يحكى أن جحا في يوم من الأيام كان يحفر في حديقة بيته ليزرع بعض النباتات ، وبينما هو يقوم بالحفر سمع الفأس يرتطم بشيء معدني ، ففرح جحا وقام بالتقاط الجسم المعدني ليجده دينارًا ، سرح جحا بخياله وأخذ يفكر فيما سيشتريه بالدينار ، ولكنه استفاق من أحلامه ، بعدما نظر مجددًا للدينار ، فقد كان دينارًا مزيفًا .
وكان جحا يريد شراء بطة ، ولم يكن يملك أي نقود أخرى ، فقرر أن يحتال ويعطيها لبائع البط ، أخذ البائع الدينار من جحا ووضعه في جيبه دون أن ينظر فيه فلم يكتشف أنه مزيف ، وأراد بائع البط أن يشتري دقيقًا ، فتوجه إلى بائع الدقيق وأعطاه الدينار الذي أخذه من جحا ، أخذ تاجر الدقيق الدينار دون أن يكتشف أنه مزيف .
وفي المساء أراد بائع الدقيق صنع كوبًا من الشاي ولكن بعد أن وضع الماء في القدر وجد الماء يتساقط من القدر ، فقد كان مخرومًا ، فذهب تاجر الدقيق إلى بائع القدور وأراد أن يشتري قدرًا ، وأختار تاجر الدقيق قدرًا مناسبًا وسأل البائع عن ثمنه فأخبره أن القدر يساوي دينارًا واحدًا ، لم يكن تاجر الدقيق يملك إلا دينارًا واحدًا وهو دينار جحا المزيف ، فأعطاه لبائع القدور ، وأخذ القدر بينما أخذ بائع القدور الدينار المزيف دون أن يلاحظ زيفه هو الآخر .
عندما عاد بائع القدور إلى داره أراد أن يشعل نارًا للتدفئة فلم يجد حطبًا لإشعال النار ، فتوجه إلى جحا وأعطاه الدينار الزائف ، وأشترى منه الحطب ، ولم يلاحظ جحا أيضًا أنه ديناره ، وفي اليوم التالي أراد جحا شراء عمامة فتوجه إلى بائع العمامات ، وحين أعطاه الدينار نظر إليه بائع العمامات ، وقال لجحا هذا دينار زائف يا جحا ألا تخجل من نفسك .
فشعر جحا بالغيظ الشديد من بائع القدور ، وقرر أن يتوجه إلى القاضي ، وبالفعل ذهب جحا للقاضي وأخبره بما فعله بائع القدور ، فأرسل القاضي في طلب بائع القدور وسأله من أين حصل على الدينار ، فأخبره بأمر بائع الدقيق ، فأرسل القاضي في طلب بائع الدقيق .
أخبر بائع الدقيق القاضي عن بائع البط ، فأرسل القاضي في طلبه ، حين حضر بائع البط سأله القاضي من أين حصلت على الدينار الزائف ، فأجاب بائع البط لقد أخذته من جحا ، ذهل القاضي من النتيجة التي وصل إليها ، ونظر نظرة قاسية إلى جحا وقال له من أين أتيت بهذا الدينار يا جحا .
قال جحا متلعثمًا لقد وجدته في أرض الحديقة ، فأجاب القاضي إذن هذا دينارك يا جحا ؟ ، قال الحاكم : كيف تبيح لنفسك أن تغش الناس يا جحا وتتهم الأبرياء بالغش ؟ ، فقال جحا : حقًا يا سيدي الحاكم هذا ديناري الذي وجدته ، وما أصدق الحكمة التي تقول : من حفر حفرة لأخيه وقع فيها .
من نوادر حجا .