكانت تلبس معطف جميل ألوانه ذهبية ، فكرت الشجرة ياله الروعة فيعجب بمعطفي الجميع ، وشعرت بفخر بأوراقها الذهبية ذات الشكل البديع .
وعندما مر الحطابون لم يصدقوا ما يرون فهم لم يروا من قبل أوراقًا هذا اللون ، وأرادوا أن يأخذوا من الأوراق الذهبية الغالية واحدًا واحدًا جمعوها حتى أصبحت الشجرة عارية أة يا أوراقي بكت الشجرة بدمع سخيه ، ربما كان علي أن أتمني أوراق زجاجية كان لا يستطيع الناس أخذها .
وفي صباح اليوم التالي وجدت الشجرة مفاجأة جديدة ، حملت أغصانها أوراق زجاجية صغيرة وفريدة ، يا الله تحققت أمنيتي ثانية ، قالت بفرح كبير معطفها يلمع ولكن الحيوانات لم تلاحظ أي تغير وفجأة تغير الطقس وهبت عاصفة هوجاء وصار مطر وريح في الغابة الخضراء ، ولم يلاحظ القرويون الشجرة وهم إلى بيوتهم يسرعون والريح تسقط الأوراق الزجاجية والأرض فينكسرون بسرعة فلم تبقى ورقة واحدة على الغصون لقد كان خطأ فادح بكت الشجرة بشجون وتمنت أوراق خضراء .
في الصباح استيقظت شجرة الأرز تفأجات عندما وجدت عليها معطف من الأوراق الطرية فقالت يا إلهي هذا ما أردته معطف أخضر جميل ، أكيد أنها ملائمة وسرعان ما بدأت الشجرة تجذب الانتباه بالأوراق الخضراء فجاءوا يمضغون أوراقها الشهية ولم تبقى للأوراق على الشجرة بقية ، في تلك الليلة كانت الشجرة بائسة ، قالت بنبرة عابسة يا لها من مصيبة ، ربما علي أن أتمنى شيئًا مختلفًا مثل ريش يقيني من البرد.
وفي صباح اليوم التالي تحققت أمنية الشجرة بالتفصيل ووجدت نفسها مغطاة بريش أبيض جميل فهتفت بسعادة وفرح ثم رأت سربًا من الطيور يطير نحوها تريد الطيور الريش لتبنى لها أعشاش جديدة فحملت الريش بمنقاريها وطارت لمسافات بعيدة وتركت الشجرة عارية مرة أخرى ووحيدة.
وقالت شجرة الأرز علي أن أطلب شيئًا لم يأخذه مخلوق كمعطف من الثلج مثلًا وأنا إليه أطوق في الصباح ، تحققت أمنياتها فسقط الثلج وغطاها وحدها في أجمل صورة ، ثم قالت هذا حقًا رائع أن سأبدو جميلة بمعطفي الجديد إلى الأبد ، وفي الصباح أشرقت الشمس عاليًا في السماء وبدأ الثلج يذوب وتحول لقطرات من الماء ، تعجب أهل المكان من المشهد الغريب وقالوا لأنفسهم هذا سحر عجيب فزرفت شجرة الأرز كثيرًا من الدموع وقالت بصوت موجوع لا أريد أن أتغير إني أشعر بالبرد واقفة وحدي بلا غطاء أريد أوراقي الإبرية لكي تعطيني الدفء والبهاء .
وفي الصباح تحققت الأمنية ونظرت الشجرة باشتياق ووجدت نفسها مغطاة بإبرها التي تشبه الأوراق وبجانبها هتفت باقي الأشجار بارتياح وهناء ، أوراقنا جميلة في الصيف وتسقط في الشتاء فتبقى أغصاننا عارية همسوا في حياء ، أنتي محظوظة لأن أوراقي تبقى طوال العام وعليك أن تكوني سعيدة بأوراقك على الدوام .
وفي ذلك الشتاء سقط ثلج ليس له مثيل كل شيء في الغابة تغطى بمعطف ثلج ثقيل ، شجرة الأرز شامخة بين الأشجار بفخر وصلابة فأغصانها وأوراقها لطيور وحيوانات الغابة وأخيرًا شعرت الشجرة بقناعة وكفت عن المنى ، وقالت بفرح أنا سعيدة جدًا كما أنا سأعتني بنفس وبأوراقي الإبرية فأنا جميلة جدًا ..