كان يا مكان ، يا سعد يا إكرام ، في سالف الزمان ، كان في إحدى المدن الكبيرة ، مجموعة متعددة من أهل العلم الأتقياء ، الذين يحملون أسمى العلوم ، على اختلاف أشكالها ، وأنواعها ، وكانوا جميعًا ، يعقدون النية ، على نفع الناس جميعًا ، بما من الله ، سبحانه وتعالى عليهم ، من علم جم .
ذات يوم من الأيام ، تم الاتفاق على عمل وليمة كبيرة ، وفخمة ، من قبل حاكم المدينة ، وتم عزيمة جميع أهل العلم الأتقياء ، والأثرياء بعلمهم الزاخر ، وبالفعل وافق جميع العلماء على حضور الوليمة ، التي أعدت من أجلهم ، وكتشجيع لعطائهم ، غير المحدود .
مرت بضعة أيام ، وقد جاء العلماء ، في الموعد المحدد ، لانعقاد الوليمة ، وكان قد أعد لهم أشهى أنواع ، وأصناف المأكولات المتعددة ، من أفخم الأنواع على الإطلاق .
لما هم العلماء لبدء تناول الطعام ، على تلك الطاولة المتسعة ، التي تحمل بين طياتها ، أنواع جمة من أشهى أشكال ، وألوان ، وأنواع الطعام ، جاءت إليهم قطة ، وأخذت تموء ، على الفور ، جلب أحد أهل العلم الأتقياء ، قطعة من الخبز ، ووضع داخلها من أحد الأصناف الشهية ، الموجودة على الطاولة .
أخذت القطة قطعت الخبز ، وحملتها ، وأسرعت بها إلى الخارج ، شرع العلماء في تناول الطعام ، وإذ بهم ، بعد قليل من الوقت ، وجدوا القطة ، قد أتت إليهم مرة أخرى ، وأخذت تموء ، وتنظر إلى الطعام .
جلب أحد العلماء قطعة من اللحم المشوي الشهي ، وناولها إلى القطة برفق ، فحملتها القطة ، وأسرعت بها على الفور ، إلى الخارج ، ثم أتت بعد قليل ، وأخذت تكرر نفس الفعل ، وأهل العلم يعطفون عليها ، ويناولونها الطعام .
تعجب العلماء من أمر القطة ، وقرروا فيما بينهم ، أن يقتفوا أثرها ، ليعرفوا أين تخفي الطعام ، وبالفعل ، تتبع العلماء القطة ، فإذا بهم قد وجدوها تحمل الطعام ، إلى قطة كفيلة ، لا ترى ، فسبحان الله .