قصة الحرب تحمل بداخلها معاني ومشاعر عميقة عن تأثير الحرب على الأسر والعائلات ،
التي أرسلت فلذات أكبادها للحرب ، مهما كانت أهداف هذه الحرب ولكنها في النهاية تُخلف ورائها مجموعة من القلوب الممزقة ،
وتحكي القصة عن مجموعة من الأباء والأمهات اجتمعوا في قطار وقد فقد كل واحد منهم أحد أبناؤه بالحرب .
قصة الحرب
نبذة عن المؤلف :
مؤلف القصة هو والكاتب والمسرحي والشاعر الإيطالي لويجي برانديلو ، وهو من مواليد عام 1867م ،
وينتمي لأسرة من الطبقة البرجوازية ، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1934م ،
وذلك بسبب قدرته السحرية على تحليل النفس البشرية من خلال أعماله المسرحية .
قصة الحرب
أحداث القصة :
اندفعت السيدة الكبيرة داخل عربة القطار ،
وقد تبعها زوجها ذلك الرجل الهزيل والذي كان وجهه شاحبًا بلون الموت وعيناه الصغيرتين تلمعان ،
وقد بدا مضطربًا ، حين اتخذ مقعدًا داخل العربة شكر المسافرين لإفساحهم المجال لزوجته ،
بعد أن اضطرا لقضاء الليل بصالة أحد المحطات الصغيرة في فابريانو ،
وكانوا قد وصلوا إليها بقطار روما السريع والآن عليهم استكمال الرحلة بعربة من الدرجة الثانية في القطار القديم كثيف الدخان .
خفض الرجل ياقة معطف زوجته وهو يسألها إذا كانت بخير ،
ولكنها لم تجب وقامت برفع الياقة مجددًا لتداري وجهها ، شعر الزوج أن عليه أن يشرح للركاب سر الحالة التي عليها ،
وربما كان يريد أن يفصح عن شعوره ليخفف من قلقله .
فإبنهما الوحيد ذو العُشرون عامًا ذاهب للحرب ،
وقد انا وافقًا على انضمامه للحرب لكنه تعهد لهم بعدم الذهاب للجبهة قبل ستة أشهر ،
أما الآن فقد أرسل إليهما برقية يخبرهم أنه راحل بعد ثلاثة أيام وعليهم الحضور فورًا لوداعه .
كانت السيدة تعلم أنه لا داعي لشرح معاناتها بينما الجميع يانون حالة مشابهة ،
قال أحد المسافرين : يجب أن تحمد الله أن ابنك ذاهب اليوم فقط ،
لقد أرسلوا ابني إلى الجبهة من أول يوم وعاد مرتين جريحًا ثم أعيد إلى الجبهة .
ورد مسافر أخر ماذا عني أنا لدي ابنا وثلاثة من الأخوة في الحرب ،
فقال الزوج : لكنه ابننا الوحيد ، رد عليه الرجل وهل تعتقد أنني حين أنجب ولدًا أخر أعطيه جزء من حبي لأخيه ،
إن حب الأب لأبنائه ليس مثل رغيف الخبز يمكن تقسيمه على كل الأبناء بالتساوي ، إنني وأنا أب لأثنين فإن عذابي يكون مضاعف .
فرد الزوج ولكن لنفترض – ولا نأمل في حدوث ذلك – ولكن في حالة أن فقدت واحد منهما ،
فإن الآخر سيبقى معك ليواسيك ،
رد عليه الرجل إنه في حالة موت ولدك الوحيد يمكنك أن تموت بعده لتضع حدًه لعذابك ،
ولكن بقاء ابن أخر على قيد الحياة فتضطر أن تبقى على قيد الحياة لتتعذب .
رد مسافر أخر وهو رجل بدين أحمر الوجه عينيه بلون الدم وهو يلهث : نحن لم ننجب أبناءنا من أجل مصلحتنا الخاصة ،
نظر إليه باقي المسافرون في أسى ، تنهد الرجل الآخر الذي سافر ابنه للجبهة من أول يوم وقال إنك على حق ، إن ابناءنا ينتمون للوطن .
أجاب الرجل البدين وكأنما يحدث نفسه : هل نفكر في الوطن حين ننجب أبناءنا ؟ يولد الأبناء لأنهم .. لأنهم يجب أن يولدوا ،
وحين يصلوا لسن العشرين فإنهم يشبهوننا في شبابنا ولكنهم لا ينتمون لنا ،
إنهم امتداد لحياتنا ، ولو أن آبائنا ونحن في نفس عمرهم رفضوا ذهابنا للحرب لرفضنا .
إن حب الوطن في هذا السن يكون أقوى من حبنا لأبنائنا ،
كما أن المرء إذا مات شابا دون التعرض لآلام الحياة ألا يكون ذلك أفضل ،
والآن أنا سعيد لأن ابني أرسل إلى رسائل قبل أن يموت يقول فيها أنه يموت راضيًا لأنه مات بالطريقة التي يتمناها ،
ولهذا السبب كما ترون أنا سعيد ولا أرتدي ملابس الحداد .
كانت الزوجة تتابع الحوار لعله تجد فيه تخفيف من حزنها على ابنها الذاهب للجبهة ولكن دون أن تشارك فيه ،
ولكنها فجأة التفت ناحية الرجل البدين وقالت له : إذن فقد مات ابنك حقًا ؟ ،
حدق إليها الجميع ، والتفت إليها الرجل البدين وبدا كما لو كان أدرك فجأة أن ابنه قد مات حقًا ،
ثم انتزع منديله وبدأ في النحيب بينما الآخرون ينظرون في ذهول .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا