قصة رواية اللورد الصغير فونتليروي هي رواية للكاتبة الإنجليزية الامريكية فرانسيس هودجسون بورنيت،
وهي أول رواية تكتبها من أدب الأطفال ومن أشهر روايات أدب الأطفال على الإطلاق،
وقامت بنشرها على أجزاء في مجلة سانت نيكولاس،
وقد لاقت نجاحًا كبيرًا في عصرها حتى أن القراء كانوا ينتظرون نزول الجزء الجديد منها بشغف،
ويشبه النجاح الكبير الذي لاقته تلك السلسلة بنفس نجاح رواية هاري بوتر في التاريخ الحديث.
ولم يقتصر نجاح تلك الرواية في تحويلها لرواية مطبوعة فحسب،
لكنها أحدثت نقلة كبيرة في عالم الأزياء، فقد تحول زي الطفل والذي تم رسمه بالتفصيل بالقلم
الحبر بواسطة الرسام ريجينالد بيرش والذي قام بعمل رسومات الرواية كاملة إلى أيقونة في أوروبا وأمريكا.
قصة رواية اللورد الصغير فونتليروي
كان زي الصبي يتكون من بدلة سوداء مخملية مع ياقة من الدانتيل، وسروال يصل للركبة مع تجعيد في شعر الطفل،
بعد نشر الرواية في عام 1885 انتشرت تلك البدلات بشكل كبير وأصبحت هي الزي الرئيسي للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 8 سنوات،
حتى بداية القرن العشرين،
وحتى الأولاد الأكبر الذين لم يرتدوا الزي كامل كانوا يرتدون نفس القميص أو أجزاء أخرى من الزي،
ويعتقد أن تلك الموضة كانت السبب في اختفاء موضة ارتداء الأولاد الصغار لفساتين أو ملابس ذات تنانير مثل الفتيات.
تم تحويل تلك الرواية في البداية لعمل مسرحي دون أن يتم اخذ موافقة الكاتبة على ذلك، فلما علمت بسرقة روايتها قامت برفع دعوى،
وبعد أن ربحت الدعوى قررت كتابة نسخة للمسرح خاصة بها وتم عرضها في برودواي، وتم تحويل الرواية لأفلام سينمائية وعروض تليفزيونية متعددة بعد ذلك.
نبذة عن كاتبة الرواية
ولدت فرانسيس إليزا هودجسون بورنيت في شيثام بإنجلترا في 24 نوفمبر 1849م،
وتوفي والدها وهي لم تبلغ من العمر 3 سنوات، فعانت أسرتها بعدها من ظروف قاسية،
وفي عام 1862م هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية،
واستقرت في نيوماركت بولاية تينيسي وهناك بدأت في الكتابة لتكسب المال وتعيل أسرتها،
وبدأت في نشر قصصها في المجلات منذ أن كان عمرها 19 عام.
وفي عام 1870 توفيت والدها، وفي عام 1872 تزوجت من سوان بورنيت الذي أصبح طبيبًا،
فعاشت مع زوجها لمدة عامين في باريس وهناك ولد ابنهما، ثم عادا إلى الولايات المتحدة ليعيشوا في واشنطن العاصمة،
ثم بدأت في كتابة الروايات والتي حصلت على مراجعات جيدة من النقاد،وفي عام 1886م نشرت روايتها اللورد الصغير فونتليروي،
وتلك الرواية أحدثت تحول كبير في تاريخها حيث تم تصنيفها ككاتبة للأطفال،
وتتابعت كتابتها في أدب الأطفال حيث كتبت بعد ذلك رواياتها الأميرة الصغيرة
والحديقة السرية والتي قامت بتأليفها في إنجلترا بعد أن عاشت هناك لفترة، وفي عام 1890 توفي الابن الأكبر ليونيل بسبب مرض السل،
مما جعلها تدخل في نوبة اكتئاب وظلت تعاني منه حتى أخر عمرها.
في عام 1898م طلقت من زوجها الأول وتزوجت من ستيفن تاونسند في عام 1900م لكنها طلقت منه أيضًا في عام 1902،
وبعد بضع سنوات استقرت في مقاطعة ناسو بنيويورك وظلت هناك حتى توفيت في عام 1924 ودفنت في مقبرة روزلين،
وفي عام 1936 تم عمل تمثال تذكاري لها نصب في حديقة كونسرفتوار سنترال بارك.
قصة الرواية اللورد الصغير فونتليروي
تبدأ أحداث الرواية في شارع جانبي فقير في مدينة نيويورك في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر ،
حيث يعيش سيدريك إيرول مع زوجته وابنه سيدريك الصغير،
وبينما يحتضر الأب نرى نظرة حزينة في عيني الأم وخاصة عندما يخبرها الطبيب أنه لم يرى شخصًا يحتضر في مثل شجاعة زوجها،
بعد وفاة زوجها تخبر ابنها أن ابيه أصبح الآن أحسن حالًا ، فيناديها ابنها الصغير مثل والده” أعز الناس” وهذه السيدة تكون معروفة فقط باسم السيدة إيرول ،
ويبدو أن الطفل ووالدته سوف يعيشان في فقر مدقع بعد وفاة والد سيدريك الصغير الكابتن سيدريك الأب.
