كان في إحدى البلاد المطلة على النهر ، مزرعة جميلة وبها منزل فسيح ، تعيش بداخله سيدة بدينة تحب الطعام كثيراً ، وخصوصاً بيض الدجاج فكانت تخرج كل يوم من المنزل إلى المزرعة ، حيث تربي الدجاج لتحصل على البيض الشهي ، وتشكر الدجاج على هذا البيض .

وكانت السيدة البدينة تستمتع بطهي الدجاج ، وتناوله على الفطور ، وفي صباح أحد الأيام ، خرجت السيدة البدينة لتجمع البيض من المزرعة ، وجمعت السيدة البدينة البيض كعادتها ، وكانت السيدة تستمتع بتناول البيض بطرق مختلفة في كل صباح ، فمرة مقلياً ومرة مسلوقاً .

كانت السيدة البدينة تشعر بعدم الشبع لان كمية البيض لا تكفيها ، فظلت تفكر ماذا لو كان لديها الكثير من البيض ، في كل صباح وسرحت السيدة البدينة بخيالها ، تفكر في أصناف عديدة ستصنعها ، أن كان لديها العديد من البيض الذى تجمعه كل صباح ، مثل أنواع الكعك المختلفة ، وأنواع المعجنات المختلفة والشهية .

فكرة لزيادة إنتاج البيض:
خرجت السيدة إلى المزرعة وهي تفكر ، في طريقة لتزيد عدد البيض الذي تضعه الدجاج في مزرعتها ، فقالت في نفسها : سأضاعف كمية حبات القمح التي أعطيها طعاماً للدجاج ، وستحصل الدجاج على مزيد من الطعام مما يجعلها ، تضع المزيد من البيض.

وتخيلت السيدة البدينة ، أنها أعطت الدجاج في المزرعة كمية أكبر من القمح ، وتخيلت أن الدجاج بذلك يضع بيضة في كل خطوة يخطوها ، وامتلأت المزرعة بالبيض وتخيلت أنها ممسكة بسلة كبيرة ، تجمع بها كميات كبيرة من البيض الذي وضعه الدجاج ، بعد تناوله كميات كبيرة من القمح .

ونهضت السيدة البدينة وقالت : نعم علي أن أعطيها كميات أكبر من القمح ، لطعامها كل يوم حتى تتمكن من تحقيق حلمي ، بوضع المزيد من البيض والذي سيمكنني ، من تناول ألذ الأطباق الشهية المطبوخة من البيض .

البحث عن البيض :
وفي الصباح الباكر أتت السيدة البدينة ، وهي تحمل كميات كبيرة من القمح ووضعته في مزرعة الدجاج ، وعادت إلى المنزل في انتظار الغد ، وفي صباح اليوم التالي استيقظت السيدة البدينة ، وهي متلهفة للذهاب إلى مزرعة الدجاج لتجمع حصتها من البيض .

ولكن كانت المفاجأة ، فلم تضع الدجاج المزيد من البيض كما ظنت السيدة البدينة ، وظلت تبحث في أعشاش الدجاج عن المزيد من البيض ، ولم تجد فسألت الدجاج : أين وضعتم البيض ؟ ، وظلت تبحث عنه في كل أنحاء المزرعة ، ولكن لم تجد المزيد من البيض .

ظنت السيدة البدينة أن الدجاج ، تريد المزيد والمزيد من القمح فأحضرت أواني كبيرة بها الكثير من القمح ، بل كميات تزيد أضعاف عن ما وضعته اليوم السابق ، وتركت الدجاج يتناول القمح ويستمتع بالكميات الوفيرة ، منه وعادت إلى المنزل تترقب الصباح .

الدجاج البدين :
وفى اليوم التالي نظرت السيدة في المزرعة ، فلم تجد أيضاً المزيد من البيض ، بل وقد تركت الأواني التي وضعتها السيدة بها الكثير من القمح ، فأمسكت السيدة بدجاجة تلو الأخرى ، لتطعمها المزيد من القمح بالاكراه ، حتى تجعلها تبيض المزيد من البيض ، وتركت الدجاج لليوم التالي ، حتى تنتظر النتيجة .

وفى صباح اليوم التالي نظرت إلى الدجاج ، فقد زاد وزنه كثيراً لكن لا يوجد المزيد من البيض أيضاً ، بل وبدأ إنتاج البيض يقل وظلت السيدة البدينة ، تكثر من إطعام الدجاج بالقمح ، حتى أصبح الدجاج سميناً وكسولاً ، وكان الدجاج لا يستطيع الحركة ، ولا يستطيع وضع البيض ، بل وصل إلى حالة صحية سيئة فعجز تماماً عن الحركة ، وكان الدجاج ينظر إلى الطيور في السماء ، ويشعر بالأسى على حاله ، وكان يتمنى أن يعود لحالته ونشاطه من قبل .

مغزى القصة :
أن نعلم الطفل عن خطورة السمنة ، والإفراط في تناول الطعام ، وما ينتج عليه من كسل وعدم نشاط وأمراض متعددة .

By Lars