مع بداية فصل الربيع ، وفي صباح يوم جميل ، ركب القرد فهمان حماره (نصحان) متوجها نحو الغابة المليئة بالخيرات الكثيرة ، من أشجار الموز ، وعناقيد العنب ، وأثمار جوز الهند ، وأراد أن يكون أول الحيوانات وصولًا إلى هذه الخيرات كلها ، قبل جميع الطيور والحيوانات ، ولأنه أراد أن يختصر الطريق سلك طريقا أخر ؛ يوفر الوقت ؛ لكن هذا الطريق مليء بالحفر والأخطار ؛ لكنه قال في نفسه : لا تهمني الحفر ولا الأخطار ، المهم أن نصل إليها سريعًا ، ونحصل على كل الخيرات.
وظل يتخيل نفسه وسط كل هذه الخيرات ، وهو على ظهر حماره (نصحان) ، وأخذ يقفز قفزات بهلوانية من فوق ظهر حماره ، وفي بداية الطريق أوقفته سلحفاة ، وقالت له : إن هذا الطريق ملئ بالحفر والمخاطر ، عليك بالطريق الأخر.
ابتسم القرد فهمان ، وقال للسلحفاة : أشكرك يا صديقتي السلحفاة ، لكن لا تخافين علي ، ونظر إلى حماره (نصحان) قائلًا : هيا . هيا ، استمر في طريقك ، وفي أثناء سيرهما ومن أعلى نخلة قالت له العصفورة : لا تمش من هذا الطريق ؛ إنه خطر وقد تقع فيه أنت وحمارك.
ابتسم القرد لحماره قائلًا : لا تلتفت إلى كلام هذه العصفورة ؛ وعليك بالسير ؛ لنصل سريعا . هيا . واصل سيرك ، وفي أثناء السير لفت نظر القرد فهمان لافتة مكتوب عليها : (خطر والطريق يتم إصلاحه ) ، ابتسم القرد فهمان ، وقال لحماره (نصحان) : ما رأيك يا صديقي ؟
قال الحمار : لا تخف ، معك حمار واع وشاطر ، يتحدى المخاطر ، والحفر ولا يخاف ، آه.آه.آه ، وفي تلك اللحظة سقط الاثنان في حفرة كبيرة ، وأخذا يصرخان ؛ طالبين أن ينقذهما أو يساعدهما أحد.
تجمعت الطيور والحيوانات على صراخهما وبكائهما ، حول الحفرة الكبيرة ، وبدأ كل واحد منهم يلومهما ويوبخهما على عدم طاعتهما ، وعدم إتباع إرشادات الطريق ، وعلى طمعهما في محاولة جمع أكبر عدد من الخيرات قبل الآخرين ، واقترح الثعلب أن يذهب ويحضر الفيل ؛ ليساعدهما في رفعهما من هذه الحفرة ، بخرطومه الطويل ، وبعد أن نجحت الفكرة وتم إنقاذهما .
نظر القرد فهمان إليهم قائلًا : نحن مخطئان يا أصدقاءنا لأننا طمعنا في جمع أكبر عدد من الخيرات والوصول إليها قبلكم جميعًا ، أرجوكم اقبلوا اعتذاري أنا وحماري نصحان ، وبعد أن قبل الطيور اعتذارهما ، وعدا بعدم تكرار أخطاء الماضي.