قصة ميكانيكا شعبية ريموند كارفر هو كاتب من أصل أمريكي وُلد عام 1938م ،
وتميز بكتابة القصص القصيرة والشعر، وقد ساهم في إنعاش أدب القصة القصيرة خلال فترة الثمانينات بأمريكا ،
توفي عام 1988م نتيجة إصابته بمرض سرطان الرئة ، ومن بين القصص القصيرة التي كتبها قصة “ميكانيكا شعبية”.
قصة ميكانيكا شعبية
أحداث القصة:
تغيرّ المناخ في وقت مبكر من ذلك اليوم ؛ حيث بدأ الثلج في السقوط وعادت المياه القذرة لتظهر في الشوارع ،
وكان هناك بعض قطع الثلج التي تذوب متسللة في خفة باتجاه النافذة الصغيرة التي كانت مفتوحة ،
كانت السيارات المتسخة تعبر الشارع الذي كان يسيطر عليه الظلام الحالك ؛ كما كان هناك ظلام داخل المنزل أيضًا .
كان واقفًا بغرفة النوم يجمع ملابسه في حقيبة ؛ في الوقت التي ظهرت فيه امرأة عند باب الغرفة ؛
والتي وجهّت حديثها إليه قائلة : إنني سعيدة لأنك سترحل .. إنني سعيدة لأنك سترحل ؛ أتسمعني ؟ ،
بينما هو لم يجبها واستمر في جمع أشياءه الخاصة في الحقيبة .
تحدثت المرأة مرةً أخرى مكررة كلامها : يا ابن العاهرة ! إنني سعيدة جدًا لأنك سترحل ،
ثم بدأت في البكاء ، واستطردت مرة أخرى حديثها : أنت حتى لا تجرؤ أن تنظر في وجهي ؛
أليست هذه هي الحقيقة؟ ،
وبينما كانت تتحدث في تلك اللحظة رأت صورة فوتوغرافية لطفل معلقة فوق السرير ؛ فقامت بالتقاطها .
نظر إليها في ذلك الحين ونظرت هي داخل عينيه بحدة وثبات ؛
ثم التفتت عائدة إلى الصالة ، فقال لها بصيغة الأمر : أحضريها ، فأجابته : خذ أشياءك وارحل من هنا ،
لم يجبها وقام بإغلاق حقيبته ثم أخذ معطفه ونظر حوله في الغرفة قبل أن ينطفئ النور ثم توجه ناحية الصالة ،
وكانت هي واقفة على عتبة باب المطبخ تحمل طفلًا على ذراعها ، فقال هو : أريد الطفل ،
فقالت له بسخرية : أأنت مجنون ؟ ، فقال لها : لا ؛ ولكنني أريد الطفل وسأرسل إليكٍ أحدًا يأخذ متعلقاته الخاصة .
قالت هي في ذلك الوقت بأسلوب تحذيري : لن تأخذ هذا الطفل ، وبدأ الطفل في البكاء ،
وقامت هي بسحب البطانية التي تغطي رأسه ، ثم نظرت إليه فجأة متعجبة : أوه ! ، كان يتقدم هو تجاهها ،
وكان يتوسل إليها وهو يتقدم خطوات باتجاه المطبخ قائلًا : بحق الحب الإلهي! أريد الطفل معي ، وصاحت هي قائلة : اخرج من هنا .
عادت هي للوراء في محاولة للاحتماء بالطفل في أحد الأركان داخل المطبخ ،
بينما هو تقدمّ باتجاهها ومدّ يديه وقام بشد الطفل بقوة وهو يقول : اتركيه ،
بينما صرخت هي قائلة : ابتعد.. ابتعد ، كان الطفل لازال مستمرًا في نحيبه ،
وأثناء العراك وقع إناء الزهور الذي كان موجودًا خلف الموقد بالمطبخ ، وحاول هو احتجازها عند الحائط في محاولة لالتقاط الطفل ،
وحاول جذبه للطفل بقوة ؛ ثم دفعها بكل قوة وهي تصيح قائلة : لا ؛ إنك ستؤذي الطفل ، فأجابها : لا لن أؤذيه .
كانت نافذة المطبخ لا يطل منها سوى الظلام ، وكان هو لازال يحاول التقاط الطفل التي أمسكت عليه بقوة ،
فحاول بإحدى يديه أن يقوم بفتح أصابع يديها الممسكة بقوة على الطفل ؛
بينما كان يضع يده الأخرى على الطفل الذي لم يتوقف عن الصراخ ،
شعرت هي في تلك اللحظة أن أصابعها تُفتح وأن الطفل سيذهب إلى يديه .
حينما تمكن من فتح يديها ليحصل على الطفل ؛ صاحت هي قائلة : لا ،
وحاولت أن تلتقطه مرة أخرى من بين يديه ؛
كانت تفكر أنه كان يجب عليها الاحتفاظ بالطفل ولكن الطفل كان بالفعل ارتمى إلى الوراء ،
وشعرت هي أن الطفل ينفلت من بين يديها ثم التقطه بكل قوته ، وهكذا حُسمت المسألة.
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : Mecánica popular
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا