دقت الساعة في الساعة السابعة واستيقظ نجيب ففرك عينيه وجلس بجانب المخدة ، وقال صياح لماذا لم توقظني هذا الصباح بصوتك العذب هل أنت مريض ، فمط الديك رأسه من العش وقال صراحة مللت الصياح كل صباح كو كو كو ، لقد بح صوتي والتهبت حنجرتي ، فأنا أحلم بالنجوم طوال النهار مثل صديقي الأرنب ، قال نجيب ماذا صياح يحب النوم ؟
فجأة نهق الحمار بصوت عال وقال ها نجيب على ذكر الأحلام أحب أن أحكي لك عن حلمي ، ووقف الدب الكبير ذو الفرو الأبيض الذي يشبه القطن حرك رأسه وقال حمار اسمح لي أن أتكلم لأنني كثير النسيان أما أنت فمشهور بالصبر وطول البال على كل حال لن أطيل ، فسكت الحمار على مضض فنظر نجيب إلى الدب مستغربًا وقال هل لديك أحلام ، فقال له ومن قال لك أن الدببة لا تحلم ، هل صدقت كلام بعض الناس أن الدببة غبية وبليدة ، صحيح أنني ضخم جدًا ولكنني حساس ، فقال بماذا تحلم .
حلمي الصحراء إنني كرهت الثلج والبرد اة كم أنا مشتاق لرؤية الكثبان الصفراء ، وأشجار النخيل الخضراء سأجلس تحت أشعة الشمس الحارقة حتى يتصبب العرق من جسمي ولم يصبر الحمار حتى ينهي الدب حديثه فنهق من حديد مشيرًا أن دوره في الكلام قد حان ، فقال نعم قد حان دورك فقال الحمار أشكرك يا صديقي العزيز على حسن استماعك فأنا لم أنل من الناس غير الضرب والشتائم المهم عندي حُلم وحيد وهو السباحة ، لا تستغرب فأنا أحبها مذ كنت صغيرًا .
في كثير من الأحيان أتخيل الماء الذي أشرب منه بحيرة ، ولكن صاحبي القديم سامحة الله لم يشجعني على العكس كان يمنعني من السير حتى في الحفر الصغيرة ، المليئة بأمطار الشتاء ، والتفت نجيب إلى السلحفاة والتي كانت تقف بجانب السرير ومد يده صوبها ومدت رأسها ببطء صباح الخير ، لقد فاتك حديث طريف لم تسمعيه من قبل حظك سيئ ، ومن قال لك أنني لم أسمع فأنا لم أكن نائمة كما تظن فقد أدخلت رأسي كي أعطي لأصدقائي فرصةُ فلا أقاطعهم .
أما الآن وقد جاء دوري فأنا أعلن أمام الجميع أن الطيران أحب شيء إلى نفسي لقد قطعت خلال 150 عامًا يقطعها الطائر بيوم واحد أرجوك اصنع لي جناحين فأطير لأرى الأشجار والزهور والبحار سألعب مع الغيمات وأراقص النجمات ، على مهك سوف أحقق أحلامكم .
فرحت الحيوانات واصطفت أمامهم فنهض إليها مناديًا صياح تعال سأضع لك أذنين وفرح الديك بهما ونظر لحقل البرسيم البعيد وقبل أن يقفز نحوه قال نجيب صياح كن حذرًا فالصيادون يحبون الأرانب ، حاول أن تسمع خطاهم بأذنيك الطويلتين ، ودع صياح أصدقائه وقفز مقلد الأرنب قاصد الحقل كي ينام بهدوء ، دبدوب دورك وكانت لحظة وضع سنابل الجمل على ظهره من أسعد لحظات عمره فحمل الماء وجرى باتجاه الصحراء فقال له نجيب دبدوب لا داعي لقربة فالسنايل مليء بالماء رمى الدب القربة أرضًا وجرى مغنيًا .
وجاء دور الحمار الآن ستسبح حاول آلا تبتعد عن الشاطئ فالبحيرة عميقة وأخشى عليك من الغرق ، وأشار نجيب إلى السلحفاة فمشت إليه مسرعة لأول مرة في حياتها كأنها استبدلت عجلات بأرجلها ضحك نجيب على مهلك ستطرين ولكن بشرط ما هو فقال الطيور تشدو وأنا أحب أن أسمع صوتك فقالت نعم وعندما طارت السلحفاة شعر نجيب بالوحدة فنظر فوجد طائرته الورقية ضمها إلى صدره وراح يحلم أنه يمتطيها ويحلق بها عاليًا ..