يروى أنه كان هناك بنت صغيرة ونحيفة اسمها رزان ، لها ضفيرتان طويلتان ، وشريطان أحمران ، وعلى أنفها الصغير نظارة ذات ألوان ، كانت تلميذة لطيفة ومجتهدة ، تذهب كل يوم إلى المدرسة ، وفي أثناء الاستراحة ، يركض جميع الأولاد لشرب الماء ، وكانوا يقفون في الصف لكن سرعان ما يصل سعيد وعلاء !!
الأقوياء في مواجهة باقي الأولاد :
فهما لهما جسدان كبيران ويعتبران من الأقوياء ، دفعا الأولاد وأخذا يصرخان قائلان : ابتعدوا الآن دورنا ابتعدوا نحن عطشان ، رد عليهما الأولاد بصراخ : ابتعدا من هنا ابتعدا ، لن نسمح لكما أن تشربا قبلنا .
المشاجرة :
وبدأ الأولاد يتعاركون ويتدافعون في كل مكان ، بينما رزان انصرفت تراقبهم من بعيد بأمان ، خافت أن تبتل ملابسها وحذائها الجديد ، أو أن تنكسر نظارتها فلن ترى من بعيد ، وعند انتهاء الاستراحة ، توقف الأولاد عن الصراخ والعراك .
رزان تتأخر في العودة إلى الصف :
وأسرعوا إلى الصف ، عندها توجهت رزان إلى الحنفية وشربت الماء ، دون خوف ، ثم دخلت الصف فسألتها المعلمة : لماذا تأخرت يا رزان ؟ .. فجلست رزان ولم تجب على سؤال المعلمة !!
تكرار الشجار فى يوم آخر :
وفي اليوم التالي تكرر الشجار حول الماء ، ودفع الأولاد سعيد وعلاء ، قائلان لهم : ابتعدوا الآن هذا دورنا ، ابتعدوا .. نحن عطشان .. ومرة أخرى تعارك الأولاد وتدافعوا في كل مكان ، بينما رزان ابتعدت ووقفت جانباً بأمان ، فقد خافت أن تبتل نظارتها ، وخافت أن تنكسر الأسنان .
سر تأخر رزان عن الصف الدراسي :
تأخرت عن الدرس رزان ، سألتها المعلمة : لماذا تأخرتي ؟؟ .. فجلست رزان ولم تجب .. !! وفي اليوم الثالث تأخرت رزان عن الصف ، فقررت المعلمة فحص السبب ، فأخبرت رزان المعلمة بأنها تعطش في الاستراحة ، وتتوجه لشرب الماء كالجميع ، ولكنها لا تستطيع ، لأن الاقتراب من حنفية الماء خطير ، كلهم يتشاجرون ويتعاركون ويصرخون ويرشون الماء .
غضب التلاميذ وفطنة المعلمة :
صاح الأولاد في الصف قائلين للمعلمة : نحن غير مذنبين .. سعيد وعلاء هما السبب .. سكتت المعلمة ونظرت طويلاً إلى سعيد وعلاء ، ثم قالت لهما : أريد أن أقترح عليكما وظيفة مهمة جدا .!!
حارسان صنبور المياه :
وفي اليوم الرابع حدث تغيير في الساحة ، شيء ما تغير ، شعر الأولاد بالراحة ، اصطفو جميعاً بانتظام أمام حنفية الماء ، وقف سعيد جهة اليمين ، وجهة اليسار وقف علاء ، وعلى ذراع كل منهما اشارة زرقاء ، أصبح سعيد وعلاء حارسين لحنفية الماء !!
سعيد وعلاء يحافظان على النظام :
كانا يحافظان على النظام ، ويشربان بعد الجميع ، لم يعد أحد يصرخ أو يدفع أو يضرب ، ورزان الصغيرة تشرب وترتوي من الماء ، تمرح وتلعب وتدخل الصف في موعدها دون تأخير ، بسعادة وهناء.