كان هناك ذئبًا يُدعى شاندرافا ، وفي أحد الأيام كان شاندرافا جائعًا جدًا ، ولم يتمكن من العثور على أي طعام في الغابة ؛ لذلك قرر التجول في قرية قريبة بحثًا عن الطعام ، وعلى الفور انطلق إلى هذه القرية وهو يكاد يتضور جوعًا .

ولكنه لم يتوقع ما رآه هناك ؛ فبمجرد وصوله للقرية تجمع حوله مجموعة من الكلاب من كل حدبٍ وصوب وظلَّت تنبح وتهاجمه بأسنانها الحادة ؛ فقرر النجاة بحياته بعيدًا عن هذه القرية المحصنة من قِبَل الكلاب .

فبدأ يعمل على إنقاذ نفسه بالهرب والركض السريع ، ولكن الكلاب ظلَّلت مطاردة له ، وفي محاولة منه للفرار من الكلاب دخل إلى منزل كان ينتمي إلى رجل يقوم بغسل الملابس كعمل يقتات منه .

وكان هناك برميل كبير جدًا من الصبغة الزرقاء في الداخل ، فقفز فيه دون أن يدرك ذلك ؛ فتم صبغ جسده بالكامل باللون الأزرق ؛ فلم يعد يبدو وكأنه ذئبًا ، شعر الذئب بالإحباط حيال ذلك الأمر ، وعندما خرج من ذلك المنزل وجد أن الكلاب ما زالت في انتظاره للانقضاض عليه .

ولكن ما أثار استغرابه حقًا أنه عندما رأته الكلاب مرة أخرى ، لم يتمكنوا من التعرف عليه وشعروا بالخوف الشديد ؛ إذ بدا لهم كحيوان غير معروف ، وأصبحوا في حالة من الهلع والرعب وهربوا في كل الاتجاهات .

وذهب ذلك الذئب المحبط إلى الغابة بخيبة أمل وإحساس بالجوع مرة أخرى ، وعندما رأته الحيوانات في الغابة في هذا اللون الأزرق ؛ هربوا جميعًا وانتابتهم نفس حالة الرعب التي انتابت الكلاب عند القرية القريبة ، وقالوا لأنفسهم : هذا حيوان غير معروف ، ولا نعرف قوة هذا الحيوان الجديد ، فمن الأفضل أن نهرب .

وعندما أدرك الذئب الماكر أن جميع الحيوانات المحيطة به أصبحت تخشاه وترهبه ؛ ذهب إليهم وقال لهم : لماذا تهربون أيتها الحيوانات ؟ ، أنا لن أقوم بإزائكم لقد تم إرسالي من قِبَل قوى الطبيعة ؛ لحمايتكم من شرور العالم المحيط بكم لأنكم لا تملكون ملكًا مناسبًا يعيش بينكم ، ويعمل على حمايتكم ورعاية أمور الغابة .

وأكمل قائلًا : هذا هو السبب الذي جئت من أجله إلى هنا ، تعالوا لنعيش في سلام في مملكتي وتحت رعايتي ، وكانت الحيوانات الأخرى يبدو عليها الاقتناع بما يحتال عليهم به الذئب من كلام ، حيث قالوا له : من الآن فصاعدًا سوف تكون ملك علينا ونحن ننتظر الأوامر الخاصة بك ، واسمح لنا أن نعرف كل ما تريده من كل واحد منا .

وبدأ الذئب في تعيين مسؤوليات محددة لكل حيوان ، وكان معظمهم في كيفية خدمته ، لكنه لم يكن لديه أي علاقة مع أقرانه من الذئاب ، ولم يكن يريد أن يأتوا بالقرب منه خوفًا من افتضاح أمره ؛ لذلك أصدر أمرًا بطردهم خارج الغابة ، وهو ما جعل ثقة باقي الحيوانات تزداد بحكمته ورجاحة عقله .

وهكذا ذهبت الذئاب من القرية ، ولم يتبقى بها سوى الحيوانات الصغيرة ، التي تقوم بخدمته ، وكذلك الأسود والنمور الذين يخرجون للبحث عن فريسة ووضعها أمام الذئب كل يوم ، فيقوم بتجزئتها بينه وبين باقي الحيوانات .

وبهذه الطريقة قام الذئب بمتابعة مهامه الملكية ، والتي نشرت نوعًا من سلام بين الحيوانات ، ولكن في إحدى الأمسيات ، سمع الذئب الأزرق حزمة من الذئاب تقوم بالعويل على مسافة من الغابة ، غير قادر على التغلب على غريزته الطبيعية ، وبدأ الذئب الأزرق بالعويل مثل أقرانه .

وعندما سمع الأسد والحيوانات الأخرى هذا أدركوا كيف تم خداعهم ؛ فأصبحوا غاضبين جدًا من ذلك المخادع ، عندما أدرك الذئب ذلك حاول الفرار منهم ، ولكن الحيوانات قامت بملاحقته وقاموا بضربه ضربًا مبرحًا ، ومن تلك القصة نستنتج الحكمة التي تقول في الواقع :  إن الشخص الذي يعامل شعبه بالازدراء سيعاني بالتأكيد من نهاية مريرة .

By Lars