يُحكى أنه كان الطفل وسام  تلميذاً مشاغباً ، فكان لا يحب العلم ، ويكره الذهاب إلى المدرسة ، والقيام بأداء واجباته المدرسية ، ويعتبر أن كل عمل يقوم به هو عمل ممل ولا فائدة منه ، وفي يوم من الأيام ، ترك وسام مدرسته ، وذهب إلى المزارع الخضراء ، المجاورة لبيته .

وسام فى المزرعة :
قضى وسام يومه كله في الجري واللعب واللهو ، كما يحلو له ، وعندما تعب جلس تحت شجرة الزيتون ، ليستريح ساعة ، وفجأة نظر وسام إلى أعلى الشجرة !

وسام والطيور :
فرأى بعض الطيور الجميلة ، تبنو أعشاشها فوق هذه الشجرة ، وبعض هذه الطيور تحمل الطعام في فمها ، لتطعمه إلى فراخها الصغيرة لتسد جوعها .

وسام والنمل :
ثم نظر إلى الأرض فوجد جموع من النمل ، تسير بانتظام دون ملل أو كلل ، كان النمل يحمل فوق ظهوره طعامه يأكل بعضه ، والبعض الآخر من الطعام يخزنه ، لكي يأكله فى فصل الشتاء .

وسام والعم الفلاح :
ثم نظر وسام أمامه مباشرة ، فوجد عمه الفلاح ، وهو يعمل دائماً في مزرعته ، صباحاً ومساءاً بجد واجتهاد ، وعزيمة وصبر ، فقرر وسام أن يذهب إلى عمه الفلاح ، ليجيبه عن السؤال الذي يدور في ذهنه ..

وسام والأسئلة المحيرة  :
وقف وسام أمام عمه الفلاح ، وقال له : صباح الخير يا عمي الحبيب فأجابه عمه الفلاح قائلاً : صباح الخير يا بني فقال وسام : هل من الممكن يا عمي الحبيب ، أن تجيب عن سؤال يدور في ذهني منذ قليل ؟ أجابه عمه الفلاح قائلاً : بالطبع يا بني ما هو هذا السؤال ؟ قال وسام : لماذا هذه الطيور التي فوق الشجرة ، وهذا النمل الذي يسير في الأرض ، لا يلعب ولا يلهو مثلي تماماً ؟!

إجابة العم الطيب :
قال له عمه الفلاح الطيب : هذه المخلوقات يا وسام يا بني الحبيب ، تحب العمل ، وتكره الكسل والخمول ، تراها تعمل دائماً بجد ونشاط وحيوية ، فالعمل أساس الحياة ، فيا بني الحبيب لابد أن تفهم أن العمل أولاً ، واللعب ثانيا ً ..

العمل :
فأحنى وسام رأسه إلى الأسفل ، في حرج وخجل شديدين ، من تصرفه ومن نفسه ، فقد فكر وسام أنه يكون أقل من هذه الكائنات التي تكد وتتعب ، لفعل شيء مفيد في حياتها .

العودة إلى المدرسة والاجتهاد :
فقرر وسام العودة مرة أخرى إلى المدرسة ، وبالفعل جد وسام واجتهد في المدرسة وأصبح من المتفوقين في صفه وفي المدرسة كلها ، فكان وسام يستذكر دروسه ليلاً ونهاراً ، دون كلل أو ملل ، لكي يحقق هدفه ، و يصبح رجلاً نافعاً لنفسه ووطنه ، ويكون له مستقبل ممتاز ، ويفتخر به الجميع  .

By Lars