كان يعيش في إحدى البلدان ، حطابان الأول كسول والثاني نشيط ، وكانا الحطابان يعملان على تقطيع سيقان الأشجار في نفس الغابة ، فذات يوم خرج الاثنان لبدأ يوم جديد للعمل ، وكان الطقس حار والشمس شديدة السخونة .
فقال الحطاب الكسول : الطقس حار للغاية ، دعنا نسترح قليلاً فلا يمكننا العمل ، في ذلك الطقس الحار ، فرد الحطاب النشيط : ماذا تقول ؟ ، فقد استرحت منذ برهة قصيرة ، وأكمل الحطاب النشيط عمله ، وأمسك بفأسه وظل يقطع الأشجار ، أما الحطاب الكسول فجلس أسفل الشجرة ، ولم يكمل عمله .
أخبر الحطاب النشيط صديقه الكسول ، بأن رئيس العمل قد يعاقبه ، لو لم يتمكن من انجاز عمل اليوم ، أو لو عرف أنك تستريح كثيراً ولا تنجز مهامك اليومية ، وحاول تشجيعه على النهوض للعمل ، لكن فضل الحطاب الكسول الراحة أسفل الشجرة .
وفجأة شعر الحطاب الكسول بألم شديد في معدته ، وظل يصيح بألم معبراً عن وجعه فأسرع نحوه الحطاب النشيط ، وساعده على الاسترخاء وأخبره أنه سيذهب لإحضار الطبيب ، لكن الحطاب الكسول رفض بشدة ، وأخبره أنه يعتاد على هذا الألم ، ولا داعي لاستدعاء الطبيب ، بل هو في حاجة للراحة حتى يزول الألم .
أخبر الحطاب الكسول صديقه النشيط ، وقال : الآن لا أظن أن صاحب العمل ، سيغضب مني أن علم بمرضي ، وعدم قدرتي على إنهاء مهام اليوم ، فقال له الحطاب النشيط : بالتأكيد خاصة وإن علم إنني سأقوم بعملك ، ولن يكون هناك أي تقصير في مهام اليوم .
فرح الحطاب الكسول من تعاون صديقه ، الذي سيتولى مهمة إنهاء عمله ، بل وفرح ايضاً من نجاح حيلته للامتناع عن العمل ، وظل الحطاب النشيط يقطع الأشجار شجرة تلو الاخرى ، في كد واجتهاد .
وعند مغيب الشمس اجتمع الاثنان عند البحيرة ، وبينما يجلسان للاسترخاء قليلاً لبدء رحلة العودة إلى المنزل ، سقط فأس الحطاب النشيط في البحيرة ، فحزن الحطاب النشيط ، ولم يكن يعمل ماذا يفعل لاسترداد فأسه ، الذي سقط في عمق البحيرة .
فقال الحطاب الكسول : لا يمكننا أن نفعل أي شيء ، فالبحيرة عميقة للغاية ولذا أنسى الأمر ودعنا نرحل ، لكن رد الحطاب النشيط ، وقال : كيف أرحل وبدون الفأس ، لن أتمكن من العمل غداً ، ولكن لم ينتظر الحطاب الكسول ، وترك صديقه حزيناً على فأسه ورحل.
جلس الحطاب النشيط أمام البحيرة متحيراً ، في طريقة لإنقاذ فأسه الذي بدونه ، لن يستطع أن يكمل عمله ، وبدون عمله لن يستطع أن يوفر قوتاً لأسرته ، فبكى الحطاب النشيط ، وسقطت دموعه في البحيرة.
وما أن امتزجت دموعه بماء البحيرة ، حتى رأى رجلاً ضخماً يخرج من وسط البحيرة ، فخاف الحطاب ورجع للوراء ، ولكن قال له الرجل بصوت جهوري : لا داعي للخوف ، أنا حارس البحيرة ، أخبرني لماذا تبكي ؟ ، رد الحطاب : لقد سقط فأسي ، في البحيرة وهو مصدر رزقي .
وفي الحال اختفى حارس البحيرة ، ثم عاد يحمل في يده فأساً ذهبياً ، لكن الحطاب أخبر حارس البحيرة بأن تلك الفأس لا تخصه ، فالفأس الذي أسقطه حديدي وليس ذهبي ، ثم أختفى حارس البحيرة وعاد مرة أخرى بفأس فضي لامع ، لكن عاد الحطاب وأخبره بأن فأسه حديدي ، ثم اختفى حرس البحيرة مرة اخرى وعاد بالفأس الحقيقية
ففرح الحطاب وشكر حارس البحيرة ، ولشدة إعجاب حارس البحيرة من صدق الحطاب ، وأمانته فأعطاه الفؤوس كلها واختفى ، وعاد الحطاب النشيط إلى بلدته ، وأخبر صديقه الكسول بكل ما جرى .
فسال لعابه وأخذ فأسه وركض نحو البحيرة ، ورمى فأسه في الماء وأصطنع البكاء ، فظهر له حارس البحيرة وأخبره بضياع فأسه ، فأختفى حارس البحيرة وعاد بفأس ذهبية ، ولكن أخبره الحطاب الكسول بأن تلك الفأس هي فأسه ، فغضب حارس البحيرة وأخبره أنه كاذباً وطماعاً ، واختفى حارس البحيرة ولم يعود مرة أخرى ، وخسر الحطاب الكسول فأسه بسبب طمعه وكذبه .