قصة رواية أوليفر تويست هي الرواية الثانية للمؤلف الإنجليزي تشارلز ديكنيز ،
وهو من أعظم الروائيين في العصر الفيكتوري ، وتتمتع رواياته بشعبية هائلة ،
وتم تحويل معظمها إلى أعمال درامية وسينمائية ناجحة .
وتدور أحداث القصة حول طفل يتيم نشأ في دور رعاية أطفال ، حيث القسوة المفرطة ،
والمعاملة السيئة ، فيهرب إلى مدينة لندن ويواجه الكثير من المتاعب ،
ويقع فريسة لأحد العصابات التي تستغل الأطفال بغرض السرقة ،
ويدعى رئيسهم فاجين ، إلى أن يستطيع الهرب منهم ليصل في النهاية إلى أسرته .
قصة رواية أوليفر تويست
بداية القصة :
في ليلة مظلمة ، شديدة البرودة ، وضعت الأم طفلها الصغير في المشفى ، بعد إعياء طويل ،
فلاحظ الطبيب أن الأم لا ترتدى خاتم الزفاف في إصبعها ؛ فظن أنها غير متزوجة ،
وأن طفلها هو طفل غير شرعي بعد ساعات قليلة من الولادة ، فارقت الأم الحياة ، وتم إيداع الصبي بمؤسسة لرعاية الأطفال .
نشأة الطفل في دور رعاية الأطفال :
وفي مؤسسة الأطفال ، نشأ الصبي مع ثلاثين طفل أخر ، في جو من القسوة والجوع ،
فقد كان الطعام المقدم لهم قليل جدًا ، وسيء المذاق ،
الأمر الذى جعل الأطفال يتصارعون على الطعام ، ويخطفونه من بعضهم البعض .
وفي يوم من الأيام اتفق الأطفال على عمل قرعة فيما بينهم ليطلبوا من الطاهي أن يزيد لهم كمية الطعام الممنوحة ،
ولسوء الحظ وقع الاختيار على أوليفر ، ذلك الطفل الهزيل الضعيف ، الذى لم يكن يجرأ على الحديث .
وما إن سمع الطاهي طلب الطفل حتى عنفه ، ونقل الأمر إلى الإدارة ،
حيث السيد ، والسيدة بامبل ؛ ذلك الثنائي عديم الرحمة ، فقد كانا يأكلان الدجاج واللحوم ، ويقدمان للأطفال البقول .
أوليفر وكلايبول :
إنزعج السيد بامبل كثيرًا من تصرف أوليفر تويست ،
وأرسله للعمل مع السيد سويربيري الحانوتي ؛ الذى كان يحتاج صبيًا لمساعدته ،
وهو وصبيه نوح كلايبول في دفن الموتى ، لم يكن الحال في منزل السيد سويربيري الحانوتي ،
أفضل كثيرًا من المؤسسة ، فقد كان مذاق الطعام أيضا سيء .
وكان هناك نوح كلايبول ذلك الفتي ذو الخمسة عشرًا عامًا الذى لم يترك فرصة واحدة الا وتسبب في التضييق على أوليفر بكلماته اللاذعة ؛
حتى وصل به الأمر أن سبه بأمه ، الأمر الذى أغضب أوليفر كثيرًا فلكمه في وجهه ،
وأخذا يتقاتلان ، فما إن رأتهما السيدة سويربيري حتى عنفتهم ، وأخذت صف نوح كلايبول .
الهرب إلى لندن :
شعر أوليفر تويست أنه في المكان الخطأ ، وقرر الفرار إلى لندن ، لعله يجد حياة كريمة ،
وعيشة أفضل ، وهناك قابل الفتى طفلاَ أخر يدعى جاك دوكينز ، قدم له وجبة شهية ،
وأخبره عن فاجين الذي يأوي الأطفال ويساعدهم دون مقابل .
وهنا انفرجت أسارير الطفل ، وشعر أنه على بداية الطريق ،
ولكن ما رآه بعد ذلك جعله يدرك أنه وقع في أيدى عصابة تستغل الأطفال في أعمال السرقة والنهب ،
لقد كان فاجين رجلا رث الثياب ، كريه الرائحة ، غليظ الطباع ، ولكنه شديد الذكاء ، كان يستخدم الاطفال في السرقة ، ويدربهم علي ذلك حتى يحصل على المال .
السرقة :
بدأ فاجين في تعليم أوليفر تويست السرقة ، في وكره الخاص إلى أن جاء اليوم الذي أرسله فيه ،
مع اثنين من صبيانه وهما جاك دوكينز ، وتشارلي بيتس ، لسرقة منديل أحد السادة المارين بشوارع لندن .
خرج السيد براونلو في ذلك الوقت لشراء بعض الكتب ، وأثناء تصفحه لكتاب غافله جاك ،
وتشارلي وسرقا منديله وهربا ، وجرى خلفهما أوليفر ، وظن العامة أن أوليفر هو السارق ، فقبضوا عليه واقتادوه إلى الشرطة .
وهناك شهد صاحب متجر الكتب أنه ليس السارق ،
فقد شاهد جاك وهو يسحب المنديل من معطف السيد براونلو ،
وظهرت على أوليفر علامات الإعياء الشديد ، وخر مغشيًا عليه ، فأشفق عليه السيد براونلو .
