أن انتهى من أعماله ، التي شغلته طويلاً ، وفي هذا الوقت رآه أحد طلابه ، وهو يسير مطوحًا ذراعيه في الهواء ، وكأنه ذاهب في موعد للقاء شخص ما ، وليس من أجل الاستجمام فقط لبضع ساعات ، وهنا لم يرغب الطالب في إزعاجه ، ولم يرد إزعاجه أو مقاطعته عما يفعل وقرر أن يتبعه من بعيد فقط ، احترامًا لشئونه الخاصة .

شعر اسحق نيوتن بأنه منهك قليلاً ، فجلس أسفل إحدى الشجيرات داخل الحديقة ، وكانت شجرة فاكهة تطرح تفاح ، وأمضى فترة طويلة ، ينظر بعيناه للأفق البعيد ، حيث سطعت الشمس وتلألأت بأشعتها في منتصف السماء .

وهنا رأى السماء قد تلونت بمجموعة من الألوان الجميلة ، من ألوان الطيف الأحمر ، والبرتقالي والبنفسجي والأصفر والأخضر وتلك الألوان التي دائمًا ما تعلق بها نيوتن منذ صغره ، وفي أثناء تلك اللحظات التأملية شعر نيوتن ، بشيء ما قد سقط فوق رأسه ، وأزعجه كثيرًا بعدما تسبب له في فزع كبير ، إثر سقوطه فوق رأسه .

تلفت نيوتن حوله ليرى ما سقط ، ولكنه لم يكن سوى تفاحة فقط ، تناولها نيوتن مبتسمًا وقال في نفسه ، كيف فزعت من تفاحة صغيرة مثل هذه ، ثم التقطها بين يديه ، وبدأ في تناولها في نهم شديد .

إلا أن نيوتن فجأة كف عن التهام تفاحته ، ووضعها أمام ناظريه محدثًا إياها ، وقال لها هيا عودي إلى حيث أتيت ، ملقيًا إياها إلى الأعلى ، وقد وقف تلميذه بالقرب منه يراقب تصرفاته تلك ، فهو نادرًا ما رآه يمزح بهذا الشكل من قبل .

اندهش التلميذ حيث ظل أستاذه ، على هذا الحال لفترة طويلة ، والذي ظل يلقي بالتفاحة إلى الأعلى ، مرارًا وتكرارًا دون ملل قط ، هنا بدأ التلميذ يشعر بخطب ما ، وبدأ في الانتباه لأستاذه أكثر من قبل ، وقال لنفسه لابد أن الأمر ليس مجرد مزح مع النفس ، وإنما يرغب أستاذي في الوصول إلى شيء لا أدركه أنا ، فيا ترى ما الذي يدور في رأسه .

انصرف التلميذ قليلاً ثم عاد إلى معلمه مرة أخرى ، كان قد مضى بعض الوقت ولكن مازال المعلم نيوتن ، يحمل التفاحة ويلقيها كما هو ! مما جعل التلميذ يزداد حيرة ، فالأمر ليس عبثًا أو لهوًا فقط .

مع استمرار التلميذ بالمراقبة ، التفت نيوتن فجأة ليراه أمامه ، فنظر له تلميذه خجلاً من تجسسه عليه ، واعتذر منه أولاً ثم سأله عما يفعل ، فأجابه أستاذه نيوتن متسائلاً ، لماذا تسقط التفاحة دائمًا إلى أسفل ، وليس إلى الأعلى ، فنظر له تلميذه بحيرة ، وقد أدرك أنه لا يسأله وإنما يتحدث إلى نفسه ، فكرر نيوتن سؤاله مرة أخرى ، فانصرف نيوتن إلى معمله وظل داخله لفترة طويلة .

عقب مرور فترة من الوقت ، التقي نيوتن بتلميذه وأخبره أنه علم سر سقوط التفاحة ، ولم لا تصعد للأعلى ، وأنه قد أدرك أن الأمر يعود إلى قوة خفية ، توجد في الأرض ذاتها وهي قادرة على جذب الأشياء إليها ، وأن تلك التفاحة الصغيرة الساحرة ، لم تكن سوى سببًا لاكتشاف الجاذبية والتي يمكن أن نسميها ، القوة الساحرة أيضًا ، والتي تجذب إليها كل شيء .

By Lars