ولأن سيدريك الكبير كان شخص عطوف فإن سيدريك الصغير أصبح الآن لديه الكثير من أصدقاء والده السابقين مثل ديك منظف الأحذية،
والسيد هوبز البقال، وبينما يلعب الطفل في الشارع يقابله مجموعة من الأطفال الأكبر سنًا فيتهكمون على لكنته التي تبدو أنها إنجليزية،
فيخبرهم أن والده رجلًا إنجليزيًا، وعندما يهين الأطفال والدته يقاتلهم بشجاعة، فيقع على صندوق السيد ديك منظف الأحذية الذي يساعده في القتال،
وينتصر في النهاية، ويبدو أن الصغير محبوب من كل جيرانه.
وفي أحد الأيام ، زارهم محام إنجليزي يدعى هافيشام ويحمل معه رسالة من جد سيدريك الصغير ويدعى إيرل دورينكور ،
وهو مليونير جامح يحتقر الولايات المتحدة وكان لديه ثلاثة أبناء كان الاثنين الكبيرين سيئين،
أما الثالث فكان الأروع والأطيب من أبنائه، لذلك أحبه والده لكنه شعر بالغضب عندما تزوج ابنه الأصغر من امرأة أمريكية،
ومع وفاة الإخوة الأكبر لوالده ،
لم يعد لديه أي وريث سوى سيدريك الصغير والذي يجب أن يحصل الآن على لقب اللورد فونتليروي وهو وريث عائلة إيرلدوم وجميع ممتلكاتها الشاسعة الوحيد،
يريد جد سيدريك أن يعيش حفيده في إنجلترا وأن يتعلم كأرستقراطي إنجليزي، ويعرض على أرملة ابنه منزلاً ودخلًا مضمونًا ،
لكنه يرفض أن يكون لها أي علاقة بها ، وحتى بعد رفضها ماله فإنه يشترط أن تتخلى عن تربية الطفل.
توافق الأم على مضض أن ينتقل ابنها لإنجلترا بينما تعيش هي في منزل أخر قريب منه، لأن والد الطفل كان يرغب أن ينشأ ابنه في إنجلترا.
ينتقل الطفل الأمريكي ليعيش مع جده الذي يعجبه مظهره وذكائه وطبيعته البريئة،
بينما يرى سيدريك الصغير جده كرجل شريف ومحسن، فلا يريد أن يخيب ظنه،
ويقوم إيرل بالإحسان على المحتاجين ويساعد أصدقائه الفقراء في نيويورك ويخبرهم أن من يتبرع لهم هو اللورد الصغير فاونتليروي.
وفي نيويورك يتحدث صديقهم القديم السيد هوبز مع منظف الأحذية ديك تيبتون،
والذي يحكي للسيد هوبز قصة أخيه الأكبر بنيامين، الذي قام بعد وفاة والديه بالزواج من سيدة مريعة، وهذه السيدة أنجبت له طفل،
لكنها تخلصت من هذا الطفل مباشرة بعد ولادته.
قصة رواية اللورد الصغير فونتليروي
وانتقل بنيامين إلى كاليفورنيا ليفتتح مزرعة ماشية بينما يصبح ديك مشردًا في الشوارع،
وفي نفس الوقت في إنجلترا يظهر شخص يدعي أنه هو وريت سيدريك،
حيث تدعي والدته أن هذا الشخص هو حفيد إيرل من ابنه الكبير بيفس.
يقوم كلًا من ديك وبنجامين بالتحقيق في هذا الادعاء وعندما يصلا إلى انجلترا يتعرف عليها ديك بأنها هي نفس السيدة
التي تزوجها أخيه بنجامين في السابق فتهرب ولم يرها أحد بعد ذلك بينما يعود بنيامين ليأخذ ابنه ليعيش معه في مزرعته بسعادة.
بينما يتصالح اللورد إيرل مع زوجة ابنه الأمريكية، لأنه يدرك أنها ليست سيدة محتالة كما كان يعتقد في البداية،
ويخطط ليربي حفيده الوحيد ليكون شابًا أرسترقراطيًا ومتكبرًا مثله، لكن بدلًا من ذلك فإن الصغير هو من يعلم جده أن يكون إنسانًا عطوفًا
تجاه الفقراء وهؤلاء الذين يحتاجون إليه، وفي النهاية يعيش سيدريك الصغير مع والدته وجده والسيد هوبز الذي قرر البقاء معهم للمساعدة في رعاية سيدريك الصغير.
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا