كانت السيدة تيمون تشعر بالوحدة الشديدة ، لأنها لم تنجب أطفال بعد ، وفي يوم من الأيام خرجت إلى المزرعة ، وظلت تبكي وهي تقوم بزراعة النباتات ، وتمنت أن يكون لديها طفل يؤنس وحدتها ، انتهت السيدة تيمون من أعمال المزرعة وعادت إلى المنزل .
الشبح الأخضر يزور السيدة تيمون :
وفي المساء سمعت طرقاً عنيفاً على باب المنزل ، أسرعت لفتح الباب فوجدت شبحاً ضخما لونه أخضر ، وعيناه ذهبيتان خافت السيدة تيمون وظلت ترتجف ، فقال له الشبح : لا داعي للخوف مني فقط انصتي ، أعلم انك تريدي طفلاً وقد جئت لكي اساعدك في تحقيق حلمك ، ولكن بشرط واحد وهو عندما يبلغ الطفل عمر الإثني عشر عاماً ، سأعود مجدداً وأخذه منك .
ترددت السيدة في البادية من هذا الشرط الغريب ، ثم وافقت فأعطاها الشبح بذرة خيار ذهبية ، وطلب منها دفنها في المزرعة لمدة أسبوعين ، حتى تنمو ثم تقوم بقطعها نصفين وسترى النتيجة .
السيدة تيمون تحصل على طفلة :
ذهبت السيدة تيمون في صباح اليوم التالي ، وزرعت بذرة الخيار الذهبية وترقبتها لمدة أسبوعين ، حتى وجدتها نمت إلى ثمرة خيار ضخمة ، فحملتها إلى المنزل وقامت بقطعها إلى نصفين ، ووجدت بداخلها طفلة جميلة للغاية ، فرحت السيدة تيمون وظلت تغني وتركض في البلدة ، وتخبر أهلها أنه قد صار لها طفلة بعد طول انتظار ، وسنوات من الوحدة والحزن .
الشبح الأخضر يزور السيدة تيمون مرة اخرى:
كبرت الطفلة ومر أثني عشر عاماً ، وأصبحت فتاة كبيرة وجميلة وذات يوم عادت لوالدتها حزينة ، لأن أطفال البلدة يرفضون اللعب معها ، ويدعونها ابنة الشبح ، فطلبت منها والدتها أن لا تبالي بتلك الخرافات .
وأخبرت السيدة تيمون ابنتها أن لا تخرج للعب مع هؤلاء الأطفال مرة أخرى ، جلست السيدة تيمون في المنزل مع طفلتها يتناولان العشاء معاً ، حتى سمع طرق عنيف على باب المنزل أسرعت السيدة تيمون ، لفتح باب المنزل وإذ به الشبح الأخضر يزور السيدة تيمون مرة أخرى .
وقال لها : كيف حالك يا سيدة تيمون ؟ هل تتذكرين الاتفاق الذي كان بيننا أم نسيتي ؟
ردت السيدة تيمون ، في حزن عميق وقالت : أرجوك يا سيدي لا تأخذ طفلتي ، فهي صغيرة البنية وجسمها نحيل ، فلن تكون طعاماً مثالياُ لك ، ولكن عليك العودة بعد عامين تكون أصبحت أكبر حجماً ، وسيكون لحمها ألذ ، وافق الشبح الأخضر على هذا الاتفاق ، وغادر منزل السيدة تيمون.
الأكياس المسحورة :
جلست السيدة تيمون تخبر طفلتها بسر الشبح الأخضر ، ووعدت طفلتها بأنها لن تدع الشبح ، يأخذها أياً كلفها الأمر ، وفي اليوم التالي خرجت السيدة تيمون ، وذهبت إلى ساحر البلدة .
طلبت السيدة تيمون منه أن يجد حلاً لهذا الشبح ، الذي يهددها فأعطاها مجموعة من الأكياس المسحورة ، وطلب منها استعمالها عن عودة الشبح مرة أخرى ، ووعدها أن تلك الأكياس ستساعدها في التخلص ، من الشبح عند عودته مرة أخرى .
التخلص من الشبح الأخضر :
أخبرت السيدة تيمون طفلتها ، بأن تظل محتفظة بتلك الأكياس معها ، لحين عودة الشبح الأخضر ، ومر عامين وبينما تلعب الطفلة في المزرعة ، ظهر لها الشبح الأخضر ، فخافت وظلت تركض في اتجاه الغابة .
وكان يتبعها الشبح الأخضر ، فتذكرت الأكياس المسحورة فألقت بالكيس الأول ، فوجدت بذور سقطت على الأرض ، وتحولت إلى ثمار فاكهة ، وعندما تناولها الشبح أصبح حجمه أصغر ، ولكن ظل يركض خلفها أيضاً ولم ينجح الأمر .
قررت استعمال الكيس الثاني ، وعندما ألقت به على الشبح ، تحولت البذور إلى أشواك حادة ، وأصطدم بها الشبح الأخضر ، وأصيب بجروح كثيرة وظل ينزف الكثير من الدماء ، لكن ظل يركض خلف الطفلة ، وهو ينزف .
قررت الطفلة استعمال الكيس الأخير ، وعندما ألقت به تحول إلى جمرات نار ، أحرقت الشبح تماماً ، شعرت الطفلة براحة واطمئنان ، وركضت مسرعة إلى المنزل ، وأخبرت والدتها عما حدث ، ولم تصدق والدتها أنها تخلصت من الشبح الأخضر ، وستعيش مع طفلتها ، ولن يفرقهما أي شيء الآن .