تدور أحداث القصة في قديم الزمان ، عن ملك عظيم استيقظ يوماً ، على جراءة إحدى الجنود ، وهو يجلس على كرسي السلطنة ، فبدلاً من أن يقطع رأسه على هذا التمرد والتطاول الغشيم ، فقام بمكافأته ولكن الجندي تصرف بشكل أدى إلى موت الملك ، كما سيرد في القصة كالتالي .

بداية القصة:
يحكى أن جندياً في قديم الزمان ، غافل يوماً الملك ، وجلس على عرشه ، وراح يصرخ بأعلى صوته صراخاً مدوياً ، قائلاً : أنا الآن ملك البلاد ، ترددت صرخته في أرجاء القصر ، ووصلت أسماع الملك وحاشيته الذين فاجئوا الجندي ، وهو مازال جاساً على العرش ، يرتجف من هول المفاجأة ، والجنود يشهرون سيوفهم اللامعة في وجهه .

الجندي والملك :
ولكن الملك أمرهم أن ينصرفوا عنه ، ويتركوه وهذا الجندي ، نهض عندئذ الجندي من مكانه ، فأشار إليه الملك أن يجلس ، فجلس ! ، والسياف يتراءى أمام عينيه المذعورتين شاهراً سيفه ، يهم بضرب عنقه ، فيرتعد هلعاً وخوفاً ، حاول الجندي أن يفتح عينيه ، ويرفع رأسه قليلاً ، فلم يستطع ، وحاول أن ينهض من مكانه ثانيةً ، فلم تحمله قدماه ، والقصر يدور به ، فلا يهدأ ولا يستقر .

ذكاء الملك :
فسأله الملك مستغرباً : أتظن أن هذا الكرسي الخشبي يجعلك ملكاً ؟ أجاب الجندي وهو يتلعثم : هوووو..هو مجرد حلم يا صاحب الجلالة ، ظل يراودني منذ صغري ، ثم أردف الملك ضاحكاً وقال : أنت الآن ملك ، وأنا أحد رعاياك ، بما ستحكم عليّ لو انقلبت عليك ؟

هبّ الجندي واقفاً وقال معتذراً : أستغفر الله يا صاحب الجلالة ، ما انا إلا عبد من عبيدك ، قال الملك : اجلس ، اجلس أيها الجندي ، وقل لي كيف ستحكم بين هؤلاء الناس الذين لا هم لهم إلا التآمر عليّ ، وعلى مملكتي ؟! ، قال الجندي وهو مطرق الرأس : إنهم يا صاحب الجلالة ، لا يستحقون إلا الموت ، فلا رأفة بهم ، ولا عطف عليهم .

المفاجأة :
قال الملك : لا شك في أنك جندي مخلص ، لي و للوطن ، أيها الجندي ، أنت منذ اليوم ، وليّ عهدي الأمين .

الانقلاب :
يحكي بعدئذ أن وليّ العهد انقلب يوماً على الملك ، وزج به في السجن ، حتى مات ، وجلس على عرشه منتشياً ، لا يفارقه لحظه ، ولكن جندياً غافله يوماً ، وجلس على كرسي العرش ، وهو يقول بصوت عالي : أنا الآن ملك الزمان .

الملك وكرسي العرش:
ويحكي أن الملك عندئذ تلمس رأسه ، وهو يرى أحد جنوده يجلس مكانه  ، وأمر من فوراً السياف أن يضرب عنقه ، من الجنود الذي لم يروق لهم من كراسي القصر جميعها ، إلا كرسي الملك .

By Lars