قصة رواية حلم ليلة صيف هي أحد روايات الكاتب الأكثر جدلًا ويليام شكسبير ،
وهو رائد المسرح الانجليزي بحق ؛ حيث كتب العديد من المسرحيات التي لاقت رواجًا وقبولًا لدى الجماهير ،
ومازالت حتى الآن عالقة في أذهان المجتمعات الغربية والعربية .
ويعتمد شكسبير في حبكة رواياته على التراث الشعبي ، وما يحويه من خرافات وأساطير ،
وفي هذه الرواية اعتمد على وجود الجن وتلاعبه بقلوب البشر ، وقد اختار يومًا صيفيًا حارًا ليصف فيه أحداث الرواية .
وقد سماها بهذا الاسم كنوع من الإغراق في الخيال ، وكتبها مابين عامي 1595م – 1596م ،
وهي واحدة من أعظم أعماله الأكثر شعبية ، والتي دُرست في الأدب الإنجليزي بالجامعات والمدارس .
قصة رواية حلم ليلة صيف
قصة الرواية :
تدور أحداث الرواية في أثينا القديمة ، حيث القوانين الظالمة التي كانت تسن وقتها ،
ومنها : أنه يحق للأب أن يتقدم بطلب بإعدام ابنته ؛ إذا رفضت الزواج بشخص من اختيار أبيها ،
ولكنه لم يكن يفعل بصورة كبيرة ؛ نظرا لظلمه ولا معقوليته .
ومع ذلك تقدم ايجوس والد الشابة الجميلة هرميا بطلب إلى حاكم المدينة ،
يدعوه لإعدام ابنته التي لم تقبل بالزواج من ديمتريوس ، وهو فتى من عائلة نبيلة يمتلك الجاه والمال ،
ولأن هرميا تحب ليساندر ، وتتمنى الزواج به رفضت زيجة أبيها ، كما أن صديقتها المقربة هيلينا متيمة بحب ديمتريوس ،
الأمر الذي جعلها تصر على الرفض حتى بعد ما فعله أبيها .
لم يكن تيسيوس حاكم المدينة سوى رجل عادل أبى أن يطبق مثل هذا القانون ،
إلا بعد أن يمنح هرميا الوقت لتدبر أمرها ، وإلا فسيكون الإعدام مصيرها ،
لم تجد هرميا حلًا سوى إخبار حبيبها ليساندر بالأمر ،
والذي اقترح عليها أن يهربا سويًا ،
إلى تعيش عمته في إحدى المدن اليونانية البعيدة ، والتي لا تطبق مثل هذا القانون الجائر ، ويعيشا هناك سويًا كزوجين سعيدين .
وبالفعل تواعد الحبيبان على اللقاء عند مشارف الغابة ليلًا ، والهرب بعيداً عن ايجوس وديمتريوس ،
وبدأت هرميا في الاستعداد للرحيل ، ولم تخبر أحد سوى صديقتها هيلينا التي لم تحفظ السر ،
وأخبرت ديمتريوس حبيبها حتى يصرف النظر عن زواجه من هرميا ، ويوقن أنها لا تحبه ، ولكن دون فائدة ؛ فقد أخبرها ديمتريوس أنه سيتبعهم أينما ذهبوا .
في مشهد أخر من تلك الليلة تلهو الجنيات وترقص بين أشجار الغابة ،
وقد كان حينها أوبرون ملك الجن على خلاف مع زوجته تيتانيا ملكة الجن ، والتي رفضت أن تعطيه ابن صديقتها ليكون من تابعيه ،
وذلك بعد أن ماتت أمه ، فأخذ يفكر هو ووزيره الجني في طريقة يرغمها به على قبول طلبه.
وبالفعل توصل الملك لفكرة ، وطلب من وزيره ومستشاره الخاص تنفيذها ،
طلب منه أن يذهب إلى حيث تنبت الزهرة الأرجوانية التي تسبب الحب ، وتجعل مستخدمها يشعر بالولع تجاه محبوبه.
