تحكي القصة عن سجين ارتكب جريمة السرقة لأجل تلبية طلبات محبوبته ولكنه انتحر في النهاية..
نبذه عن الكاتب :
من إبداع الكاتب القصصي الفرنسي فرانسوا كوبيه شاعر وروائي فرنسي لُقب بالشاعر المتواضع ولد عام 1842م وتوفي عام 1908م من أشهر أعماله في سبيل التاج مأساة شعرية تمثيلية .
القصة :
في صباح الغد ينقضي أمد ستة أشهر التي حكم على بقضائها في السجن لسرقتي ألفي فرانك من خزانة المحل الذي كنت موظف فيه ، وفي صباح الغد أكون قد كفرت عن خطيئتي وقضيت ما علي من دين للمجتمع الإنساني ، وفي صباح الغد في الساعة الثامنة سيطرق السجان باب سجني ومعه ثيابي التي خلعتها قبل دخولي السجن وإني لأذكر تلك الثياب .
فإنها كانت جديدة متقنة الصنع على أحدث طراز سأرتديها غدًا وأخرج إلى الطرقات ، فمن يظن وأنا في مثل هذه البزة أني خارج من أعماق السجون ، سأخرج في الساعة الثامنة وأرى مرغربت كوعدها تنتظرني في عربة أمام السجن ، بين مساء اليوم وصباح الغد سأصير حرًا وسأكون سعيدًا لو أردت فمرغريت التي ارتكبت من أجلها هذه السرقة تقسم لي في خطاب الأمس أنها ما زالت حافظة لعهدي متمسكة بودي .
إذن فسنعيش آمنين في أحضان باريس العظيمة التي وسعت كل عار وسترت كل ذنب ومن كان في نشاطي لم يعجزه مرتزق يعيش من ورائه هو وحبيبته ولكن لندع عمل المستقبل للمستقبل ولا نفكر الآن إلا في الغد وما سيتبلج عنه صبحه إن مرغريت ستنتظرني في عربة فعندما أرى هذه العربة أمام السجن أجري إليها فألمح مرغريت منزوية في ركن منها .
فآخذ مكاني بجانبها وآمر السائق بالسير وبعد ذلك أمسك يدها وأنظر إليها شوقًا ، تكون العربة أثناء ذلك قد أوصلتها إلى منزلها فتصعد إلى غرفتها في الطابق الرابع التي تشرف نافذتها على حدائق اللوكسمبرج وتعد مائدة إفطارنا أمام النافذة حيث تداعب أشعة الشمس أنيها فتبدو لامعه كأنها تبتسم ، وبعد تناول الطعام تجي مرغريت بالقهوة ، ولكن كل ذلك لن يكون فانتحر بعد قليل يجب ألا أخرج من قبري هذا للحياة لو خرجت لارتكبت آثاما أخر فإني لا أقوى أن أرى مرغريت واقفة أمام الجوهري تلتهب نظراتها إلى أساور من ذهب وتنظر لخاتم من ألماس .
يا الله هل أنا مجرم من أكبر الناس إجرامًا أم أنا مجنون ضل عني رشدي ، تذكر كيف تعرف على مرغريت وكيف كان يشتري لها لوازم النساء وبصحبها للمسارح اللهو والسرور وكيف نظرت مرغريت ذات مرة لمحل جوهري فضربت يدي في جيبي فلم أجد إلا دراهم معدودة قال مرغريت ما ثمن الحلية فقلت لها أنها تساوي أربعين جنية فقالت أن هذه الأشياء جعلت للأغنياء ونظرت إلى دمعة في عيناها فكدت أبكي ففكرت في المال الذي في خزينة المحل أن أراهن في سباق الخيل والمكسب مضمون .
ولكني خسرت كل شيء وأقضي جزءًا من عمري في غياهب السجن فلن أكون في عملي ولكن برهنت لها على حبي ولكن لماذا الخلط في الحديث فالساعة أزفت ولا فائدة من أن أثقل على القارئ بتفاصيل ما ارتكبت ولا كيف خسرت الجواد ولا كيف اكتشفت سرقتي والقبض علي ومحاكمتي الوداع يا مرغريت كوني فخورة أمام عاشقك الجديد بأن هناك رجلًا انتحر لأجلك ..