كان هاني صبيًا طيبًا يعيش مع والديه ، وكانوا يحتفلون بعيد ميلاده كل عام ، في اليوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس ، وذات مرة في إحدى احتفالاتهم بعيد ميلاده طلب منه والديه أن يقوم بدعوة جميع أصدقائه إلى الحفل المسائي في منزله .
واستيقظ مبكرًا في الصباح وهو في حالة من البهجة والفرح ، وانشغل طوال اليوم بالاستعداد للحفل ، ومع اقتراب المساء بدأ أصدقاء هاني بالوفود إلى منزله .
كما جاءت جدته مع ابني عمه ضياء وخالد ، والجميع كانوا سعداء ، ورحب هاني بهم كل الترحيب ، حتى جرو هاني كان مبتهجًا ، وتمنى الجميع لهاني عيد ميلاد سعيد ، وأحضر له الجميع الهدايا احتفالًا به ، وكذلك جدته التى تحبه كثيرًا .
حزن الجدة من حفيدها هاني
كان هاني في شدة اللهفة ليتلقى هدية عيد ميلاده من جدته ، فأخذ الهدية سريعًا منها وجرى دون أن يقول لها : شكرًا لك .
فقد كان متعجلًا لكي يلعب مع أصدقائه الآخرين ، وشعرت جدة هاني بالحزن ؛ لأنه لم يشكرها ، اشترى جميع الأصدقاء هدايا لهاني ، البعض اشترى الشوكولاتة والعربات الصغيرة ، وهناك آخرون اشتروا له كتبًا ذات صور ورسوم ، وآخرون ألعاب ، وهديا أخرى كثيرة ، فشكر هاني أصدقاؤه ، وفرح كثيرًا بالهدايا .
هل نسي هاني هدية جدته !!!
قال ضياء : هيا انطلقي يا سيارتي فقال هاني : إن سيارتي تجري أسرع من سيارتك ، وبدأ هاني يلعب مع أبناء عمه وأصدقائه بالعربات الصغيرة التي أهديت له وفي غمرة فرحته نسي جدته الحزينة على عدم تقديره لها ، حيث جرح سلوك هاني شعور جدته كثيرًا .
وفكرت جدته قائلة : ربما لم يعد يريدني ، أو لم يعد يحبني ، أفهم هذا ، فقد أصبحت عجوزًا الآن ، لماذا سيهتم بي إذن ؟
شكرًا لك يا جدتي
وبعد انقضاء بعض الوقت قام هاني بفتح هدية جدته ، ثم قال لجدته : إنها رائعة ، شكرًا لك يا جدتي الحبيبة ، أنت لطيفة جدًا ، كنت أعرف أن هديتك ستكون مميزة ولن استطيع الحصول على مثلها إلا منك .
فرحت الجدة كثيرًا بكلام هانى واقتربت منه ، واحتضنته في حنان ، وقالت له : إنني سعيدة جدًا ؛ لأن الهدية قد أعجبتك يا بني ، عندما لم تفتحها وقت أعطيتك إياها توقعت أنك غير مهتم . الحمد لله لقد خاب ظني ، إننى أحبك كثيرًا يا هاني .
تأسف هاني لجدته قائلًا : أنا أسف يا جدتي ، إن الهدية رائعة ولكنني كنت متشوقًا للعب مع أبناء عمي وأصدقائي ، وراح هاني يُري هدية جدته إلى أصدقائه .
فشعرت الجدة باحترام هاني لها ، وشعرت أن هاني ولد طيب ومؤدب ؛ لأنه اعتذر لها وشكرها ، أحضرت والدة هاني المأكولات اللذيذة ، والمشروبات المنعشة ، والكيك الذي صنعته خصيصًا لذلك اليوم السعيد ، واجتمع الأصدقاء والعائلة وتناولوا معًا الطعام وهم فى غاية البهجة والفرح .
وقضى الجميع وقتا ممتعًا ، حتى انقضى الوقت وانصرف الجميع شاكرين هاني وأسرته على الضيافة الكريمة .
تعلم هاني من خطأه
وفي نهاية عيد ميلاده ذهب هاني إلى والديه وشكرهما على هذا اليوم الرائع وعلى هديتهما له ، وكذلك شكر أصدقاؤه ، وأبناء عمه .
الحكمة من القصة
إذا أعطاك شخص ما شيئًا فلا تنس أن تقول له : شكرًا لك ، إن قولك له شكرًا ، يظهر مدى اهتمامك بالآخرين وبمشاعرهم .
وكذلك يظهر التقدير والاحترام وخصوصًا لمن هم أكبر سنًا ؛ لأن الناس يحبون الشعور بقيمتهم وبقيمة ما فعلوه لإسعادك ، فلا تبخل عليهم ببعض الكلمات ، ولذلك عليك أن تقدر مشاعر غيرك .