استيقظت الدجاجة كوكي باكراً كعادتها ، كل صباح وكانت الشمس قد بدأت في بث أشعتها الذهبية ، عبر الغابة ولكن كان ذلك الصباح يختلف قليلًا عن العادة ، حيث لم تستيقظ باقي حيوانات الغابة باكراً ، كعادتها وذلك لأنها اعتادت على سماع ، صوت صياح الديك باكراً لإيقاظها .
الدجاجة تقلد صياح الديك :
وفى ذلك اليوم ظل الديك نائماً ولم يستيقظ باكراً ، فقررت الدجاجة كوكي أن تقلد صوت صياح الديك ، لإيقاظ الحيوانات فصعدت أعلى صخرة صغيرة ، وصاحت بكل قوتها : كوكو كوكوووووو .
فسمع الديك أحداً يقلد صيحته فنهض ، من نومه غاضباً وقال : من يقلد صيحتي ؟ من يجرأ على فعل ذلك ؟ ، فأسرعت الدجاجة بالنزول من أعلى الصخرة ، وركضت نحو منزلها واختبأت هناك ، أخبر الأرنب صديقه الديك ، بأن الدجاجة كوكي هي من قلدت صيحته الشهيرة ، فأسرع الديك نحو منزل الدجاجة كوكي ليعاتبها ، لكن الدجاجة كوكي كانت دجاجة مغرورة .
فقالت في تعالي وكبرياء : أيها الديك الكسول ظلت الحيوانات نائمة ، ولم تخرج لعملها باكراً بسبب كسلك اليوم ، وكان علي إيقاظهم للخروج للعمل ، فلن تظل الحيوانات تنتظر صيحة ديك كسول ، حتى تستيقظ أنت لا تعمل عملك بجد ، رغم كونه بسيطاً ، شعر الديك بالحزن من كلام الدجاجة كوكي ، وغادر منزلها وهو حزيناً مما ادعته الدجاجة عنه .
الدجاجة تسخر من الفأر :
خرجت الدجاجة كوكي تكمل جولتها في المزرعة ، فقابلت الفأر فرفور وكان قد طلب من الدجاجة كوكي أن تلعب معه ، فنظرت الدجاجة إلى الفأر في سخرية ، وقالت له : نلعب معاً ؟ يبدو أنك ضعيف النظر أيها الفأر الصغير ، إلا ترى الفرق الواضح بيننا ؟
تحير الفأر وقال : الفرق بيننا ؟ نعم فأنا فأر لدي ذيل طويل ، وأذن كبيرة وجسم صغير ، لكن هذا لا يعنى إننا لا نلعب معاً ، فضحكت الدجاجة وقالت : هذا صحيح ، ولكن شكلي أجمل منك وأضع البيض الذي يتناوله الناس ، بل وأنا دجاجة ذكية وأنت مجرد فأر فلا تنس هذا أبداً ، شعر الفأر بالحزن ايضاُ من سخرية الدجاجة له ، وترك الدجاجة وهو حزيناً من كلامها القاسي له .
الدجاجة تسخر من السلحفاة :
واصلت الدجاجة سيرها فالتقت بالسلحفاة ، وكانت تسير في كد وجهد فسألتها الدجاجة ، في سخرية : إلى أين تتجهين أيتها الصاروخ السريع ؟ ، لهثت السلحفاة وقالت : إنى في الطريق إلى الأسد ، لأبلغه أن النمر انجب له ابناً جميلا ً ، قالت الدجاجة : لكن النمر انجب ، منذ أسبوع مضى .
فتنهدت السلحفاة وقالت : رأيت كم ابذل من جهد في عملي ، فإنني أسير منذ أسبوع مضى لأبشر ملك الغابة ، بهذا الخبر السعيد ، سخرت الدجاجة وقالت : أي جهد هذا ؟ أنت حيوان بطئ للغاية وكسول ، وتحمل على ظهرك درعاً ثقيلاً ، ولست دجاجة جميلة وسريعة وذكية مثلي .
معنى كلمة مغرورة:
انصرفت الدجاجة المغرورة ، وبدأت السلحفاة تسال : ماذا أصاب الدجاجة كوكي ؟ لقد أصبحت مغرورة للغاية ، وكانت عصفورة الكناري تستمع لحوار الدجاجة ، مع السلحفاة فما أن انصرفت الدجاجة حتى ، سألت السلحفاة : ماذا تعنى كلمة مغرورة ؟ ، فردت السلحفاة وقالت : مغرورة ، تعني أن الدجاجة تتصور نفسها أفضل ، من باقي الحيوانات ، وتسخر منهم وتهزأ بهم .
خطة عصفورة الكناري والغراب:
اغتاظت عصفورة الكناري مما تفعله الدجاجة ، في أصدقائها فقررت وضع خطة ذكية لتعلم الدجاجة درساً ، وخططت للخطة مع صديقها الغراب ، فتحرك الغراب نحو الدجاجة ، وكانت الدجاجة تسير في فخر ، وما أن لمحت الغراب ، حتى قفزت وصاحت : ابتعد عني أيها الغراب الأسود ، فقال الغراب : مرحباً بأجمل وأذكى دجاجة ، في الدنيا فأنت أميرة الغابة ، ردت الدجاجة بعد أن راق لها اللقب : أميرة ؟ أنت على حق أيها الغراب .
فأنحني الغراب أمامها وقال : أنا خادمك المطيع أيتها الأميرة ، ولو تفضلت بزيارة غصني المتواضع ، ستجدى صورك في كل مكان ، فقالت الدجاجة : حقاً ؟ ، فرد الغراب في حماس مصطنع : بالتأكيد ، فأنا أحب الدجاج ولا أجد في الدنيا ألذ طعماً منها ، أقصد ألذ مظهراً منها فهيا ، سأحملك على جناحي ، وأطير إلى غصني لتشاهدين صورك ، فقالت الدجاجة وقد أعماها الغرور : هيا بنا .
وصل الغراب إلى الغصن ، وأدخل الدجاجة إلى الغصن ، وقال لها : أذن أنت الدجاجة الأقوى ، والأذكى والتي لا مثيل لها ، ردت الدجاجة : نعم بالتأكيد ، فقال الغراب : حقاً ، ولكن هناك من هو أقوى منك ، فأنا الغراب أستطيع أن التهمك ، وأتناول لحمك الشهي ، في دقائق معدودة .
ارتجفت الدجاجة وحاولت الهرب من غصن الغراب ، فخرجت عصفورة الكناري وقد كانت تختبئ في غصن الغراب ، لتخبر الدجاجة أن ما فعلته سلوك خاطئ ، ولا يجب أن يفتخر أحداً على غيره ، ولا نسخر من إمكانيات البعض أو قدراتهم أو اشكالهم .
تعلمت الدجاجة درساً لا ينسى ، وخرجت تشعر بالأسف حيال سلوكها السيئ ، وكلامها اللاذع مع أصدقائها ، ومرت بهم لتعتذر لهم وتطلب منهم السماح ، عن ما سببته لهم من حزن .