في قديم الزمان وفي بلد بعيد بين البلدان كانت إحدى الأميرات تعيش مع أمها الملكة في قلعة عالية وكانت الأميرة لا تزال طفلة صغيرة حين مات أبوها الملك فنشأت في رعاية أمها الملكة وكبرت الأميرة وأصبحت صبية فاتنة ، وفي إحدى المرات قالت الملكة لابنتها أنت الآن صبية يا ابنتي أن لكي أن تتزوجي وقد طلب يدك أمير شاب من مملكة مجاورة .

حزنت الأميرة لأنها كانت تحب أمها كثيرًا وتحب أن تبقى إلى جانبها ولكنها رأت أن أمها على حق ، فجمعت الأميرة ثيابها الجميلة ومجوهراتها وأخذت تستعد للسفر وقدمت لها أمها هدايا كثيرة وكان أحب الهدايا إليها حصان ناطق اسمه فولدا وعندما حان السفر أحضرت الملكة خصلة من شعرها وأعطتها لابنتها قائلة خذي هذه الخصلة السحرية إنها تبعد عنك الشر والأذى .

وأخذت الأميرة خصلة الشعر وخبأتها في ثوبها ثم قدمت الأم لابنتها هدية أخيرة خذي هذه الكأس الذهبية أيضًا وحين تصلين إلى هنا اشربي بها من ماء النهر ، وبدأت الأميرة رحلتها الطويلة بمرافقة إحدى الوصيفات ولم تكن الأميرة متعودة على اجتياز التلال والغابات فأحست بالتعب والعطش ثم قالت لوصيفتها خذي هذه الكأس واملئيها من ماء النهر وكانت الوصيفة تغار من الأميرة الجميلة فقالت لها املئيها أنت فلن أتلقى أوامر منك بعد اليوم .

تضايقت الأميرة من كلام وصيفتها ولكنها لم تقل شيئًا ، ثم اقتربت من النهر وانحنت لكي تملء الكأس بالماء فوقعت خصلة الشعر من ثوبها وابتعدت مع ماء النهر الجاري قالت الأميرة خسارة لقد ضيعت خصلة الشعر السحرية التي أعطتني إياها أمي فرحت الوصيفة الشريرة وأمسكت الأميرة وهزتها من كتفها سألبس أنا ثيابك وتلبسين أنتي ثيابي البسيطة لقد فقدتي خصلتك السحرية التي تمنع عنك الشر ولن تقدري علي بعد اليوم .

مسكينة الأميرة لم يعاملها أحد معاملة قاسية من قبل فخافت وفعلت ما طلبته الوصيفة منها ، لبست الوصيفة ثياب الأميرة وركبت حصانها الناطق ، أما الأميرة فقد لبست ثياب الوصيفة وركبت حصانها ، ثم قالت الوصيفة الشريرة إذا أخبرتي أحد أنك الأميرة فسوف أقتلك أقسمي أنك لن تخبري أحدًا .

وكانت الأميرة خائفة جدًا ففعلت ما أمرته بها ، خرج الملك العجوز والأميرة الشاب لترحيب بالأميرة ووصيفتها وظل كلاهما أن الوصيفة التي تلبس الثياب الفاخرة هي الأميرة فرحب بها وأدخلها القصر ، أما الأميرة الحقيقية فقد تركت في ساحة القصر ولم يلتف لها أحد .

نظر الملك من النافذة ثم قال من هي هذه الصبية الجميلة التي جاءت معك ، فأجابت الوصيفة أنها شحاذة قبلتها في الطريق فأشفقت عليها ووعدتها أن أجد لها وظيفة هنا ، فقال الملك تعمل مع راعي الإوز ، وكانت الوصيفة الشريرة تخاف أن يتكلم الحصان الناطق ويفضحها ثم قالت الوصيفة لي عندك طلب أريدك أن تقتل حصاني لأنه شرس جدًا ، وقد رماني عن ظهره مرارًا .

