ذات يوم خرجت النملة لتجمع الطعام ، وكان الطقس جميل والشمس مشرقة إذ كان فصل الصيف ، وكانت النملة تكافح هي وأولادها في جمع حبات الذرة ، وكانت تحملها إلى عشها لتقوم بتخزينها .

ظلت الجرادة تراقب النملة وهي تخرج من بيتها كل صباح ، وتقضي اوقات طويلة في جمع حبوب الذرة ، وكانت تصنع أكوام منها وسط الحقول ثم تحملها على ظهرها وتسير بهم إلى منزلها ، لتقوم بتخزينها ثم تعود مرة أخرى لجمع المزيد منها.

بينما الجرادة كانت تقضي أوقاتها في المرح واللهو واللعب طوال اليوم ، وكانت عندما تشعر بالتعب من الركض واللعب ، تجلس أسفل أوراق النباتات لتأخذ قيلولتها أو لتتأمل الطبيعة دون أن تفعل شيئاً مفيدًا .

ذات يوم التقت الجرادة بصديقتها النملة ، ووجدتها تجمع الذرة فطلبت منها أن تكف عن جمع الذرة وتأتي لتلعب معها وتقضي وقتاً ممتعا في اللعب معا والتنزه سويًا ، بل ووعدتها أنها ستشعر بالسعادة في اللعب معها أفضل من جمع الذرة .

رفضت النملة طلب الجرادة ، وأخبرتها أنه أقترب فصل الشتاء ، وعليها أن تجمع الطعام بجد واجتهاد ، ولا تضيع الوقت في اللعب واللهو ، كما نصحت النملة صديقتها الجرادة أن تبدأ في تخزين طعام يكفيها طوال فصل الشتاء .

كانت الجرادة لا تعير اهتمامًا لكلام صديقتها النملة ، بل وكانت حشرة كسولة لا تحب أن تتعب في جمع الطعام ، وأخبرت النملة أن فصل الشتاء ليس الآن وهناك وقتا طويلًا يمكنها جمع الحبوب فيه .

مرت الأيام واقترب حلول فصل الشتاء ، وظلت الجرادة لا تبالي بجمع الطعام ، ولم تصغي مرة أخرى لنصيحة صديقتها النملة ، وظلت تلعب واللهو حتى حل فصل الشتاء ، ولم تجمع الجرادة أي طعام لها .

كان الطقس شديد البرودة ، وسقطت أوراق الشجر وجفت الأعشاب والحشائش ، وذبلت النباتات ، ولم يكن هناك طعام حتى تأكله الجرادة ، بل وبدأت الثلوج تتساقط ولم تستطيع الحشرات الخروج من منازلها للبحث عن الطعام .

شعرت الجرادة أنها أوشكت على الموت من شدة الجوع ولكن على النقيض فقد كانت النملة النشيطة تجلس في منزلها مع صغارها ، وتستمتع بتناول الفاكهة التي جمعتها طوال فصل الصيف .

فكانت النملة تعمل طوال فصل الصيف بجد واجتهاد وحصدت جزاء عملها ، أما الجرادة فكانت كسولة وكانت تؤجل عملها ولا تنظم أوقاتها ، ولكن تعلمت الجرادة أهمية تنظيم الوقت والعمل بجد واجتهاد .

مترجمة عن قصة : the ant and grasshopper

By Lars