عندما لم تكن هناك زهور على سطح الأرض حتى ولا زهرة واحدة ، عندما كانت الأزهار حلمًا لا يعرفه كانت طفلة صغيرة تلعب في الحديقة أمام بيتها ، وتكرر الكلمات التي تعرفها كانت تحب الكلمات وتحب أن تكرر الكلمة التي تعلمتها قبل غيرها ، ماما كررتها عشر مرات كررتها كما أنها حبة ملبس حلوة ومضغتها كما لو أنها حبة توت حمراء .
لكن فجأة ومن دون أن تدري سقطت الكلمة من فمها على الأرض ، سقطت وتدحرجت كما تتدحرج قطعة نقود واختفت بحثت الطفلة عن كلمتها ، ونظرت إلى الأرض دارت حول نفسها لترى أين ذهبت الكلمة ، أين ذهبت كلمتي الحلوة أين اختفت أريد كلمتي ، فتشت عنها طويلًا ولكنها لم تجدها ، كل ما رأته كانت بوصيلة مستديرة مثل حبة حمص .
قالت إني لا أبحث عن الحمص ولا عن الأشياء المستديرة ، أريد الكلمة التي سقطت من فمي قالت الشمس حسنًا سوف أبحث عنها غدًا مرة أخرى ، ثم أضافت لدي كلمات أخرى كي أرددها بابا ، نجمة ، قطة ، عصفور ، مضى وقت وهبت ريح رطبة أبرقت وأرعدت وهطل المطر ، وغاست البوصيلة في التراب أكثر فأكثر أحست بطعم المطر ورائحته ، كان طعم حلو ورائحته طيبة ، مضى وقت وأحست البوصيلة أن شيء ما ينبت بجسدها تحت التراب ، وتساءلت بفرح هل هي جذري الذي سأمشي بها .
كان جذرًا صغيرًا أبيض امتد الجدر في الطين لكي يمتص الماء والغذاء من باطن الأرض ، ومضى وقت أخر وطلع لها من فوق سطح الأرض شيئان آخران من داخل البوصيلة ، وقالت مندهشة هل هما يدان كي أمسك بهما الأشياء ولم يكونا يدين كانا ورقين خضراوين ، ثم تكاثرت الأوراق ومضى وقت أيضًا وظهر بين الأوراق شيء صغير ، تساءلت البوصيلة ، أهذه عصا صغيرة ألعب بها لم تكن عصا كان هذا هو الساق وطال وارتفع وظهرت على قمته كرة صغيرة ، فقالت البوصيلة ما هذا هذه كرة صغيرة لكي أدحرجها تلفت الصخور إلى الكرة الصغيرة والطيور والأرانب والسلاحف .
تساءلت الكائنات كلها ما هذه الكرة الصغيرة وما الذي تخبأه في داخلها لم يكن أحدُ يدري ، كان هذا شيئًا جديدًا ، شيئًا لم يروا مثله من قبل ، وكانوا جميعًا يريدون أن يعرفوا ما الذي يختبئ في داخلها ، وانتظروا كي تنفتح الكرة الصغيرة ليظهر ما بداخلها ، شمس الربيع دافئة احست الكرة بدفء الشمس فأخذت تنفتح رويدًا رويدًا وتفتحت الكرة عن زهرة حمراء وعندما تفتحت الزهرة تردد في الويان صوت حلو وناعم ماما ماما ، وعرف الجميع حين إذ أن الزهرة الحمراء هي الكلمة التي سقطت من فم الطفلة ، نظر الجميع إلى الزهرة بدهشة غير مصدقين قد كانت تلك أول زهرة على الأرض .