كانت تعيش أميرة جميلة ببلدة فلوريبتن ، وكان جميع أهل البلدة يحبون الأميرة ويحترمونها ، ووضعوا لها المئات من الصور لوجهها الجميل على الحوائط ، وربطوا كل شيء حولهم بالأميرة ؛ حتى إذا كان الجو جميل فإنهم يقولون : إن ضوء الأميرة هو الذي أضاء الكون .
وكان الناس يقولون إذا السماء أمطرت : حتى ضوء الأميرة لم يحمنا من ذلك الطقس ، وكانوا يخصصون يومًا في العام يقوم فيه 365 شخص الذين يسكنون فلوريبتن بخدمة الأميرة طوال اليوم كله ؛ لكي يجعلوها تتجنب أي شعور بالانزعاج أو التعب من العمل .
كانت الأميرة تستمتع بتلك اللحظات التي يقدم فيها المواطنون الشكر والامتنان لها ؛ بينما كانت تقضي وقتها في مشاهدة العالم الخارجي من خلال النافذة الموجودة بأعلى برج موجود بالدور العلوي بالقصر ؛ حتى يستطيع محبيها رؤيتها من كل اتجاه .
كان هناك أمير من مملكة إيريك المجاورة ؛ ذهب ليطلب أميرة فلوريبتن إلى الزواج ؛ ولكنه عندما ذهب وجد الأميرة مملة جدًا برغم من جمالها وثقافتها ؛ غير أنها لا تستطيع فعل أي شيء بدون خدمة عبيدها ، وخلال اليومين اللذين قضاهما الأمير في مملكة فلوريبتن للتعرف على الأميرة ؛ اكتشف أنها إنسانة بلا أي فائدة ؛ ولا تفعل شيء أكثر من إطلالها من النافذة ؛ لذلك قرر الأمير أن يرحل دون أن يعرف معلومات أكثر عن الأميرة .
اجتمع الناس في الساحة ليروا ما حدث الأميرة ؛ خوفًا من أن يحدث لها سوء بعد قرار أمير إيريك ، ولكن خرج شاب بين الناس وتجرأ في حديثه قائلًا : حقًا تلك الأميرة ليس لها أي فائدة ، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتجرأ فيها شخص على الحديث بهذه الطريقة عن الأميرة .
في ذلك الوقت تحدثت امرأة عجوز ذات ثياب مقطعة وقيمة بنفس طريقة الشاب ؛ مما جعل الناس يغضبون من أجل أميرتهم ؛ كما سخروا من تلك المرأة العجوز ومن ثيابها ؛ غير أن المرأة استمرت في حديثها بطريقة سيئة عن الأميرة .
قالت المرأة العجوز بصوت عالٍ : كان يجب أن تجعلوا الأميرة تعتمد على نفسها في أعمالها الخاصة ؛ وبدلًا من أن نخدمها ؛ كان يجب أن تكون هي في خدمتنا .
حاول الناس الدفاع عن الأميرة ؛ ولكن الأميرة خرجت وتحدثت إلى الناس قائلة : إن العجوز تتحدث بصدق ؛ حقًا أنا لا أستطيع فعل أي شيء بدون مساعدتكم ؛ وذلك شيء سيء للغاية ؛ ولابد أن أعتمد على نفسي .
بدأت الأميرة تتعلم أن تعمل أمورها الشخصية بنفسها ؛ وكانت الأيام الأولى بالنسبة لها صعبة جدًا ؛ ولكنها تعلمت في النهاية واعتمدت على نفسها ، وأصبح الناس أكثر فخرًا بأميرتهم النشيطة .