قصة أوشين جيزوقصة أوشين جيزو

قصة أوشين جيزو في الحديقة الخلفية لنزل نبع حار ، كانت هناك شجرة كستناء ضخمة ،

وانتصب تحتها (الأوشين جيزو ) وهو تمثال لحارس الأطفال .

نبذة عن المؤلف :


هو الأديب الياباني ياسوناري كاواباتا  الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ،

ولد في أوساكا باليابان في 14 يونيو عام 1899م ، بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية في جامعة طوكيو الإمبراطورية ،

ففيها نشر قصته القصيرة الأولى مشهد من جلسة أرواح ، وتوفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م .

وجاء الدليل السياحي الخاص بالمنطقة ، أن أوشين قد ماتت في العام الخامس من عهد الميجي ،

عن ثلاثة وستين عاما ، وبعد أن مات زوجها ، وفي الرابعة والعشرين من عمرها ،

لم تتزوج مرة أخرى ، لكن شباب القرية ، من دون استثناء واحد منهم ، قد دلفوا إلى فراشها .

قصة أوشين جيزو

أوشين وصفوف الشباب :


وأبدت الترحيب بهم جميعًا ، وتقاسمها الشباب ، بعد أن كرسوا ، فيما بينهم ، نظامًا لزيارتها ،

وعندما يبلغ فتى سنًا معينة ،

كان الشباب يستقبلونه بين صفوف المجموعة التي تقاسم أوشين ،

وعندما يتزوج شاب ، يجبر على الانسحاب من هذه المجموعة ، وبفضل أوشين ،

فإن شباب الجبل لم يضطروا إلى الرحيل فيما وراء الممر الجبلي إلى النسوة في المرفأ .

وظلت عذارى الجبل على عذريتهن ، وزوجات الجبل على إخلاصهن ،

وتمامًا كما أن كل رجال هذا الوادي ، الواقع بين الجبال ، تعين عليهم عبور الجسر المعلق للوصول إلى قراهم الصغيرة ،

المختلفة كذلك ولج كل شباب هذه القرية الصغيرة حياتهم الناضجة ، بالتردد على وشين .

الأسطورة :


بدت هذه الأسطورة جميلة للنزيل ، وراوده الشعور بالحنين إلى أوشين ، ولكن الأوشين جيزو لم يكن شبيها بأوشين ،

وإنما كانت له رأس كاهن حليقة ، وكان بوسع المرء أن يتبين بالكاد العينين والأنف والمحيا ،

ربما كان أحدهم قد التقط جيزو عتيقًا ، كان قد تداعى في المقبرة ، وجلبه إلى هنا .

النزلاء والثلج :

قصة أوشين جيزو
على الجانب الآخر من شجرة الكستناء ، كانت هناك دار للهو ،

وكان النزلاء الذين يتسللون من نزل النبع الحار يمسدون رأس أوشين جيزو الحليقة ،

في كل مرة يمضون تحت شجرة الكستناء … وذات يوم في الصيف ، جلس النزيل مع ثلاثة نزلاء أو أربعة يلعقون الثلج ،

الذي أزيلت عنه طبقته الخارجية ، لعق ملء فم من الثلج هش ، قطب ، وفي التو بصق ما لعق .

كوب غير نظيف :


تساءلت إحدى الخادمات : أهناك ما لا يروق لك فيه ؟ أشار باتجاه المبغى ، فيما وراء شجرة الكستناء ،

وقال : ربما جلبتموه من ذلك المكان ، نعم .. لابد أن إحدى النساء هي التي أزالت الطبقة الخارجية ، إنه غير نظيف ،

أليس كذلك ! ما أغرب هذا القول ، إن قيمة الدار بنفسها هي التي أعدته ،

وقد رأيتها عندما مضيت لإحضاره ، لكن النساء لابد قد غسلن الأكواب والمعالق ،

نحى الكوب جانبا كأنه يلقي به من بعيدا ، وبصق لعابه .

فتاة ذات جمال خارق :


في طريق عودته من مشاهدة الشلالات ، أوقف حافلة تجرها الجياد ، عندما استقلها ، تصلب جسمه ،

كانت فتاة ذات جمال خارق تركب حافلة ، وكلما طال النظر إليها ، عظم شعوره بالمرأة الكامنة في أهانتها ،

لابد أن رغبات المبغي الدافئة ، المتوهجة التي غاصت في جسم الفتاة ، منذ كانت في الثالثة من عمرها ،

قد غرست لحمها في نداوة الهوى ، وما من موضع استدارت بدنها الملتفة يرد الناظر عنه .

