كان ياما كان ، في قديم الزمان ، كان يوجد قردان في إحدى الغابات ، وكان هاذان القردان يربطهما رباط الود ، والصداقة ، ولكن أحد القردين ، يجد في نفسه شيئًا من قلة الحظ ، لذلك كان يطلق على نفسه دائمًا ، أنه قرد منحوس ، كان يرى أنه لا يمكنه فعل ، أو إنجاز أي شيء ، مهما كان ، أما عن القرد الآخر ، فكان يرى دائمًا في نفسه ، أن الحظ يحالفه دومًا ، فهو محظوظ للغاية ، وكان دائمًا ما يثق في نفسه ، وقدرته على إنجاز الأشياء .
وفي يوم من الأيام ، اتفق القردان ، على أن يذهبا سويًا إلى إحدى المزارع ، التي تقع على مقربة من الغابة التي يعيشون فيها ، وكان الهدف من زيارتهم ، هو الحصول على المز ، وجلبه معهم ، حتى يقوما بتناوله ،وقبل أن يذهب كل من القردين ، وقع اتفاق بينهما ، على أن يبقى القرد المنحوس على الأرض ، وتقتصر مهمته على جمع ، والتقاط الموز ، أما القرد المحظوظ ، فكانت مهمته تتمثل في أن يصعد إلى النخلة ، ويقوم هو بقطع الموز ، ورميه إلى صديقه القرد المنحوس .
أخذ القردان كل منهما يقوم بدوره على حدة ، وبينما هما كذلك ، إذ لاحظهم رجل كبير ، وضخم البنية ، هو صاحب المزرعة ، فاسشتاط غضبًا ، وذهب إليهم مسرعًا ، وبمجرد أن وصل إليهم صاحب المزرعة ، أمسك على الفور بالقرد المنحوس ، وبدأ يوجه إليه الضربات ، واللكمات ، بلا هوادة ، وركز ضربه ، وإيذائه إلى ذلك القرد المنحوس ، دون أن يمس القرد الآخر .
فلما طال الوقت ، والقرد المنحوس يتم توجيه الضربات إليه بلا رحمة ، ولا شفقة ، استغل القرد المنحوس انشغال صاحب المزرعة بجلب العصا ، ليضرب بها القرد ، ونادى على القرد الآخر ، وهو صاحب الحظ الجيد ، وطلب منه أن يقوم بالنزول من على شجرة الموز ، وأن يصعد هو على الشجرة بدلًا منه ، وبالفعل سمع القرد الآخر كلام القرد المنحوس ، فهم صاحب المزرعة بالإمساك به مرة أخرى ، حتى يستكمل ضربه ، ولكنه لما أمسك به ، شعر بأنه تلقى الكثير من الضربات .
بالإضافة إلى أن القرد الموجود على الشجرة ، لم يتلقى أية ضربة بعد ، فقرر أن يعفو عن القرد الموجود على الأرض ، واتجه سريعًا ليمسك بالقرد الموجود على الشجرة ، وأخذ يضرب القرد بلا هوادة ، ولا رحمة ، ظنًا منه أن ذلك القرد ، هو القرد الذي كان موجودًا على الشجرة في الأصل ، ولم يتلق أبدًا ، ولا ضربة ، وبالتالي ، تعرض القرد المنحوس إلى الضرب مرة أخرى ، وبالتالي وقع القرد المنحوس ضحية مرة ثانية .
وبالتالي ، فالقرد الذي كان دائمًا ما يحالفه الحظ ، حالفه الحظ هذه المرة أيضًا ، أما القرد المنحوس ، فقد بقي منحوسًا كما هو ، فلو كان بقي كما هو في مكانه على الأرض ، لكان فر من الضرب ، ولكنه لما قرر الفرار من الضرب ، وقع في الفخ ، وتم ضربه مرة أخرى .