يُحكى أن رجلًا عجوزًا أراد لابنه أن يتعلم سر السعادة ، فقال له ذات يوم : يا بني إذا أردت أن تعرف سر السعادة وكيف يمكن الحصول عليها ؟ يجب عليك أن تذهب لمن هو أكثر حكمة وتتعلم منه سر السعادة ، فقال الابن لأبيه : أنت محق يا أبي سأفعل ذلك كي أتعلم وأسعد نفسي والآخرين من حولي .
وبالفعل ذهب الابن في تلك الرحلة التي استغرقت أسابيع للوصول إلى حيث يعيش الرجل الحكيم ، وهناك شاهد الشاب قلعةً كبيرةً وجميلةً على قمة الجبل ، فذهب مسرعًا إلى القلعة ودخلها وأثناء تحركه نحو القاعة الرئيسية للقلعة شاهد الكثير من الناس .
كان بعضهم من التجار والأخر من عازفي الموسيقى ، وكان هناك جمع منهم يتحدث في الزاوية ، فوجئ الشاب برؤية كل هذا الحشد وتعجب من وجوده ، وبينما هو كذلك شاهد الرجل الحكيم يتحدث مع كل من جاء لمقابلته ، فكان على الشاب أن ينتظر لساعات حتى يأخذ دوره في لقاء الرجل الحكيم .
وعندما حان الوقت كي يلتقي به ذهب إليه الشاب وكله حماسة وحيرة فسأله الحكيم عن سبب زيارته ؟ فقال له الشاب : أيها الرجل الحكيم لقد جبت البلاد والأقطار كي أعرف منك سر السعادة ، فهل أخبرتني ؟ .
فقال له الرجل الحكيم سأجيبك على سؤالك هذا ولكن ليس الآن ، فقبل كل شيء عليك أن تتجول أولًا حول القلعة لمدة ثلاث ساعات وأنت تحمل تلك المعلقة المليئة بالزيت ، وتعود بها دون أن تسقط منها أي نقطة ، فوافق الشاب وذهب بالمعلقة وبعد ثلاث ساعات كاملة عاد إلى الرجل الحكيم .
فسأله الحكيم قائلًا : حسنًا يا عزيزي أخبرني هل رأيت المنحوتات الجميلة على جدران القلعة ؟ هل رأيت الحديقة الجميلة المحيطة بالقلعة ؟ فتردد الشاب في البداية ، ثم أعترف بأنه لم يلاحظ شيئًا حيث كان كل اهتمامه هو إنقاذ الزيت من السقوط من الملعقة التي أعطاها له الحكيم .
فقال له الحكيم : إذن اذهب مرة أخرى وانظر حول القلعة وأنت تحمل ملعقة الزيت هذه ، ولكن هذه المرة يجب عليك أن ترى وتستمتع بجمال القلعة مع وجود ملعقة الزيت في يدك ، فأخذ الشاب الملعقة مرة أخرى وذهب لاستكشاف القلعة .
وبالفعل في هذه المرة شاهد جمال القلعة والمنحوتات الجميلة علي جدرانها ، والحديقة الخلابة التي تحيط بها وجمال الزهور الأخاذ وروعة الجبال العالية التي تحيط بها ، وبعد أن انتهى الشاب من المشاهدة أخذ الملعقة مرة أخرى وذهب إلى الحكيم ، فقال له الحكيم ماذا رأيت هذه المرة ؟
فحكى له الشاب عن مدى جمال الطبيعة المحيطة بالقلعة ، وتلك الجبال التي تزيد من هيبة المكان والزهور الخلابة المنتشرة في كل الأرجاء واللوحات الفنية المرسومة علي الجدران ، فابتسم الحكيم وقال للشاب : أنا سعيد لأنك أحببت ما رأيت ولكن أخبرني بشيء واحد أين الزيت الذي كان بالملعقة ؟
كان الشاب قد نسي تمامًا أنه يجب أن يحافظ على الزيت بالملعقة مع تمتعه برؤية الطبيعة ، فنظر الشاب إلى الملعقة ووجدها فارغة بلا زيت لأنه كان مشغولًا بالإعجاب بجمال الطبيعة ، فابتسم الحكيم للشاب وقال له : هناك نصيحة واحدة فقط استطيع أن أعطيها لك : سر السعادة هو رؤية كل جمال وعجائب الدنيا ، ولكن دون أن ننسى قطرات الزيت بالملعقة ، أي أن سر السعادة هو الاستمتاع بالحياة وكل ما فيها من جمال ولكن دون أن ننسى مسؤولياتنا .
القصة مترجمة عن : secret-of-happiness-stories-wise-man