وحتى أخمص قدميها ليسا بالغليظين ، وشع وجهها اللدن ، الذي تفتح عينها السوداوان على نحو منتفض ،

بشرود ذهن منتعش لا يعرف السأم ، وبشرتها الناعمة المصقولة ، كان بوسع المرء أن يحدد لون ساقيها من نظرة إلى وجنتيها ،

جعلت المرء يرغب في وطء قدميها حافيتين ، كانت فراشا لدنا ، غاب عنه الضمير ، لقد ولدت هذه المرأة لتجعل الرجال ينسون شواغلهم .

مصير الفتاة :


دب فيه الدفء ، لدى مرأى ركبتيها ، فأشاح بناظريه بعيدا ، وتطلع إلى جبل فوجئ الذي طفا عاليا فوق الوادي ،

وبعد برهة تنقل خلالها بناظريه ، بين الجبل والفتاة ، شرع في الإحساس بجمال العاطفة الجسدية ..ترجلت الفتاة ،

التي كانت عجوز ريفية بصحبتها من الحافلة عندما غادرها ، عبرت الجسر المعلق ، وهبطت إلى الوادي ،

ولجت الدار الواقعة وراء شجرة الكستناء ، دهش ولكنه شعر برضا حيال المصير التي تلقته الفتاة .

 

ملامح أوشين :


هذه المرأة لم يحل بها السأم ولا النصب ، مهما كان عدد الرجال الذين تعرفهم ، هذه المرأة التي ولدت عاهرة ،

خلافا لأي عاهرة عادية في الدنيا ، لن تفقد لون بشرتها ولا عينيها ، ولم تفقد جمال جسدها ، حدثته نفسه أنه قد رأى ملامح أوشين .

بداية موسم الصيد :


وفي ذلك الخريف عندما عجز عن الانتظار ، إلى أن تحل بداية موسم الصيد ،

أقبل مجددا على النزل الجبلي ، كان النزلاء قد مضوا إلى الحديقة الخلفية ،

ومضت الطاهية تنفض أغصان شجرة الكستناء بعصا ، فتهاوت على الأرض الثمار الخشنة ، التي لونها الخريف ،

التقطتها المرأة وقشرتها ، أخرج بندقيته من جراب حملها ، وسدد قمة الشجرة ، وقبل أن يرتد رجع الصدى من الوادي ،

انهمرت الثمار الخشنة كالمطر ، فندت صيحة الانتصار عن النساء ، ووثب كلب صيد النزل لدى دوى الطلقة.

تطلع إلى وراء الشجرة ، كانت الفتاة تقبل باتجاهه ، وعلى الرغم من أن بشرتها بديعة الحمرة ،

لاتزال جميلة ، إلا أنها كانت ممتعة ، التفت إلى النسوة بجانبه متسائلا : تلك المخلوقة لزمت الفراش وقتا طويلًا .

 

طلقات متتالية :


شعر بخيبة الأمل حيال الشيء المسمى العاطفة الجسدية ، ساوره الشعور بالحيرة والغضب ،

ضغط على الزناد عدة مرات بصورة متتالية ، بددت الطلقات هدوء الجبل الخريفي ،

وانهمرت ثمار الكستناء ، انطلق الكلب يعدو نحو ثمار الكستناء ، نبح على نحو عابث ، وانحنى خطمه ، ومد قائمتيه الأماميتين ،

خمش الثمار بخفة ، ونبح مجددًا ، قالت الفتاة ذات الوجه الشاحب : أوه الثمار مؤلمة ، حتى بالنسبة لقائمة الكلب .

 

الأوشين جيزو :


انفجرت النساء ضاحكات ، تقوست السماء عالية فوق الرؤوس ، ودوت طلقة أخرى ،

قطرة من ذلك المطر الريفي البني ، ثمرة كستناء ، سقطت على رأس الأوشين جيزو ، الكهوني الأصلع ، فتناثرت قطعا ،

وصاحت النسوة صيحو فوز عارمة ، وهن يضحكن ، كما لو كن يوشكن على التداعي ضحكًا .

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

By Lars