كانت هناك سيدة تقيم في منزل ، يحيط به مزرعة جميلة ، وكانت تلك السيدة بخيلة جداً ، وكان يعمل لديها خادم مسكين ، وكانت توكل له كل أعمال المنزل ، من إعداد الطعام وتنظيف المنزل ، وغسل الملابس .

بل وجعلته يشرف على المزرعة ، ويرعى الخراف العديدة التي كانت تمتلكها ، وتلك السيدة البخيلة ورغم طول سنوات العمل ، لم تزد له الراتب بل كانت تقلل ، من راتبه شهراً بعد شهر ، وذلك للتوفير .

تاجر الصوف :
وفي صباح أحد الأيام أتى تاجر للصوف للمزرعة ، وكان يريد شراء صوف الخروف الجيد ، وألتقى بالسيدة البخيلة ، وزادت سعر الصوف عن ثمنه الأصلي ، فوافق الرجل لأن الصوف كان جيد ، وأخبرها أنه عليها البحث عن عامل لجز الصوف ، في المدينة فذهبت تطلب عاملاً ماهراً ، يجز لها صوف الخروف .

عامل جز الصوف يرفض القيام بالمهمة :
طلب عامل جز الصوف مبلغاً من المال ، مقابل جز الصوف وهو مبلغ متواضع ، لكن رفضت السيدة البخيل ، دفع هذا الأجر لعامل جز الصوف ، فرفض العمل معها وغادرها ، فرجعت السيدة إلى منزلها غاضبة ، لأنها لم تجد عاملاً ، يقوم بذلك العامل الشاق مقابل المبلغ القليل ، الذي تريد دفعه .

السيدة البخيلة تقرر جز الصوف بنفسها :
ظنت السيدة البخيل أن الكل يحاول استغلالها ، وعندما عادت إلى المنزل طلب منها الخادم المسكين ، مبلغاً من المال ليذهب إلى الحلاق ، لأنه بقي شعره طويلاً ، لعدة أشهر ولم يملك المال الكافي لحلقه .

فلمعت فكرة للسيدة وقررت أن تحضر ماكينة الحلاقة ، وتتمرن على جز الصوف عن طريق ، حلق شعر الخادم المسكين ، ورغم ما أحدثته في رأس الخادم المسكين ، من جروح إلا أنها ظنت نفسها ، ماهرة في فعل هذا الأمر مع الخراف أيضاً.

مهمة جز الصوف :
في صباح اليوم التالي ، تأهبت السيدة للقيام بعملية جز صوف الخراف ، وجاء الخادم لمساعدتها وجمع لها كل الخراف ، وطلبت منه أن يمسك كل خروف على حدى ، حتى تتمكن من جز الصوف .

حاول الخادم إقناعها بأنها لن تتمكن ، من إنجاز هذا العمل الشاق ، ولكنها أدعت أنها بارعة في القيام بذلك ، وأنه سيكون عمل سهل لا يحتاج مهارة ، أو يحتاج عامل متخصص لفعل هذا الأمر .

ولم يجد الخادم فائدة في إقناعها ، بجلب عامل لجز الصوف بدلاً منها ، واستسلم للأمر وبدأ يمسك خروف تلو الاخر حتى تقوم السيدة البخيلة ، بجز صوفه وكانت الخراف تصيح ألماً ، بسبب الجروح التي كانت تحدثها ماكينة الحلاقة ، بل حاول مجموعة من الخراف الهرب من المزرعة .

السيدة البخيلة تشعر بالتعب :
وكان الأمر شاق للغاية ، فكان الركض خلف الخراف وحده يكفي لشعور السيدة ، بالتعب الشديد ولم تستطع إكمال جز الصوف ، وعادت إلى المنزل متعبة ، ولا تستطيع النهوض من الفراش .

الخادم يضمد جراح الخراف :
نظر الخادم إلى الخراف الباكية ، وقد يعلو جسمها العديد من الجروح ، فأخذ الخادم القطن وبدأ يضمد الجروح ، التي أحدثتها السيدة في كل خروف ، وفى اليوم التالي أتى تاجر الصوف ، في الموعد المحدد لاستلام صوف الخراف ، وعندما علم أن الصوف لم يكن جاهزاً ، غضب من السيدة ورحل ، وخسرت المرأة تاجر الصوف بسبب بخلها .

مغزى القصة :
أن نعلم الطفل الكرم ، وأن نعلم الطفل أن كل أمر يحتاج متخصص ، في فعله فلا يجوز أن ندعي القيام بمهام ليست من اختصاصنا ، لأنه سينتهي الأمر بإفسادها كما يجب التدرب الجيد ، على فعل الأشياء أولاً حتى ننجح ، في إنجاز الأمر بشكل جيد .

By Lars