قبل يومين من عيد الميلاد كنت أنا ومونتي وهاري وكورنيليوس مشغولون ببناء جبل من الثلج ، حينها ظهر فريتز مع ابنة أخته الصغيرة إيميلي ، وجاء بها لتشاهد ما كنا نفعله ، فإيميلي لم ترى الثلوج من قبل فهي تقطن بالجنوب ، حتى أنها لا تعرف الكثير عن الشتاء في بلدتنا .
وليس هذا فقط ما لم تعرفه ايميلي الصغيرة ، فقد اتضح أنها لا تعرف شيئًا عن عيد الميلاد أيضًا ، ولم تسمع بسانتا كلوز من قبل ، وحين سألتني أخبرتها بكل شيء عنه ، وأحبت كثيرًا فكرة أنه يجلب الهدايا واللعب للأطفال الصغار .
ودار بيني وبينها حوار لطيف عن سانتا فسألتني : هل يجلب سانتا الهدايا لصغار الحيوانات كما يجلب لنا ؟ ، فأخبرتها أنه مشغول أكثر بزيارة أطفال البشر ، وأنه لا يذهب للغابة كثيرًا ، فقالت لي : هل تعتقد أنه سيأتي إليّ إن كتبت له رسالة ؟
فرد مونتي قائلًا : أوه لا أعتقد ذلك فأنا لم أره من قبل ، كم تمنيت ذلك ، أما هاري فهز رأسه بالنفي وقال : لم أره أيضًا ، فأخذت أميلي تتحدث عن سانتا كثيرًا حتى قاطعها فريتز قائلًا : لقد اشتدت البرودة بالخارج ، دعينا نعود إلى المنزل قبل أن نصاب بالبرد .
وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي رأيت إيميلي تتجه بصحبة فريتز إلى صندوق البريد ، وفي يدها رسالة كتبتها لسانتا كلوز ، طلبت منه فيها أن يأتي لها بهدية جميلة ، تمنيت لها حظًا سعيدًا ولكني أخبرتها ألا تأمل كثيرًا ، فسانتا لا يحضر دائمًا لكل من يبعث له برسالة .
فبكت ايميلي وقالت لي لا بد أنه سيحضر وسوف ترى ، كان اليوم التالي هو عيد الميلاد ، وكانت ايميلي تشعر بخيبة أمل شديدة ، فخطرت لي فكرة رائعة ، أن أرتدي زي سانتا وأحضر لها هدية تسعدها .
وبالفعل توجهت إلى السوق واشتريت لها حذاء أحمر جميل ، وأحضرت لنفسي زي سانتا ، وحينما دخلت منزلي ارتديته على الفور ونظرت لنفسي في المرأة ، وإذا بشكلي قد اختلف تمامًا ، فلو رأتني أمي في تلك اللحظة لما عرفتني .
وبعد ذلك توجهت على الفور لمنزل فريتز ، وكان يبدو أن لديه حفلة كبيرة فطرقت الباب ، وبت أسمع خطوات ايميلي الصغيرة تقترب ، حتى فتحت الباب وهي تبتسم وقالت لي : مرحبا ألدو ! ، فتعجبت كثيرًا كيف عرفتني وأنا متنكر في زي سانتا .
ولكن سرعان ما زالت علامات التعجب حينما رأيت فريتز وهاري ومونتي وكورنيليوس جالسين بالداخل ، وكلهم يرتدون زي سانتا ! ، فنظر إليّ مونتي وقال : لم نرد أن نخيب أمل إيميلي لذا فكرنا في تلك المفاجأة ، فابتسمت وقلت له : أعلم ذلك فأنا أيضًا فكرت في نفس الأمر ، وبعدها هنأنا بعضنا البعض بعيد الميلاد وجلسنا سويًا نرتشف الشاي ، بينما بدأت إيميلي في فتح الهدايا التي أحضرناها .
كانت هناك سترة جميلة من فريتز، وزوج من السراويل الشتوية الدافئة من مونتي، أما هاري فجلب لها قبعة صوفية ، وكورنيليوس أهداها زوج من القفازات ، وحينما جاء الدور على هديتي ، وجدت ايميلي زوج الأحذية الحمراء ففرحت بهم كثيرًا ، وقالت أنا سعيدة جدًا اليوم ، هيا بنا نلعب في الثلج فلن أحزن ثانية بعد الآن .
وفجأة دق جرس الباب بصوت عال ، فتساءل الجميع عن هوية الطارق ، فكلنا كنا بالداخل ، ترى من بالباب ؟ وبينما نحن نترقب بحذر ، فتح فريتز الباب ولكنه وجد الزائر قد ذهب بالفعل ، ولكننا استطعنا أن نرى الجزء الخلفي من عربة تختفي وراء قمم الأشجار المغطاة بالثلوج ، وسمعنا صوتًا يودع ايميلي بهمس خافت .
وكان الزائر قد ترك بالباب زلاجة حمراء جميلة ، وعليها رسالة كتبت بخط ايميلي كتبت فيها : سانتا تعالى إليّ وأحضر لي معك هدية ، ياللروعة لقد كان سانتا ركضت ايميلي من الفرح وقالت : كنت أعلم أنه سيأتي لقد كنت أنتظره .
وبعدها أخذت إيميلي ترقص من الفرح وهي تحتضن زلاجة سانتا كلوز ، لقد كان هذا بالتأكيد واحد من أفضل أيام عيد الميلاد التي مررنا بها ، والتي قضتها ايميلي وهي تتزلج على الثلج بزلاجتها الحمراء الجديدة ، ونحن نلعب معها ونتذكر أن سانتا كان يحضر دائمًا ولكننا لم نكن نراه .