كان هناك كهف كبير بين شعاب الجبال في الغابة ، كان الجزء العلوي من الكهف جافًا وكان هناك ماء في الجزء السفلي منه ، عاش العديد من الحيوانات في الجزء الجاف ، أما التمساح عاش في الجزء السفلي منه ، كان يحب أن يجلس في الماء وينام ، وأحيانًا يخرج من الكهف لفترة قصيرة للاستمتاع بالشمس ، كان ودودًا وكانت تحبه كل الحيوانات .

ذات يوم كان هناك صياد معه قوسه وسهامه جاء بالقرب من الكهف ، ورأى التمساح وهو يجلس تحت أشعة الشمس مستمتعًا بها ، فقرر صيده ، وقرر استهداف التمساح لكنه أصيب بالعمى عندما حاول أن يصوب قوسه جهة التمساح ، اخفض الصياد سهمه وبدأ في رؤية التمساح مرة أخرى ! رأى التمساح مبتسمًا بالطبع كان التمساح سعيدًا ! حاول الصياد استهداف التمساح مرًة أخرى ولكن مرًة أخرى أصيب بالعمى عندما حاول التصويب .

ركض الصياد إلى القرية حيث كان يعيش ، وأبلغ الناس عن التمساح وقال : عندما كنت أصوب عليه ، أصبت بالعمى ، وسقط السهم مني ، وعندما أنزلت القوس أصبحت أرى مرًة أخرى .

لم يصدقه أهالي القرية فكيف يصاب بالعمى ثم يعود مرًة أخرى إليهم سليمًا ، وأخذ العديد منهم أقواسهم وسهامهم ، وانطلقوا إلى الكهف ورأوا التمساح كان يجلس في الشمس بالقرب من الكهف ، وحاولوا استهدافه مرًة تلو المرة ولكن في كل مرة يصابون بالعمى .

وعندما كانوا يخفضون السهام والأقواس الخاص بهم إذا بهم يرونه ، صرخ الصيادون لما رأوا ذلك ، وقالوا كيف يمكننا أن نرى مرًة أخرى بعدما أصبنا بالعمى ! كان من الواضح أن التمساح تمساح سحري ، شاع الأمر في القرية والقرى المجاورة وحاول الصيادون من كل مكان اختبار سحر التمساح ولكن باء بالفشل .

فرح التمساح وتباهى أمام باقي الحيوانات قائلًا : لا أحد يستطيع أن يقتلني ، وعاد إلى الكهف ، وكانت الحيوانات الأخرى في الكهف سعيدًة أيضا ، فالتمساح السحري لن يسمح للصيادين بقتلهم ، وبالطبع قالوا له شكرًا .

كان الجميع يتوقع أن يعيش الجميع في الكهف في سعادة وأمان ، ولكن بعد فترة تغير سلوك التمساح اتجاههم ، وبدأ التعامل بسوء أدب معهم ، فقد أصابه الغرور ، غير أنه بدأ يطلب منهم مقابلًا جزاء حمايتهم من الصيادين ، كأن يقوموا بالتهوية له عندما يكون يشعر بالحر ، وصيد الطعام له ، وتنظيف فمه وأسنانه من بقايا الطعام .

بدأت الحيوانات تشعر بالتذمر من طلبات وسوء أدب التمساح ، وكل من لا يعجبه سلوك التمساح يغادر الكهف ، فقد فرض التمساح سيطرته على الكهف كاملا ، وطرد كل من لا ينفذ أوامره .

في هذه الفترة جاء العديد من الشبان إلى الكهف وحاولوا قتل التمساح ، ولكن لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك مع الأقواس والسهام ، ففي تلك الأيام كان الصيادون لم يعرفوا شيئًا عن البنادق .

ومرت الأيام وزادت سطوة التمساح وتجبره على باقي الكهوف حتى تمنى الجميع موته من بطشه وغروره ، فهم أولى بالدفاع عن أنفسهم ، بدلًا من تمساح يتجبر عليهم ، ومع أول صياد ببندقية في يديه ذهب محاولا قتل التمساح السحري ، قتله ! فسحر التمساح كان فقط ضد الأقواس والسهام فلم يكن يعمل ضد البنادق .

مترجمة من قصة : The Magic Crocodile

By Lars