القط بلبل الجميل هو قط بري يعيش في الغابة مع أصدقائه الحيوانات ، يأكلون ويمرحون سويًا كل يوم في الغابة الجميلة ، وفي أحد الأيام كان بلبل يقف ، برفقة أصدقائه أمام طريق طويل للغاية ، وعندما نظر القط بلبل إلى هذا الطريق ، وجده مليئًا بالحفر ، فصاح قائلاً لأصدقائه ، انظروا هذا الطريق ممتلئ بالحفر ، وأنا سوف أتخطاها جميعًا ، فنظر أصدقائه إلى القطط الأخرى ، وضحكت جميعها عدا القط مشمش الذي أخبره ، أن الطريق ليس به أية حفر ، سوى واحدة في نهاية لطريق ، والتي لم يرها بلبل .

لم يستمع بلبل إلى نصيحة وكلمات صديقه مشمش ، وأخبره أن الطريق ممتلئ بالحفر وبدأ بلبل في القفز يمينًا ويسارًا ، محاولاً تخطي الحفر الوهيمة التي يراها داخل الطريق ، فبدأت القطط تضحك مرة أخرى ، كلما قفز بلبل ، وهو يظن أنهم يشجعونه ، إلا أنهم كانوا يضحكون ويتهامسون عليه .

ظل بلبل مستمرًا في قفزاته ، حتى وصل إلى خط النهاية ، وقفز قفزته الأخيرة ثم اعتدل في جلسته ، ليجد نفسه داخل الحفرة الأخيرة ، وبدلاً من انتباهه إلى أنه قد سقط بالحفرة ، إلا أنه قفز مهللاً أنه قد وصل خط النهاية ، وتجاوز الحفرة ، فنظر له مشمش متعجبًا ومشفقًا ، وأخبره أنه لم يتجاوز الحفرة بل سقط فيها .

ولكن بلبل أبى أن يصدقه ، فقام مشمش بنفض التراب من حوله ، وأثبت له أنه بالفعل سقط داخل الحفرة ، وقد كانت تلك هي الحفرة الوحيدة داخل الطريق ، والتي لم يرها بلبل أبدًا ، وبدأت القطط في التندر بقصة بلبل والحفرة ، ووضعوا لها نهايات مختلفة وبدؤوا في رواية قصته لمن لم يشاهده ، وقالوا أنه تجاوز كل الحفر الوهمية غير الموجودة ، وسقط في الحفرة الوحيدة الموجودة وواضحة ، حتى أن بلبل أخذ يلوح بيديه وقدميه فاتسعت الحفرة لتبتلعه أكثر ، وهنا فقط أدرك أنه قد سقط داخل الحفرة ، فقفز ليخرج منها ثم ترك أصدقائه ، ولم يعد إليهم مرة أخرى وسار وحيدًا .

عقب ما حدث صار كل من بلبل ومشمش صديقين حميمين ، بعد أن نبهه مشمش لخطأه ولم يسخر منه ، مثل من التفوا حوله وأخذوا يتندرون عليه ، وأثناء جولة بسيطة لهما في الغابة ، نظر بلبل وأخبر مشمش أنه الطريق الذي أمامهما ، يوجد به حفرة ، فأشفق عليه مشمش وحاول تغيير سياق الحديث .

إلا أن بلبل تمسك برأيه ، فقال له مشمش أنا لا أرى أي حفرة يا بلبل ، ولا أرغب في إعادة ما حدث سابقًا مرة أخرى ، فقال له بلبل في المرة الماضية كنت صغيرًا ، وتوهمت وجود الحفرة بالفعل ، أما الآن فأنا أراها واضحة ، ولكن مشمش لم يكلف نفسه عناء التدقيق ، وأشاح بوجهه بعيدًا ، فقال له بلبل سوف أتخطاها يا صديقي .

فأخذ مشمش يراقبه وهو يقفز ، حتى عبر إلى الجهة المقابلة ، هنا اندهش مشمش واعتذر لصديقه بلبل  ، وقال له أنا آسف يا صديقي لأني لم أصدقك الآن ، فقد كانت هناك حفرة بالفعل ولكني أنا لم أرها ، فقال له بلبل مبتسمًا أنا أشكرك يا صديقي ، على حسن صداقتك لي ، فلم تعيّرني على شيء خُيّل لي أني أراه ، وهو غير موجود ، ولم تترفع عن الاعتذار عندما وجدت أنني محق فيما قلت ، فأنت نعم الصديق يا مشمش .

By Lars