كان هناك رجلاً يعمل حطاباً ، وكان لديه سبعة بنات وكانت زوجته ستضع قريباً ، مولدوهم الثامن وتمنى من الله أن يرزقه صبياً ، ونذر نذراً بأنه أن ولدت زوجته صبياً ، سيقدم له رطل من الذهب هدية ولادته .

وفي يوم من الأيام وبينما يعمل الحطاب ، في قطع أشجار الغابة أتت ابنته الصغرى ، وأخبرته أن والدتها وضعت صبياً ، فشعر الحطاب بفرحة عارمة ولم يصدق الخبر ، وأسرع للمنزل لرؤية الصبي.

لكن تذكر نذره فأخبر ابنته أن تعود للمنزل ، ليذهب هو ويحضر الذهب هدية للصبي المولود ، وظل الحطاب يفكر كيف سيحصل على رطل الذهب ، وهو لا يملك شيئاً فنظر إلى السماء ، ورأى عصفوراً جميلاً يحلق فوقه .

حاول الحطاب الإمساك بذلك العصفور الجميل ، لكن طار بعيداً ثم حاول مرة أخرى لكن أيضاً دون جدوى ، ثم أخبره العصفور وقال للحطاب : لقد أرسلني الله لمساعدتك ، لتوفي نذرك لمولدك الصبي .

فقم بالإمساك بي ثم أذهب إلى سوق البلدة ، وسأتحول إلى عصفور ذهبي وأخبر التاجر بأنك تريد بيعي ، مقابل رطل من الذهب وسيوافق التاجر ، وبالفعل أخذ الحطاب العصفور وذهب إلى السوق .

وألتقى بالتاجر الذي اشترى العصفور الذهبي ، مقابل رطل من الذهب ففرح الحطاب ، وعاد مسروراً إلى عائلته وقد أوفى نذره ، وأعطى المولود الصبي هديته ذلك الرطل من الذهب ، وحمله وقبله وشكر الله على ذلك الصبي الذي تمناه .

وضع التاجر ذلك العصفور الذهبي الجميل ، في قفص أنيق وواسع ومزين قد اشتراه لذلك العصفور الجميل ، ولم يكن لدى التاجر أي أطفال ولذلك فرح بذلك العصفور ، الذي سيتركه في المنزل ليسلي زوجته ، وما أن وصل التاجر بالعصفور إلى المنزل حتى بدأ العصفور ، يقص قصص مسلية ففرحت به زوجته .

في يوم من الأيام سافر التاجر في رحلة عمل ، ووعده العصفور الذهبي بالاعتناء بزوجته ، وطلب العصفور من التاجر أنه يسأل العصفور ، الذي يشبهه في تلك البلدة سؤال وكان معنى سؤاله ، هو كيف يهرب من القفص ، فوعده التاجر أن يفعل ذلك وغادر ، وأوصى زوجته آلا تخرج من المنزل .

في يوم من الأيام ، وقفت زوجة التاجر من النافذة فرآها رجل يسكن بالمنزل المجاور ، وقد انبهر بجمالها وحاول الوصول لها ، ولكن خدعه لم تنجح ، ولكنه نظر وإذ بسيدة عجوز ذات أنف طويلة تعبر الطريق ، فأسرع نحوها وطلب منها أن تساعده في أن يصل لزوجة تلك التاجر ، مقابل مبلغ من المال.

وافقت العجوز وذهبت إلى منزل زوجة التاجر ، وقرعت الباب فتساءلت الزوجة : من الطارق ؟ ، فأخبرتها العجوز : أنا سيدة قد مررت بالطريق ، وأشعر بالتعب وأريد أن أجلس للراحة لبعض الوقت .

فتحت الزوجة الباب وأدخلت العجوز ، وأخبرتها العجوز أن زفاف ابنتها اليوم ودعتها للعرس ، ولكن رفضت الزوجة الدعوة ، لأن زوجها أوصاها عدم الخروج من المنزل ، فألحت العجوز عليها ، ولكن حذرها العصفور الذهبي من تلك العجوز .

بل أخبرها العصفور أنها لو قبلت الدعوة ، ستكون مثل الصياد الذي ندم على صقره ، وعندما تساءلت الزوجة عن مغزى ، تلك العبارة أخبرها العصفور بقصته ، قائلاً : كان هناك صياداً ماهراً يعيش مع صقره .

وذات يوم خرج الصياد والصقر لرحلة صيد ، وكان الطقس حاراً فجلس الصياد ليسترح قليلاً وقد أستند على صخرة ، كبيرة وبينما يأخذ الصياد قيلولته ، سقطت قطرة على رأسه ففرح .

وظن الصخرة تقطر ماء ، فأمسك بكأس وحاول جمع قطرات الماء ، ولكن أسرع الصقر وسكب الكأس ، فغضب منه الصياد خاصة وانه يشعر بالعطش الشديد ، فحاول جمع قطرات الماء مرة أخرى ، فسكبها الصقر مرة أخرى .

فأغتاظ الصياد من الصقر ، وأمسك به وضربه بالعصا ، فسقط الصقر قتيلاً نظر الصياد عالياً ، ليرى مصدر تلك القطرات ، ويا للمفاجأة فقد رأى أفعى تقطر سمها ، وقد ظنها الصياد ماء فندم على قتله ، لصقره الوفي .

بعد أن أنهى العصفور قصته فهمت زوجة التاجر ، ما يقصده العصفور الذهبي ورفضت دعوة العجوز ، فرحلت من المنزل وبعد ثلاثة أيام عاد التاجر إلى زوجته ، وأخبرته بما جرى فقرر الافراج ، عن العصفور الذهبي وإطلاقه حراً .

مترجمة عن قصة : The Golden Bird

By Lars