كان في أحد الأيام ، وفي إحدى القرى البسيطة ، كان يعيش رجلاً فقيراً يعمل حائكاً ، فكان يقوم كل يوم منذ الصباح وحتى المساء ، بحياكة الملابس ثم يخرج لبيع تلك الملابس ، ويحصل على المال لشراء طعام لأسرته .

وفى يوم من الأيام وأثناء حياكته لبعض الملابس ، أنكسر مغزله فجأة فحزن الحائك حزناً شديداً ، لأنها الوسيلة الوحيدة لكسب العيش ، ويصعب عليه الحصول على مغزلاً جديداً بعد أن تكسر مغزله .

الحائك يقرر صنع مغزلاً جديداً :
فكر الحائك في صنع مغزلاً خشبياً جديداً بنفسه ، وفى صباح اليوم التالي حمل الحائك فأسه ، وسار إلى الغابة المجاورة له ، حيث رأى الحائك الكثير من أشجار الغابة وكان يفحص أخشاب تلك الأشجار ، ولكن استمر الحائك يتنقل من شجرة إلى أخرى ، ولم تعجبه تلك الأخشاب .

استكمل الحائك مسيرته في الغابة ، حتى وجد شجرة عملاقة من الصفصاف ، فوقف أمامها الحائك وهو سعيداً ، وقال في نفسه أن خشب تلك الشجرة قوياً ، سيمكنه من صنع مغزلا جيداً وقوياً .

الحائك يلتقي بسيد الغابة :
وما أن أستعد الحائك لقطع الخشب ، سمع الحائك صوت يخرج من الشجرة ويقول : أنتظر ، رفع الحائك فأسه ونظر وإذ به سيد الغابة ، يستكمل حديثه وقال : يا بني لا تقطع هذه الشجرة فأنا أقيم هنا .

رد الحائك في حزن وقال : آه يا سيد الغابة ، أنا حائك فقير للغاية وقد أنكسر مغزلي ، وإن لم أقطع الشجرة ، فلن احصل على الخشب اللازم لصنع مغزلي الجديد ، وإن لم اصنع مغزلاً جديداً ، لن أستطع حياكة المزيد من الملابس .

وأن لم استطع حياكة الملابس ، لن يكون لدي المال الكافي لي ولأسرتي للعيش ، وسنموت أنا وأولادي وزوجتي جوعاً ، شعر سيد الغابة بالأسف حيال الحائك الفقير ، قال له : لقد رأيت اعتزازك بأسرتك ورغبتك في العمل من أجلهم ، لذا سأمنحك فرصة لتمني أمنية واحدة لك ولأسرتك ، وسأنفذها لك الآن  ، تحير الحائك بشأن تلك الأمنية وطلب من سيد الغابة أن يسمع له بالذهاب لقريته ، لاستشارة أصدقائه وزوجته فوافق سيد الغابة .

أمنية صديق الحائك :
ركض الحائك مسرعاً إلى قريته ، وطرق باب صديقة وأخبره عن لقاءه مع سيد الغابة ، فأقترح عليه صديقه أن يطلب من سيد الغابة أن يبني له مملكة كبيرة ، ويكون الحائك هو الملك وصديقه هو وزير المملكة ، شعر الحائك بارتياح تجاه تلك الأمنية .

أمنية زوجة الحائك :
عاد الحائك إلى منزله وأخبر زوجته بلقائه مع سيد الغابة ، وقال لها نصيحة صديقة بطلب بناء مملكة كبيرة ، ليكون هو الملك وصديقه وزير المملكة ، فضحكت زوجة الحائك في سخرية ، وقالت لزوجها : كيف تظن أن بناء مملكة هي الأمنية المثالية لنا ، فالمملكة يتبعها الكثير من الأعباء والمسئوليات ، التي قد تجلب لنا المشاكل طوال حياتنا .

فكر الحائك قليلاً وقال : حقاً أن فكرة بناء مملكة ليست فكرة مثالية بالنسبة لنا ، ولكن ماذا أطلب من سيد الغابة أذن ؟ ، قالت له : أنت في العادة تقوم بحياكة ملبساً واحداً كل يوم ، وتقوم ببيعه وتحصل على وجبتين مقابل بيعه ، لذا أنصحك أن تطلب من سيد الغابة أن يكون لك رأسان وأربعة أيادي ، فتستطيع حياكة ملبسان كل يوم نحصل مقابلهما على أربعة وجبات يومياً ، وسيتضاعف دخلنا .

تحقق أمنية الحائك :
وافق الحائك على اقتراح زوجته ورجع إلى الغابة ، ليخبر سيد الغابة بأمنيته وما أن وصل إلى سيد الغابة حتى نظر له ، وابتسم وقال له : قل لي أيها الحائك ما هى أمنيتك الآن ؟ ، رد الحائك : أعطني يدين إضافيتين ورأساً إضافياً ، حتى أستطيع أن اعمل أكثر .

موت الحائك المسكين :
وفى تلك اللحظة حصل الحائك على أمنيته ، وشكر الحائك سيد الغابة وانصرف سعيداً ، وعند دخول الحائك القرية اندهش أهل القرية لشكله ، وبدئوا يتهامسون ويضحون بل وبعضهم ظن أن الحائك قد تحول إلى شبح ، من الأشباح المرعبة ، فأجتمع أهل القرية وقرروا رجم الحائك وقتله ، عسى أن يموت ذلك الجني  بداخله ، وفى اليوم التالي اتجهوا نحو منزل الحائك المسكين ورجموه حتى مات .

مترجمة عن قصة :UGLY SPINNER

By Lars