هذه قصة خيالية ولكنه تحمل بداخلها عبرة وعظة عن جزاء التربية الصالحة للأبناء وزرع خشية الله بداخلهم من الصغر والرضا بالقضاء والتوكل على الله.

يحكى أن صيادًا فقيرًا كان أبا لثلاثة بنات وكان كل يوم يذهب إلى البحر ليصطاد ويأخذ معه واحده من بناته لتساعده في الصيد ، فكان تارة يأتي بأسماك كثيرة تكفيه هو وأسرته ، ويبيع منها وتارة أخرى لا يخرج الشباك فارغة تمامًا .

وفي أحد الأيام اصطحب ابنته الصغرى لتساعده في الصيد ، وحينما أخرج الشباك كانت مليئة بالأسماك ، وفي المرة الثانية التي اصطحب فيها الفتاة للصيد ، كانت الشباك خالية تمامًا ، فتعجبت الفتاة الصغيرة وسألت أبيها ، لماذا يا أبي لا تدخل الأسماك في الشباك ، ففكر الصياد ثم قال لأبنته يا بنتي ، إن السمكة التي تنسى أن تسبح الله تقع في شباك الصياد ، فسألت الفتاة أبيها وهل تسبح الأسماك ، قال لها بالطبع يا ابنتي ، كل المخلوقات تسبح بحمد الله ولكننا لا نسمع تسبيحها .

في المرة الثانية التي اصطحب الصياد ابنته الصغرى ، معه للصيد رزق بأسماك كثيرة ففرح وطلب من الفتاة أن تضع الأسماك في الجوال المخصص لذلك ، ففوجئ أن الفتاة قد أعادت جميع الأسماك للماء ، فسألها لماذا فعلت ذلك يا بنيتي قالت له أنها لا تريد أن يدخل إلى منزلهم شيء لا يسبح الله ، فتعجب الرجل من ورع وتقوى الفتاة ، في هذا السن الصغير وابتسم وأخذها وعاد إلى المنزل بجواله الفارغ ، وهو يفكر من أين سيطعم عائلته .

وحينما وصل إلى البيت وجد ابنته الكبرى تستقبله وتعطيه كيس مليء بالنقود الفضية ، فتعجب وسأل الفتاة من أين لك بكل هذا المال ، فحكت له أن هناك رجلًا مر بها وهي ، تطعم الطيور خارج الدار فطلب منها شربة ماء ، فأعطته فأخرج كيس النقود وأعطاه لها وأخبرها أنه هو حاكم المدينة .

فرح الصياد بحسن تربيته لبناته ، وقد شعر أنه هو من تعلم درسًا عن التوكل على الله ، وحسن الظن به ، وأن الرزق بيده وحده ، وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنكم تتوكلون على الله حق توكل ، لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصًا وتعود بطانًا ، صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

By Lars