واصطحبه معه إلى منزله ، وهناك ، ولأول مرة يشعر أوليفر بالسعادة ؛ فالسيد براونلو رجل نبيل يعامله جيدا ، ويعلمه القراءة .
في قبضة فاجين :
كان فاجين في ذلك الوقت يراقب أوليفر من بعيد ، ويتابع أخباره ، وحينما سنحت له الفرصة للقبض عليه ،
وإعادته إلى الوكر لم يضيعها ؛ فقد أرسل السيد براونلو أوليفر تويست إلى صاحب متجر الكتب ليعطيه ثمن الكتب التي اشتراها .
ولكن فاجين وصبيانه بمساعدة من نانسي تلك الفتاة التي رباها في الوكر ،
استطاعوا أن يقبضوا عليه ، ويهربوا به بعيدًا ، وظن السيد براونلو أن أوليفر هرب بالمال ،
وأحزنه ذلك كثيرًا ، فقد رأى فيه من الأصل الطيب ، والقلب السليم ما يجعله يحبه ؛
وقد كان الطفل يشبه كثيرًا لصورة سيدة معلقة في ردهة منزل السيد براونلو .
وفشلت محاولات فاجين في إرغام الطفل على السطو والسرقة ،
فقد تعلم عند السيد براونلو أن هذا من الخطأ ، وكانت نانسي فتاة رقيقة القلب ،
لم يرضيها ضرب السيد فاجين لأوليفر فحاولت مساعدته وحمايته منه هو وبيل سايكس .
أوليفر في سرقة جديدة :
وكان بيل سايكس هو سيدها ، وكان رجلا غليظ القلب يفعل أي شيء من أجل المال ،
طلب منه فاجين أن يأخذ أوليفر في عملية سطو جديدة ، وبالفعل أخذه بالقوة وطلب منه أن يساعده ،
وما إن دخل إلى المنزل حتى استيقظ الخادم ، وأطلق عليهم النار ؛ فأصابت طلقة ذراع الصغير ، فسقط وهرب بيل مبتعدًا عن المنزل .
وتعاطفت روز مايلى صاحبة المنزل مع الطفل الصغير ، وتركته حتى استرد عافيته ،
وحكى لها قصته إلى أن قابل السيد براونلو ، وقد كانت على صلة وطيدة به فاحتفظت بالطفل لحين عودته .
ظهور مونكس :
في ذلك الوقت كان فاجين يحيك مؤامرة مع شخص غامض يدعى مونكس ،
للإيقاع بأوليفر في الجريمة ، فقد سمعتهم نانسي يتحدثون مع بيل سايكس ، ولكنهم شعروا بوجودها.
خرجت نانسي مسرعًا من منزل بيل لتخبر السيدة روز ، والسيد براونلو بحقيقة ما سمعته ،
وحينما عادت قتلها بيل جزاء لخيانتها لهم ، وهرب مسرعًا خوفًا من الشرطة ، وأثناء محاولة هروبه شنق نفسه بالخطأ .
جريمة قتل :
حينما علم السيد براونلو بقتل نانسي أبلغ الشرطة ، فخاف فاجين وهرب هو ،
وصبيانه بعيدًا إلى أن تم القبض عليه ، وإعدامه شنقًا ،
وأرغم السيد براونلو مونكس ذلك الغامض الذى ظهر فجأة في محاولة لزج أوليفر بالسجن ، على الإدلاء بالسر الذي يخفيه .
فقد كان مونكس أخًا غير شقيق لأوليفر تويست ، ويدعي إدوارد ليفورد ،
فهمًا من نفس الأب ، ولكنه كان ابنًا فاسد ؛ فحرمه السيد ليفورد من الميراث ، وأختص به ابن أجنس زوجته .
وهي المرأة صاحبة الصورة المعلقة في ردهة منزل السيد براونلو ،
فأراد إدوارد أن يفسد سمعة أخيه الأصغر أوليفر حتى يحرم هو الأخر من الميراث ، ويستولى عليه لنفسه.
حقيقة أوليفر تويست :
هنا اشتبكت خيوط القصة في ذهن السيد براونلو ؛
خاصة بعد أن أخبره بأنه وراء سرقة الخاتم الذى كان في يد أجنس والدة أوليفر ، والذى يثبت زواجها من والده .
أقنع السيد براونلو أوليفر بمنح إدوارد حقه من الميراث ، فسافر معه إلى أمريكا ،
وهناك بدد ثروته ، وحكم عليه بالسجن ، ومات هناك ، أما أوليفر فانتقل للعيش مع السيد براونلو والسيدة روز مايلى ،
والتي عرف أنها خالته الشقيقة لأمه ، وتعلم القراءة والكتابة ، وأصبح طفلا نجيبًا لا يفكر في الماضي .
أما السيد والسيدة بامبل فقد أفلسا وانتقلا للخدمة بالمؤسسة ، بعد أنا كانا في موقع الإدارة ،
وانتهت قصة الطفل اليتيم البائس لتبدأ قصة أخرى لطفل أكثر حظًا ، إنه أوليفر تويست.
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا