عاد نسيم من المدرسة عابثًا ، ودخل إلى غرفته لم يقبل أمه ، لم يتناول وجبة الغداء ، ولم يقدم الطعام لقطته ، دخلت أمه إلى الغرفة ، وسألته : لماذا أنت حزين يا نسيم ، هل أنت مريض ، أم متعب ، هل تريد تناول طعام الغداء ؟ أجاب نسيم : سأبدل ثيابي ، وسأتناول غدائي .

الامتحان :
وبعد أن خرجت أمه من الغرفة ، قال بصوت خافت : غدًا ستجري المعلمة امتحان ، لم أذهب غدًا للمدرسة ، سأتظاهر بالمرض ، سأقول لأمي : إن بطني تؤلمني ، و ستسمح لي بالغياب عن المدرسة .

طعام الغداء :
وأثناء تناول وجبة الغداء ، قال نسيم لأمه ، بطني يؤلمني جدًا ، لم أستطيع أن أدرس لامتحان الحساب غدًا ، آه آه ، بطني بطني ، نهضت الأم من كرسيها ، حضنت نسيم وربطت على رأسه ، وقالت بحنان : انسى الآن الامتحان ، المهم أن تشفى من الألم ، سنذهب للطبيب.

زيارة الطبيب :
ذهب نسيم مع أمه للعيادة ، فحصه الطبيب وأعطاه بعض أقراص الدواء لتخفيف الألم ، عاد نسيم إلى البيت ، دخل مع أمه إلى غرفته ، نام في السرير فرحًا ، لأنه سيغيب عن المدرسة .

فرحة نسيم بالغياب :
بعد أن خرجت أمه من الغرفة ، قال بفرح : غدًا سوف أشاهد التلفاز ، وسوف ألعب مع قطتي ، وسوف أتصفح الانترنت ، وسوف أسمع الأغاني ، وسأنام حتى الساعة التاسعة ، أنا لا أحب المدرسة ، وأكره الامتحانات .

رن جرس ساعة الحائط ، فقال نسيم : أووف ، مازالت الساعة السابعة مساءً ، متى يأتي الصباح ، سأحاول أن أنام ، كي يأتي الصباح بسرعة ، دخل الأب إلى الغرفة ليطمئن على نسيم ، فوجده نائمًا ، قبله وخرج من الغرفة بهدوء .

في صباح اليوم التالي :
في الصباح استيقظ نسيم فرحًا ، ونادى قطته ، قال لها : تعالي لأضع الحليب لك ونلعب معًا ، ردت عليه القطة قائلة : مااو مااو ، أنت كاذب ، ولن ألعب معك ، عندما كانت أمك تخرج من الغرفة ، كنت سعيدًا وتضحك ، أنت لست مريضًا .

العصافير ونسيم الكاذب :
فتح نسيم النافذة ، فسمع العصافير تزقزق ، وتقول : صوصو ، هذا نسيم الكاذب ، هذا نسيم الكاذب ، تفاجأ نسيم بقول العصافير ، وقال لنفسه : كيف عرفت العصافير أنني كاذب ؟! لابد أنها شاهدتني وأنا عائد من المدرسة ، وعرفت أنني تظاهرت بالمرض ، عندما اقتربت من البيت ، أغلق نسيم النافذة ، وقال : ستخبر العصافير كل الناس أني كذبت على أمي ، وربما تخبر القطة أمي ، أنني غبت من المدرسة خوفًا من الامتحان .

نسيم في حيرة من أمره :
أغلق نسيم باب الغرفة ، ماذا سأفعل الآن ، سيكشف أمري ، هل سأخبر والدي بالحقيقة ؟ فكر نسيم كثيرًا ، لم يجد حلاً ، فخرج إلى الحديقة يبحث عن قطته ، ليطلب منها عدم اخبار أمه بكذبه ، فوجدها تركض وراء أحد الفئران في الحديقة ، كانت تركض بسرعة ومهارة ، فقال : ان قطتي لم تشرب الحليب ، لكنها تحل مشكلتها ، باجتهادها وذكاءها ، فلماذا لا أجتهد مثلها ؟

لن أكذب بعد ليوم :
قال نسيم : يجب أن أكون شجاعًا وأخبر والدي بالحقيقة ، ولما لا أكون مجتهدا كي أنجح في الامتحانات ، عاد إلى غرفته ، ووقف أمام مرآته وقال : لم أكذب بعد اليوم ، وفي المساء جلس نسم مع والديه ، وأخبرهما بالحقيقة ، وأعلمهما أنه يخاف كثيرًا من الامتحانات ، ابتسم والداه وحضناه وقبلاه ، ووعداه أنهما سوف يساعدنه في التغلب على الخوف من الامتحانات ، وفي أثناء ذلك دخلت القطة إلى البيت ، وشرح نسيم لوالديه بتعجب ، كيف تصطاد القطة الفئران ، ضحك الوالدان ، وأسرع نسيم ليحضر الحليب لقطته قبل أن تنام .

By Lars