افعل الخير ولا تنتظر المقابل فسوف يعود إليك يومًا من حيث لا تدري ، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، فكيف يضيع أجر صانع المعروف الذي لا يبغي بصنعه سوى نشر الخير ورضا الله عزوجل .
في أحد الأيام الممطرة رأى رجلٌ يدعى أندي سيدة مسنة تقف علي جانب الطريق ، وعلى ما يبدو أنها كانت تحتاج للمساعدة حيث رآها تقف بجوار سيارتها المرسيدس ، وهي تبدو في حيرة من أمرها ، فتقدم إليها إندي وسألها قائلاً : هل تحتاجين للمساعدة يا أمي ؟
فقالت السيدة المسنة : نعم يا بني فقد توقفت سيارتي فجأة ويبدو أن الإطار الأمامي يحتاج لتغيير وأنا لا أستطيع القيام بذلك كما ترى فأنا إمرأة عجوز ، ابتسم لها أندي وقال لا عليكِ يا أمي ، تفضلي بالجلوس في سيارتك وسأقوم أنا بتغيير الإطار ، وبالفعل زحف أندي تحت السيارة وبدأ في إصلاح الإطار المعطل ، وبينما كان يعمل أخذت السيدة العجوز تتجاذب معه أطراف الحديث ، وأخبرته أنها قادمة من سانت لويس وكانت في طريقها لمنزلها حينما تعطلت السيارة .
ثم شكرته على مساعدته لها فابتسم أندي ابتسامته المعهودة وأكمل عمله ، وبعد أن انتهى من تغيير الإطارات قالت له السيدة العجوز كم أنا مدينة لك أيها الرجل الطيب ، أنا مستعدة لدفع كل ما تريده من المال لأنك أنقذتني بالفعل ، فقد تخيلت أنه من الممكن أن يحدث لها أي شيء مروع على الطريق إن لم يساعدها شخصٌ ما في هذا الجو العاصف .
ولكن أندي قال لها : ليس هذا ما أريده يا سيدتي فأنا لم أفكر أبدًا في الحصول على المال منك ، لقد كانت مجرد مساعدة بسيطة لشخص يحتاج المساعدة ، ويعلم الله أنني أفعل هذا دائمًا لكل من يحتاجها مني ، منذ صغري وأنا أعيش حياتي بهذه الطريقة أساعد الناس حتى أجد من يساعدني .
وحينما أصرت العجوز على رد المعروف قال لها أندي : إذا أردتي أن تردي لي المعروف ، في المرة التالية التي تري فيها شخصًا يحتاج للمساعدة عليكِ أن تقدميها له ، فشكرته السيدة العجوز واستقلت سيارتها وسارت بها إلى وجهتها .
وعلى بعد عدة أميال من الطريق شاهدت السيدة العجوز مقهى صغير ، فتوقفت لتأكل فيه وجبًة قبل أن تكمل طريقها إلى المنزل ، وعندما جلست السيدة المسنة على المائدة الموجودة في ركن المقهى ، جاءت النادلة وقدمت لها منشفة حتى تتمكن من مسح شعرها المبلل ، وكان لتلك النادلة ابتسامة جميلة تطل بها في وجه الزبائن .
فارتاحت لها العجوز ولاحظت أن النادلة حاملاً في الشهور الأخيرة ، ولكنها على الرغم من صعوبة الجو كانت تتحامل على نفسها وتقوم بهذا العمل ، فسألت السيدة العجوز نفسها كيف يمكن لشخص أن يساعد أخر غريب عنه ، وعلى الفور تذكرت أندي وما فعله معها ، فقررت مساعدة الفتاة .
وبمجرد أن أنهت السيدة طعامها دفعت فاتورة بمائة دولار ، وكان هذا المبلغ أكثر بكثير من ثمن الفاتورة الفعلي ، وحينما استلمت النادلة المائة دولار ذهبت على الفور لجلب المبلغ الباقي ، ولكنها وجدت السيدة غادرت المطعم بالفعل وتركت على المنضدة منديلاُ إلى جانب الفاتورة .
كان هناك شيئًا مكتوبًا على هذا المنديل ، حينما أمسكت به النادلة وقرأت ما عليه بكت بكاءً شديدًا ، حيث كتبت لها تلك السيدة : عزيزتي أنتِ لا تدينين لي بأي شيء فأنا كنت على الطريق وتعرضت لمحنة فساعدني شخصٌ لا اعرفه ، وإذا كنتِ تريدين رد المعروف ساعدي أنتِ الأخرى كل من يحتاج ، ولا تدعي سلسلة الخير والعطاء تنتهي عندكِ .
ووجدت النادلة تحت المنديل مبلغ 400 دولار تركته لها السيدة العجوز ، ففرحت كثيرًا وحينما عادت إلى بيتها في تلك الليلة لم تستطيع النوم ، وظلت تفكر في المال الذي معها وما كتبته السيدة العجوز ، وسألت نفسها سؤالاً وحيدًا : كيف عرفت تلك السيدة بأمر احتياجها هي وزوجها للمال؟
فمع قدوم الطفل في الشهر المقبل كان الوضع سيصعب عليهم كثيرًا ، وكانت النادلة تعرف بمدى قلق زوجها حيال هذا الأمر ، فقبلته وهو نائمٌ بجوارها وقالت له كل شيء سيكون على ما يرام يا أندي !
القصة مترجمة عن إفعل الخير تجده : Do Good Have Good