نشأة وبداية حياة الأمير فيليب
كان مولد الأمير فيليب بجزيرة كورفو في اليونان يوم العاشر من يونيو 1921، وكان أحد أفراد العائلة المالكة اليونانية والدنماركية، تم ابعاد فيليب واسرته عن وطنه حين كان صغيرًا، وعاش فيما بعد في فرنسا، ثم ألمانيا وبريطانيا. تزوج فيليب من الملكة إليزابيث الثانية قبل توليها عرش بريطانيا في عام 1952، وكا الأمير فيليب رفيق ملكي بريطاني لما يزيد عن ستة عقود، كان يعرف أيضًا باسم الأمير فيليب من اليونان والدنمارك، كما كان فيليب هو ابن وحيد للأمير أندرو من اليونان والدنمارك والأميرة أليس من باتنبرغ، وكان له أربع أخوات فتيات واسمائهن: سيسيلي وصوفي ومارغريتا وثيودورا، وقد أنجب الأمير فيليب والملكة إليزابيث 4 أطفال وهم الأمير تشارلز وهو الوريث للعرش البريطاني، ثم آن وأندرو وإدوارد.
في يوم 22 سبتمبر 1922، قد أُجبر عم الأمير فيليب، وهو ملك اليونان قسطنطين الأول لالتنازل عن العرش، ومن ثم اعتقلت الحكومة العسكرية الأمير أندرو، وفي شهر ديسمبر قد تم طرده من خلال محكمة ثورية من اليونان مدى الحياة برفقة أسرته، فأنتقلت عائلة فيليب إلى فرنسا، وقد استقروا هناك بضاحية سان كلاود في مدينة باريس، وقد نقلت والدة فيليب في الأخير لمؤسسة للأمراض النفسية ثم انتقل والده إلى جنوب فرنسا، وكان على اتصال محدود مع باقي أفراد العائلة.
أنضم فيليب بمدرسة MacJannet الأمريكية قبل أن يرسل إلى المملكة المتحدة حتى يدرس في مدرسة Cheam، وفي أثناء الثلاثينيات من القرن الماضي، تم نقله إلى مدرسة في ألمانيا ومن ثم انتقل مرة أخرى إلى مدرسة جوردونستون في اسكتلندا، التي قد أسست من قبل مدير المدرسة اليهودي كورت هان بعد الحزب النازية، وظل الكثير من أفراد عائلة فيليب في ألمانيا، بما في هذا شقيقاته اللواتي تزوجن من الأوساط الأرستقراطية الألمانية.
وحين تخرج في عام 1939، أنضم فيليب للكلية البحرية الملكية، حيث برع فيها جداً، وفي اثناء الحرب العالمية الثانية، قام بالخدمة في البحرية البريطانية بينما كانت أفراد الأسرة الأصلية على جانب المحور المعارض في الحرب.
وعلى الرغم من ان فيليب لم يكن بريطانيًا، إلا ان كان له علاقة بالعائلة المالكة بإنجلترا، فبعد ولادة فيليب بوقت قليل، توفي جده لأمه وهو الأمير لويس من باتنبرغ بلندن، وقد كان الأمير لويس مواطنًا بريطانيًا حصل على الجنسية الانجيليزية وتخلى عن كل ألقابه الألمانية وأخذ لقب مونتباتن خلال الحرب العالمية الأولى، كما كان فيليب أيضًا متصلاً بالعائلة المالكة البريطانية باعتباره سليل الملكة فيكتوريا.
زواج الأمير فيليب من ملكة إليزابيث
وفي 1939، ذهب الملك جورج السادس والملكة إليزابيث (وهي الملكة الأم ) لجولة في الكلية البحرية الملكية، وقد كان فيليب في صحبة ابنتيهما الصغيرتين وهما إليزابيث ومارجريت، اللاتي كنا أبناء عمومة لفيليب عن طريق الملكة فيكتوريا، أعجبت إليزابيث الابنة البالغة من العمر 13 عامًا بفيليب خلال هذه الرحلة، ثم بدأت إليزابيث وفيليب في ارسال الرسائل لبعضهم، والتي أستمرت لعدة سنوات فيما بعد.
في فصل الصيف لعام 1946 ، طلب فيليب من الملك جورج يد ابنته للزواج بعد أن تقدم إلى إليزابيث ذاتها أولاً، فوافق الملك، على شرط تأجيل أي ارتباط رسمي حتى بلوغ إليزابيث سن الحادي والعشرين، وليتم إعلان الزواج، فقد تخلى فيليب عن كل ألقابه الملكية اليونانية والدنماركية، واكتسب فقط لقب مونتباتن من عائلة والدته وأتخذ الأنجليكانية كطائفة له وأصبح تابعًا بريطانيًا.