حزن الملك لهذا الطلب ولكنه أرسل أحد رجاله لكي يقتل الحصان ، وظلت الأميرة تجري وراء الرجل تبكي وتتوسل ولكنها لم تستطيع أن تنقذ الحصان الناطق فعندئذ أعطت الرجل قطعة نقد ذهبية ورجته أن يعلق رأس الحصان فوق بوابة المدينة لكي تراه كلما خرجت ترعى الإوز في الحقول.

وفي صباح اليوم التالي خرجت الأميرة من بوابة المدينة لكي ترعى الإوز فرفعت عينها لرأس الحصان وقالت بحزن موتك أبكى الفوائد فأجابها الحصان يا أميرة تحزين اليوم جدًا وتفرحين أخيرًا ، كان راعي الإوز فتى شقي يحب مضايقة الفتيات وشد شعرهن ، وكان للأميرة شهر ذهبي طويل ساحر اعتادت أن تلفه بمنديل ، وحين رأت نفسها في الحقول ذلك اليوم نزعت المنديل وأرسلت شعرها الذهبي لكي ترتبه .

فتألق الشعر في ضوء الشمس وزحف الفتى من ورائها لكي يشد خصلة من شعرها الذهبي الطويل ، وسرعان ما هبت رياح قوية حملت طاقية الفتى وصارت بها ، وراح الفتى يجرى وراء طاقيته الهاربة ولم يستطيع الإمساك بها إلا في أخر النهار وفي اليوم التالي تكرر الشيء نفسه ، غضب الفتى هذه المرة غضب شديدًا وذهب إلى الملك لكي يخبره بما رأى وسمع فقال له راعية الإوز تتحدث لرأس حصان ورأس الحصان يتحدث إليها وهي أيضًا تتحدث إلى الرياح إنها ساحرة .

وفي اليوم الثالث قرر الملك أن يتبع الفتى وراعية الإوز لكي يرى ما يحدث ، فسمع الأميرة تخاطب رأس الحصان وسمع الحصان السحري يجيب عليها ، فأختبئ الملك وراح يراقب الأميرة ورآها ترسل شعرها الذهبي الطويل وسمعها تغني وجرى الفتى وراء طاقيته فخرج الملك وقال للأميرة خبريني من أنتي فقالت له أخاف أن أقولك لك فقد أقسمت ألا أخبر أحدًا ولو أخبرت أحدًا لقتلتني فتبع الأميرة إلى الكوخ البسيط الذي تعيش فيه وكان به مدفئة حديدية ، إذا كنتي لا تستطعين إخباري فقولي السر لتلك المدفئة العتيقة فإنها ليست أحدًا إنها شيء .

بكت الأميرة واقتربت من المدفئة وفتحت بابها أنا وحيدة هنا ولا أصدقائي لي فأن الأميرة التي جئت أتزوج ولكن وصيفتي أخذت مكاني لو عرفت أمي الملكة لما حدث لي لحزنت كثيرًا ، وكان الملك في ذلك الوقت يضع ابنه على أنبوب المدفئة الخارجي فسمع كل ما قالته الأميرة .

فأقام الملك في ذلك المساء وليمة عظيمة جلس الأميرة في إحدى زوايا المائدة الكبرى ولجواره الأميرة المزيفة ، وجلس الملك في طرف المائدة وبجانبه الأميرة الحقيقية ، وكانت تلبس ثوب بديع مطرز بخيوط الذهب والفضة وقد سحرت الجميع بجمالها ولم يعرف أحد أن هذه الصبية هي نفسها راعية الإوز حتى الوصيفة نفسها لم تعرفها .

بعد الطعام حكى الملك قصة خادم أخذ مكان سيده ثم سأل الأميرة المزيفة كيف ترين أن يكون قصاص ذلك الخادم ، فضحكت الوصيفة ضحكة خبيثة وقالت أرى أن تأخذ منه ثيابه الفاخرة ومجوهراتها ، وأن يوضع في برميل ويجر في الطرقات ثم يطرد خارج المدينة فقال الملك قصاص عادل وسوف تنالين أنت هذا القصاص وهكذا طردت الأميرة المزيفة من المدينة ..

By Lars