قصة الكبش والآنسة تدور أحداث القصة في روسيا قديمًا ، عن يوم فى حياة أحد السادة المحترمين ،
فتدور الأحداث حول الفتاة الفقيره التي ذهبت لتطلب تذكرة سفر مجانية من السيد المحترم ، وعن ماقام به من تصرفات تجاه الأمر .
قصة الكبش والآنسة
القصة:
كان الوجه اللامع المشرق للسيد المحترم ينطق بالملل القاتل ، وقد غادر لتوه أحضان (مورفيوس) ،
ولم يدر ماذا يفعل ، لم تكن لديه رغبة في التفكير أو التثاؤب ، أما عن القراءة فقد كرهها منذ وقت بعيد ،
وكان الوقت ليس مناسبًا للذهاب إلى المسرح أيضا ، فبماذا يسلى نفسه الآن .
دخل عليه الخادم (ايجور) غرفة المكتب ليخبره بأن آنسة في الخارج في انتظاره ، فسمح لها بالدخول ،
فدخلت الى المكتب فتاة جميله ، سوداء الشعر ، ترتدي ثياب بسيطة جدًا ، وعندما دخلت الغرفة ألقت التحية .
وأخذت تتلعثم وهي تحدثه قائله : عرفت أنه لا يمكن مقابلة سعادتكم إلا في الساعة السادسة فقط ،
أنا ابنة مستشار القصر (بالتسيف) ، رد عليها قائل : تشرفنا ، أية خدمة ، ودعاها للجلوس .
جلست الفتاه وهي مازالت مرتبكة وأخذت تتلعثم مرة أخرى وهي تقول : لقد جئت إليك ،
لأطلب بطاقة سفر مجانية إلى موطني ، سمعت أنكم تعطون وأنا أريد أن أسافر وليس معي مال ،
فأنا لست غنيه وأريد بطاقة من بوترسبرج إلى كوسك ، فسألها السيد المحترم : ولماذا تريدين السفر الى كورسك ألا يعجبك الحال هنا ؟
فردت الفتاة خجلة : لا أنه يعجبني ، ولكني أريد السفر إلى أهلي ،
فقد أرسلوا لي أن أمي مريضة ، فسألها السيد المحترم مرة أخرى : وأنت هنا موظفة أم طالبة ؟ ،
فأخبرته الفتاة عن المكان التي كانت تعمل فيه وعند من ، وكم كانت تتقاضى ، وعن حجم العمل الذي تقوم به .
فردد قائلًا : إذا هكذا كنتي تعملين وبالفعل لا يمكن القول أن مرتبك كبيرًا ،
فليس من الانسانية أن لا تصرف لك بطاقة مجانية ، إذا فأنت سوف تسافرين إلى أهلك ،
ولا يوجد ما يمنع أن يكون لديك في كوسك حبيب ، أو خطيب ، فلا بأس بأن تسافرين فقد حان الوقت لأن تتزوجي ، اذا سافري إلى كوسك .
إنهم يقولون أنه على بعد مئة فرسخا من كوسك ، يستطيع الشخص اشتمام رائحة الكرنب ،
وتزحف الصراصير ، كم هي مملة الحياة هناك ، عموما لاتخجلي انزعي القبعة .
ثم نادى على الخادم (ايجور) طالبًا منه كوبا من الشاي .
لم تتوقع الفتاة ذلك الاستقبال الرقيق من السيد المحترم فشع وجهها بالسرور ،
وأخذت تتحدث معه عن كوسك وكل ما فيها من أنواع التسلية ،
وأخبرته أن لها أخا موظفًا وعمها مدرسًا ،
وأن أبناء أخيها تلاميذ .
وقدم (ايجور) الشاى ، وأخذت ترتشف الآنسة الكوب بوجاهة دون صوت ، وكان السيد المحترم يتطلع إليها ، بسخرية ، ولكنه لم يعد يشعر بالملل ، وسألها السيد المحترم : هل خطيبك وسيم وكيف تعرفتما ببعض ؟ فأجابت الآنسة بخجل على هذين السؤالين ، وروت له كيف تقدم لها العديد من الشبان من (بوترسبرج) لخطبتها فرفضتهم ، تحدثت طويلًا وهي مبتسمة بثقه .
وأنهت حديثها بأن أخرجت رسالة من جيبها جاءت من والدها وأخذت تقرأها على المحترم ، حتى دقت الساعة الثامنة ، ثم قال السيد المحترم لها : ان خط والدك لا بأس به ، ولقد حان وقت انصرافي ، فان المرح قد بدأ الآن ، ثم ودعا قائلًا : وداعا آنسة ماريا ، قالت الآنسة وهي تنهض : أأستطيع أن آمل أن أحصل على تذكرة سفر مجانية ؟
فرد عليها قائلًا : بطاقة ، أنا لا أمتلك بطاقات مجانية ، لقد أخطأت العنوان ، فبالقرب مني يسكن أحد العاملين بالسكك الحديدية ، أظن أنه المقصود ، أما أنا فأعمل فى بنك وقام بتوديعها منادي على الخادم (ايجور) لكي يعد العربة ، وخرجت الآنسة متوجهة إلى المدخل الآخر ، فقيل لها أنه قد سافر الي موسكو في تمام الساعة السابعة والنصف .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا