في غابة جميلة من غابات إفريقيا كان يعيش صقر وحيد على ضفاف النهر ، كان هذا الصقر وسيمًا ولكن لم يكن لديه أصدقاء وذات يوم رأى هذا الصقر أنثى صقر جميلة فأراد أن يتزوجها ، لذا طار إليها وتكلم معها وأخبرها أنه يريد الزواج منها ، فسألته هل لديك أصدقاء؟
قال لها الصقر : لا، لا يوجد لدي أصدقاء فرفضت تلك الأنثى أن تتزوج به ولكنه أصر عليها أن تتزوجه ، فقالت له : إذا قمت بتكوين ثلاث صداقات على الأقل سأتزوج منك ، فطار الصقر مسرعًا يريد أن يكون صداقات لكي يتزوج من أنثاه ، وأثناء طيرانه على ضفاف النهر رأى سلحفاة ضخمة فطار إليها ، وقال لها : عزيزتي السلحفاة هل تقبلي أن تكوني صديقتي وأن أكون صديقك ؟
أعدك أنني سأكون بجانبك وقت الحاجة وحين تطلبيني ، فقبلت السلحفاة صداقة الصقر وقالت له : اتصل بي أنت أيضًا عندما تحتاجني وسأكون بجانبك صديقي الصقر ، فرح الصقر كثيرًا ثم طار يبحث عن صديق أخر ، فقابل العقاب وسأله هل تريد أن تكون صديقي ؟
فقبل العقاب أن يكون صديق الصقر وقال للصقر إذا طلبت منى المساعدة في أي وقت ستجدني بجوارك صديقي الصقر ، فقال له الصقر وأنا أيضًا سأكون بجوارك وأساعدك دائمًا ، بعدها طار الصقر مرة أخرى ليبحث عن صديق ثالث ، وبينما هو طائر فوق أعالي الجبال رأى نمرًا فاقترب منه وطلب صداقته ، وبالفعل قبل النمر صداقة الصقر وأخبره أنه من الآن أصبح هو الأخر صديقه ولن يدع أحدًا يؤذيه مهما حدث .
فشكره الصقر كثيرًا وطار وهو في غاية السعادة بتكوين صداقاته الثلاث ، ثم ذهب بعد ذلك إلى أنثى الصقر وأخبرها أنه الآن أصبح لديه ثلاثة من الأصدقاء الجيدين هم السلحفاة والعقاب والنمر ، حينها قبلت الأنثى الزواج منه وحضر حفل الزواج أصدقائه الثلاثة .
وبعد بضعة أشهر أنجبت أنثى الصقر صغيرين في غاية الجمال ، كان الأبوان سعيدان بوجود هؤلاء الأطفال الصغار وعاشوا معًا بسعادة في عشهم أعلى الشجرة ، وفي أحد الأيام جاء اثنان من الصيادين وجلسا تحت الشجرة ، وحينما حل عليهم الظلام وهم لم يصطادوا أي حيوان قرروا قضاء ليلتهم تحت تلك الشجرة وأشعلوا نارًا للتدفئة .
فلما ارتفعت النار إلى أعلى لم يستطع صغار الصقور المولودة حديثًا أن يتحملوا ارتفاع الحرارة والدخان المتصاعد ، فبدئوا في البكاء وهنا سمع الصيادون صراخهم ، وقال أحدهم للأخر : يبدو أن هناك طيور بالأعلى دعنا نمسك بهم ونشويهم على النار ونأكلهم ، فسمع الصقر الأب ما يقولونه وطلبت منه زوجته أن يذهب على الفور لطلب المساعدة من أصدقائه .
فذهب الصقر مسرعًا إلى العقاب الكبير ، فطلب منه العقاب أن يذهب إلى عشه ليحمي أطفاله ، وأخبره أنه سيعالج الأمر وبالفعل غاص العقاب بالنهر ثم طار فوق النار ورشها بالماء فانطفأت النار ، فقرر الصيادون إشعالها مرة أخرى وبمجرد إشعالها قام العقاب برشها مرة أخرى بالماء .
في تلك الأثناء ذهب الصقر ليستعين بصديقته السلحفاة ، فقالت له : لا تقلق يا عزيزي سوف أساعدك على إنقاذ صغارك ، وبالفعل ذهبت السلحفاة ومرت بالقرب من الصيادين ، وعندما شاهدوها قالوا فلنأكل هذه السلحفاة أولًا وعلى الفور قاموا بربط قمصانهم بأرجل السلحفاة كي يسحبوها ، ولكن السلحفاة الكبيرة القوية سحبتهم إلى الماء البارد ، فقاموا بقطع قمصانهم لكي يخرجوا من الماء وحينما خرجوا شعروا بالبرد الشديد بسبب تمزق قمصانهم .
لذا بدئوا في جمع أغصان الشجر مرة ثانية ليشعلوا النار من جديد ، وهنا طار الصقر ليحضر المساعدة من النمر وكان أحدهم يريد أن يصعد إلى أعلى الشجرة ليحضر الطيور ، ولكن فجأة وصل النمر وهو يندفع بقوى تجاههم ، فركض الصيادون ولم يعودوا مرة أخرى إلى عش الصقور .
فشكر الصقر أصدقائه الثلاثة على مساعدتهم له وإنقاذ عائلته من الصيادين ، وهنا أدرك الصقر قيمة الصداقة فمن المهم أن يكون لديك أصدقاء مخلصين يساعدونك وقت الحاجة وتساعدهم أنت أيضًا وقت شدتهم .
القصة مترجمة عن :
the-importance-of-having-friends