فرحيق تلك الزهرة العجيبة مفعول سحري ،
إذا وضعت بضع قطرات منه في عيني شخص نائم ،
استيقظ على حب أول شخص تقع عليه عيناه ،
وهكذا فكر الملك أن يضع الرحيق في عيني زوجته حتى تستيقظ على حب أول مخلوق تراه حمارًا كان أو قردًا ،
وأنه لن يزيل عنها هذا السحر حتى تمنحه الولد .
وفي الحال ذهب الوزير الجني لإحضار الزهرة الأرجوانية التي طلبها منه الملك ،
وفي تلك الأثناء دخل الغابة ديمتريوس تتبعه هيلينا ،
ولفت انتباه الملك توسلات هيلينا لمحبوبها بالعودة معها وترك هرميا لأنها تحبه بجنون .
ولكن ديمتريوس كان قاسي القلب ، لم يلتفت لها ، وكان يرد عليها بكلمات جافة تخلو من العطف والود ،
وانفلت هاربًا منها في الغابة ، وهي تحاول اللحاق به باكية ، ولأن أوبرون كان ملكا محبًا ،
قرر أن يساعد هيلينا ، ويمنحها قلب ديمتريوس ،
فحينما عاد بك ومعه رحيق الزهرة طلب منه أن يحتفظ ببعضه ؛ ليضعه في عيني شاب أثيني موجود بالغابة ومعه فتاة تنام بجواره ،
وحينما يستيقظ الشاب وينظر إليها ، سيقع في غرامها ، ولن يطيق الحياة دونها .
في تلك الأثناء كان ليساندر وهرميا قد وصلا إلى منتصف الغابة متوجهين إلى المدينة التي تعيش بها عمة ليساندر ،
ولكن لطول المسافة لم تتحمل هرميا عناء السير ، وطلبت من ليساندر أن يستريحا قليلًا ، فرقدوا فى ظل شجرة من أشجار الغابة ،
وهنا رآهم بك وظن أن هذا هو الشاب الأثيني الذي قصده الملك أوبرون ،
فارتكب خطأ جسيم ، ووضع الرحيق في عيني الفتى .
ولكن ما حدث بعد ذلك أن المسكينة هيلينا تاهت في الغابة بعد فرار ديمتريوس منها ،
وما إن وجدت ليساندر نائمًا حتى ظنت أن سوءً أصابه ،
فذهبت لإيقاظه والاطمئنان عليه ، وبمجرد أن فتح ليساندر عينيه ورأى هيلينا ،
وقع في حبها بجنون ، وراح يسمعها أطرب كلمات الغزل ، فتعجبت من الأمر ، وظنت أنه يسخر منها .
فعاتبته على هذا السلوك السيئ واندفعت تبحث عن حبيبها ديمتريوس ،
وانطلق ليساندر خلفها تاركًا هرميا حبيبته الحقيقية ، مستغرقة في نوم عميق ،
والتي استيقظت بعد برهة لتجد نفسها وحيدة .
فحزنت كثيرًا وانطلقت تبحث عن ليساندر ، أما الملك أوبرون ووزيره بك أخذ يتجولان في الغابة بحثًا عن ملكة الجنيات ،
ولكنهم وجدوا الفتى ديمتريوس نائمًا ، وهنا علم بك أنه أخطأ الفتي ، وأخبر الملك بذلك .
فقام الملك بوضع قطرات من رحيق الزهرة في عيني ديمتريوس ، وظلا منتظران ليروا ما سيحدث ،
وأخيرا ظهرت الفتاة هيلينا ومن خلفها ليساندر ، وما إن رأت حبيبها ديمتريوس مستلقيا على الأرض حتى ذهبت لإيقاظه ،
فكانت أول ما وقعت عليه عيناه ، فوقع في حبها على الفور ، وأخذ يبث إليها لواعج الهوى بأرق الكلمات .
