كان هذا الكلب يعيش في إحدى المزارع ، وكان كلباً طماعاً حيث أراد أن يحتفظ بكل شيء لنفسه ، وفي يوم من الأيام وبينما يأخذ قيلولته أسفل الشجرة ، سمع صوتاً وتساءل : ما هذا الصوت ؟ ، نهض فرأى من بعيد عربة قادمة ، تحمل الكثير من اللحم فسال لعابه ، وأسرع للحاق بالعربة ، آملاً في الحصول على قطعة لحم .
فسقطت قطعة لحم من العربة ، فأسرع الكلب لتناولها لكن كانت قطعة اللحم ، عالقة بقطع اللحم الأخرى ، المحملة على العربة فكانت تتحرك مع حركة العربة ، ولم يستطيع تناولها ، فراح الكلب يخطط للهجوم على العربة ، وتناول ما عليه من لحم .
قفز الكلب على العربة ، وأمسك بقدميه بقطعة من اللحم الكبير ، ونزل من العربة مرة أخرى ، فرح الكلب بنجاح خطته وقرر أقامة حفلة لحم ، وأخذ قطعة اللحم بعيداً ليتمكن من أكلها .
عاد الكلب إلى مكانه أسفل الشجرة ، وظل يتناول قطعة اللحم الشهي اللذيذ حتى شعر بالشبع ، فقرر الاحتفاظ بالباقي لليوم التالي ، ولكن خشي أن ترى الحيوانات قطعة اللحم فتتناولها .
فقرر حفر حفرة ليخبئ قطعة اللحم بداخلها ، وبالفعل صنع حفرة عميقة ووضع قطعة اللحم بداخلها ، ثم ردمها وشعر بالاطمئنان لأنه لن يتمكن أحد من تناولها ، ولكن كان الغراب واقفاً على الشجرة ، وقد رأى ما يفعله الكلب .
فأخبر الغراب الكلب بأنه رأى ما يخبئه في تلك الحفرة ، فعاد الكلب وفتح الحفرة مرة أخرى ، وأخرج منها قطعة اللحم وأمسك بها ، خشية أن يتناولها الغراب وحمل الكلب ، ما تبقى من قطعة اللحم وابتعد بها عن مكان الغراب .
فرأى الكلب كلبان قادمان ، فأسرع بالاختباء وما أن اقترب نحوه الكلبان حتى اشتما رائحة اللحم ، ولكن لن يتمكنا من العثور على مصدرها وسارا بعيداً ، ففرح الكلب أن الكلبان لم يكتشفا أمره .
بينما الكلب يركض أوقفه كلب ضخماً ، وطلب منه أن يعطيه نصف قطعة اللحم ، لأنه لم يأكل شيئاً منذ الصباح ، فغضب الكلب وأخبر الكلب الأخر ، بأنه قضى وقتاً صعباً حتى تمكن من الحصول على قطعة اللحم تلك ، وعاد الكلب لطلب نصفها فقط لكن الكلب رفض طلبه .
فتشاجر الكلبان حول قطعة اللحم ، ورغم إنها كانت كافية للاثنين إلا أن الكلب كان كلباً طماعاً ، لا يحب إلا نفسه وأصاب الكلب الاخر بجروح عميقة ، وأمسك بقطعة اللحم وركض بعيداً عنه ، حتى وصل إلى البحيرة .
وفيما هو يشرب رأى ثلاثة كلاب صغيرة ، تلتف حول قطعة اللحم وتصيح : لقد وجدنا قطعة لحم يا أمي هيا تعالي وانظري ، وأتت أمهم وفرحت عند رؤية قطعة اللحم ، ولكن أسرع الكلب وأمسك بقطعة اللحم بفمه ، وأخبرهم أنه صاحب قطعة اللحم تلك ، وطلب منهم الابتعاد.
طلبت الأم من الكلب أن يعطيها القليل من قطعة اللحم ، لتطعم صغارها وأخبرته إنها لم تحصل على طعام لهم ، منذ ثلاثة أيام وقد يموت صغارها من شدة الجوع ، فرفض الكلب ، وأخبرهم أنه تعب كثيراً في الحصول على قطعة اللحم ، ولن يستغني عنها بسهولة ، وظلت الأم تستعطف ، حتى يحن على صغارها بالقليل من اللحم ، وكان الصغار يبكون جوعاً ، لكن لم يشفق عليهم ورفض إعطائهم قطعة صغيرة من اللحم .
حمل قطعة اللحم وركض بعيداً ، حتى وصل إلى جسر أعلى النهر ، فقال في نفسه : ان عبرت الضفة الاخرى من النهر ، سأستطيع أن أتناول ما تبقى من اللحم ، في سلام دون أن يزعجني أحد ، أو يشاركني في قطعة اللحم .
وفيما كان الكلب يعبر الجسر ، تطلع ونظر إلى المياه فرأى صورته ، فظن أن هناك كلباً أخر معه قطعة لحم ، فظل يفكر في نفسه وقد بدا له أن قطعة اللحم التي رآها هي أكبر من قطعة اللحم التي معه ، وهم الكلب بالهجوم على صورة الكلب ، فسقطت قطعة اللحم في الماء ، وخسر الكلب الطماع قطعة اللحم ، التي قاتل من أجلها ، وحرم جميع الكلاب الأخرى الجائعة منها.
مترجمة عن قصة : The Greedy Dog