في إحدى الأمسيات أخذ ستيفن والده العجوز إلى أحد المطاعم الشهيرة بالمدينة ، ليتناول معه وجبة العشاء ويقضى معه وقت جميل مثلما كانوا يفعلون من قبل ، وكان والد ستيفن يعاني من المرض الشديد ويحتاج للمساعدة بصور دائمة .
لهذا لم يقصر ستيفن معه أو حتى يشعره بأنه صار عبئًا عليه ، بل على العكس كان يتودد إليه وأمسك بيده ودخل معه المطعم ، وهناك جلسوا على المائدة التي حجزها ستيفن من قبل ، ثم دعا ستيفن النادل وطلب منه الطعام الذي يحبه والده .
ولما حضر الطعام بدأ هو ووالده في الأكل ، ولكن كان والد ستيفن يسقط الطعام من فمه لأنه ضعيف ومريض ، أما ستيفن فكان يساعده بابتسامة جميلة غير مبالي بنظرات من حوله ، حيث كان الزبائن بالمطعم ينظرون إليهم نظرات ملؤها الاشمئزاز والإمتعاض ، لأن والد ستيفن لم يكن قادرًا على تناول الطعام أمام العامة بشكل صحيح .
ولكن ستيفن الابن البار لم يشعر بالحرج أبدًا من ذلك ، بل على العكس من هذا تمامًا لم يبالي بمن حوله ولم يشعر بهم من الأساس ، وبعد أن فرغ والده من تناول الطعام مسح ستيفن الطعام الذي سقط على سرواله ، ثم أخذه إلى الحمام وساعده علي التنظيف ومشط شعره ، كل ذلك والابتسامة كانت على وجهه لم تفارقه .
فقد كان يحاول جاهدًا أن يسعد والده المريض ، وعندما خرج ستيفن مع والده من الحمام ، كن جميع من بالمطعم يراقبهم في صمت شديد ولم يتمكنوا من فهم كيف يمكن لشخص ما أن يحرج نفسه علانية بهذه الطريقة ؟ ولكن ستيفن أجابهم باحتضانه لوالده وسيره معه في فخر أمام الجميع .
ثم اتجه بعد ذلك ليدفع فاتورة المطعم وبينما هو يغادر دعته سيدة بصوت مرتفع أيها الشاب ؟ فنظر لها ستيفن في تساؤل فقالت له : ألا تعتقد أنك تركت ورائك شيئًا ؟ ، فأجاب ستيفن : لا يا سيدتي لم أترك شيء فردت السيدة قائلة : لا بل تركت لنا جميعا درسًا لن ننساه في حب الأبناء للآباء والأمهات ، فأنا فخورة بك يا بني وبما تفعله مع والدك وهذا درس عظيم منك لنا جميعًا .
فقال لها ستيفن : سيدتي إن هذا جزءً بسيطًا مما قدمه أبى لي خلال حياتي ، ثم شكر السيدة وبينما هو يغادر وقف كل الموجودين بالمطعم وبدئوا في التصفيق المستمر لهذا الابن البار ، حتى أن بعضهم اعتذر له على نظراتهم المشمئزة لهم ، فعندما نكون أطفالاً صغارًا ونفعل أشياءً سخيفةً علانية أمام الجميع لا يشعر الآباء بالحرج .
فلماذا لا يأخذ الأطفال والديهم الكبار إلى الأماكن العامة ويقضوا معهم بعض الوقت دون الشعور بالحرج ! يجب أن نتعلم كيف نحترم الآباء ونعتني بهم عندما يكونون في أمس الحاجة إلينا ، ولا نجعلهم يشعرون أبدًا أنهم غير مرغوب فيهم لأنهم يحبوننا دائمًا دون قيد أو شرط .
القصة مترجمة عن Lesson for every son