واندهشت هيلينا من ذلك التحول الغريب ، وظنت أن ديمتريوس يسخر منها هو الأخر ،
فقد كان كلاهما يتمنى الزواج بهرميا ؛ الفتاة الأكثر جمالًا ،
ولكن ليساندر الواقع تحت تأثير مفعول الرحيق السحري أخذ يغازل هيلينا بأعزب كلمات الحب ،
الأمر الذي ضايق ديمتريوس ، وجعلهم يقتتلان.
وفي تلك اللحظة وصلت هرميا ، ووجدت أن هيلينا قد صارت محل إعجاب الشابين ديمتريوس وليساندر ،
فاشتبكت معها في شجار غاضب ، بينما ابتعد الشابان قليلًا أثناء شجارهما .
وهنا أخبر ملك الجن وزيره بك أن الحل هو وضع بعض القطرات التي تزيل مفعول السحر في عيني ليساندر ،
وأمره أن ينشر الغابة بضباب كثيف ؛ حتى يتوقف اقتتالهما ريثما يذهب هو لوضع الرحيق في عيني ملكة الجنيات زوجته.
وبالقرب من المكان التي كانت ترقد به الملكة ، كان هناك رجل قروي بسيط ،
فطرأت في رأس أوبرون فكرة حول بها رأس القروي إلى رأس حمار ،
ووضع القطرات في عيني الملكة ، والتي استيقظت بعدها لترى أمامها الرجل ذا رأس الحمار .
فوقعت في حبه ، وأخذت تعتني يه ، وتأمر الجنيات بتقديم الطعام اللذيذ إليه ،
وتخبره عن حبها ، وهنا ظهر الملك أمامها ، فارتبكت وجلت من نفسها ،
فطلب منها الولد ليتبعه ، فأعطته إياه .
فأشفق على زوجته الحبيبة ، ووضع بعينيها قطرات من الرحيق الذي يبطل المفعول ،
فعادت كما كانت من قبل ، كما أعاد للرجل القروي هيئته الحقيقية ، وتركه نائمًا ،
وبعدها قص الملك أوبرون على الملكة تيتانيا كل الحكاية ، وأخبرها عن حادثة الشابين ؛ فطلبت منه أن تذهب معه لترى كيف حلت المشكلة .
وحينما عاد الملك مع ملكته وجد أن الجميع نائمًا في ركن من أركان الغابة ،
فتقدم لوضع الرحيق المزيل لمفعول السحر في عيني ليساندر ،
وبعد قليل استيقظ ليساندر ليجد حبيبته هرميا نائمة بجواره ، فاستعاد حبه القديم لها.
وأخذ يخبرها بمدى شوقه وهيامه ، وتعجب الحبيبان مما حدث ،
وظنوا أنه كان حلم جماعي اشترك جميعهم في رؤيته ،
ولم يتصور أن كل هذا حدث في الحقيقة فعلًا ، وهكذا عاد الود والصفاء إلى الجميع ،
وربطت بينهم أواصر المحبة ، ولم يكن هناك مشكلة سوى ايجوس والد هرميا ،
والذي جاء إلى الغابة ليبحث عن هرميا ، ولكن حينما وجد ديمتريوس مع هيلينا ، وعلم أنهم سيتزوجان ،
وافق على زواج ليساندر من هرميا ، وبذلك يسقط طلب الإعدام الذي قدمه في حق ابنته .
ووافق كل من ديمتريوس وهيلينا وليساندر وهرميا على إتمام زواجهما في نفس اليوم ،
وقد حضر ملك وملكة الجن الاحتفال ، بل وأقاما احتفالهما الخاص ،
وظل الشباب الأربعة يعتقدون أن ما رأوه ما كان إلا حلم عجيب في منتصف إحدى ليالي الصيف.
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا