تُعتبر الصداقة من أجمل المشاعر القوية الموجودة في العلاقات ؛ بغض النظر عن أوجه الشبه والاختلاف بين الأصدقاء ، وذلك لأن القوة التي توحدهم في علاقة الصداقة تفوق كل شيء ، وهذا ما حدث مع الحمامة والنملة حيث أصبحتا صديقتين عظيمتين لا تنفصلان .
ذات يوم شعرت النملة بعطش شديد فقررت أن تذهب إلى بركة مجاورة لتشرب ، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة من النملة كي لا تسقط في الماء ؛ إلا أنها لسوء حظها انزلقت من فوق الجذع الذي كانت تقف عليه وسقطت في الماء ، كانت النملة تشعر بالخوف الشديد لأنها لا تعرف كيف تسبح في الماء .
لحسن حظ النملة فإن حمامة مرت من جوراها ورأت النملة الصغيرة التي تشعر بالخوف وهي تحاول الخروج من الماء ولكنها لم تستطيع ، وعلى الفور أسرعت الحمامة وهي تطير كالرياح ثم قامت بالتقاط النملة بمنقارها حتى تنفذها من الغرق ثم وضعتها على الأرض .
قالت النملة بعد أن أنقذتها الحمامة : شكرًا جزيلًا أيتها الحمامة ، لقد كنتُ على وشك الغرق وأنتِ التي أنقذتِ حياتي ، أنا مَدينة لكِ بحياتي ، فقالت الحمامة : أنا لم أفعل شيء يستحق كل هذا ؛ حيث أنه من واجبنا جميعًا أن ننقذ بعضنا البعض وقت الخطر ، وأنا متأكدة أنكِ كنتِ ستفعلين ذلك إن كنتِ في نفس موقفي .
والخطر الذي قد يواجه أي أحد والتي تحدثت عنه الحمامة ؛ لم يكن بعيدًا عنها ، وذلك حينما خرج أحد الصيادين ذات يوم ليبحث عن اصطياد أي طائر من أجل وجبة الغذاء ، ولسوء حظ الحمامة أنها هي التي وُجدت أمام الصياد ، وعلى الرغم من قرب الحمامة منه وعدم تمكنها من الدفاع عن نفسها ؛ غير أن الصياد لم يستطع أن يصطادها وذلك لأنه شعر بألم في يده التي يحمل فيها بندقية الصيد .
هل تعرفون ما الذي حدث مع الصياد ؟ ، إنها النملة الصغيرة التي أنقذتها الحمامة سابقًا ؛ كانت تتابع الحمامة في صمت ، واستطاعت أن تحميها من الخطر حيث صعدت على قدم الصياد حتى وصلت إلى يده وقامت بعضّها ، وبفضل ما فعلته النملة ؛ استطاعت الحمامة أن تهرب من المكان ، واستطاعت النملة أن تسد دينها إلى الحمامة التي أنقذتها في السابق ، ومنذ ذلك اليوم أصبحت الحمامة والنملة صديقتين إلى الأبد .
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : La amistad que salva vidas