قد تم التصريح للجمهور عن خطوبة فيليب وإليزابيث في 10 يوليو عام 1947، ثم تزوجا في العشرون من نوفمبر 1947، في وستمنستر أبي، وكان حفل الزفاف يعرض في كل أنحاء العالم من خلال الراديو، ومنذ صباح يوم الزفاف، قد أعلن الأمير فيليب أنه دوق إدنبرة وإيرل ميريونث وبارون غرينتش، كما رزق هو وإليزابيث بأربعة أطفال كما سبق وذكرنا، وكان للأمير فيليب ثمانية أحفاد وهم الأمير ويليام، والأمير هاري، وبيتر فيليبس، وزارا تيندال، والأميرة بياتريس، والأميرة أوجيني، والليدي لويز وندسور، وجيمس، وفيكونت سيفيرن، كما كان لديه أيضًا 10 من أبناء الأحفاد بما في هذا أبناء الأمير وليم وهم الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس وابناء الأمير هاري هم أرتشي وليليبت.
وقد توفي الملك جورج السادس في 6 فبراير 1952، ومن ثم أصبحت إليزابيث هي الوريثة للعرش، سمع فيليب وإليزابيث نبأ وفاته خلال سفرهم في كينيا، وقد أثار تولي إليزابيث العرش مسألة ما سيكون عليه اسم العائلة المالكة، وبناءً على نصيحة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، قد صرحت الملكة إليزابيث أن النظام الملكي سيظل يُعرف باسم آل وندسور، وهو اللقب الذي أطلقه أولاً جدها جورج الخامس.
دور اأمير فيليب بالأنشطة الرسمية وشؤون الأسرة المالكة
وبات فيليب برفقة الملكة لأكثر من ستة عقود، وقد كان متواجداً معها في كل واجباتها الرسمية وأي ظهور لها في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى هذا، فقد شارك في إنشاء الكثير من المنظمات، وبالأخص تلك التي تهتم بالبيئة وبألعاب القوى وبالتعليم، وقد وضع الأمير فيليب جائزة دوق أدنبرة في نصف الخمسينيات من القرن السابق، وكان تركيزه الأكثر على ما ينجزه الشباب، كما كان يلعب البولو حتى عام 1971 ويتنافس في سباقات العربات ومسابقات القوارب، كذلك كان يقود الطائرات ويرسم بالزيت وجمع الكثير من الأعمال الفنية أيضًا من بين هواياته.
بينما كان يتجنب الإعلان عن أي أخبار شخصية إلى حد كبير، وكان فيليب معروفًا بأسلوبه الصريح وتصريحاته التي كانت تثير الجدل، قد احتفل الأمير فيليب بعيد ميلاده التسعين وكتبت الصحف عن هذا الاحتفال في 2011، اما داخل عائلته، فقد تدخل الأمير فيليب في العلاقات الشخصية، مما تتسبب في بعض الأوقات بحدوث صراعات، وفي عام 1981، قام بالضغط على ابنه الأمير تشارلز إما أن يتزوج أو يترك السيدة ديانا سبنسر، عندما ثبت أن زواجهما قد يكون صعبًا، قام كل من فيليب والملكة بدفع أبنهم لإتمام الزواج.
بعد وفاة الأميرة ديانا في حادث سيارة عام 1997، قام فيليب بالمشاركة في جنازتها وسار مع حفيديه ويليام وهاري في الموكب الجنائزي، وبعد مرور بضعة أشهر، اتهم محمد الفايد جهاراً الأمير فيليب ووصفه انه عنصري وهو من قام بتجهيز الحادث الذي أدى إلى مقتل ابنه محمد أو دودي فايد مع الأمبرة ديانا، ولكن لم يكون هناك تحقيق رسمي أو إثبات على وجود مؤامرة من قبل فيليب، وتم الحكم أن الحادث تم بالصدفة.
وفاة الأمير فيليب
قد وافت المنية الأمير فيليب صباح يوم الجمعة 9 أبريل 2021 في قلعة وندسور، عن عمر يناهز 99 عامًا، وقد تمت مراسم الجنازة في يوم السبت 17 أبريل في كنيسة القديس جورج في وندسور، ونتيجة لإنتشار فيروس COVID-19، لم يحضره المراسم إلا 30 فردًا من العائلة المالكة، الذين كانوا جالسين بعيدًا عن بعضهم وارتدوا الكمامات محافظين على الإجراءان الاحترازية.
وبدلاً من وضعه في النعش التقليدي، قد نقل نعش فيليب إلى الكنيسة في القسم الخلفي على سيارة لاند روفر مخصصة بناءً على طلب منه، ويوجد على قمة النعش قبعته البحرية، وكذلك سيف قد سبق وأهداه له والد زوجته، وكان النعش ملفوف بعلم يمثل تراثه اليوناني والدنماركي مع الزهور التي اختارتها الملكة مع ملاحظة إنها قد وضعت اسمها المستعار وهو ليليبت على هذه الزهور، ومن ثم سار أفراد من العائلة المالكة، ومنهم أبناء فيليب وبعض من أحفاده، بخلف سيارة لاند روفر في موكب مسافته نصف ميل من قلعة وندسور وصولاً لكنيسة سانت جورج.