يعتبر البنسلين بمثابة أول مضاد حيوي ، وكان لاكتشافه دور مهم في علاج العديد من الأمراض ، مثل : التهاب المفاصل ، السيلان ، الحمى القرمزية ، الزهري ، الالتهابات الرئوية ، حالات تسمم الدم ، السل ، إلى آخرالأمراض الأخرى ، التي له كفاءة عالية في علاجها ، والحد منها ، وفيما يلي نسرد قصة اكتشاف أول مضاد حيوي .
قصة اكتشاف أول مضاد حيوي ( البنسلين )
يعود الفضل في التوصل إلى البنسلين ، ومن ثم اكتشاف أول مضاد حيوي ، إلى الكسندر فليمنج ، وهو بريطاني الجنسية ، وكان يصب اهتمامه في علوم التعقيم ، وكثيرًا ما كان يحاول اكتشاف علاجات جديدة ، لمكافحة العديد من الأمراض المختلفة ، لا سيما المعدية منها .
التحق الكسندر فليمنج ليؤدي خدمة الجيش في بلاده ، ووافقت فترة جيشه أيام الحرب العالمية الأولى ، لذا انكب على معالجة المصابين في الحرب ، وفي هذه الأثناء لاحظ الكسندر أن استخدام المطهرات المختلفة ، له دور قوي في إيذاء خلايا جسم الإنسان ، مما يسبب أضرارًا خطيرة ، فبدأ من تلك اللحظة ، يبحث هنا ، وهناك ، ويحاول اكتشاف علاج جديد يقضي على مسببات البكتريا ، وتعالج الجروح بكفاءة ، دون أن يكون لها آثار جانبية خطيرة .
وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى ، انصب جاهدًا ، ليكتشف شيئًا جديدًا ، اكتشف مادة تسمى الليسوزيم ، وهي بمثابة مادة يقوم الجسم بإنتاجها ، مما يؤدي إلى القضاء على أنواع مختلفة من أنواع البكتيريا ، دون أن تتسببفي إيذاء أي من خلايا الجسم ، ولكن لم يلق اكتشافه هذا أي ترحيب من الناس وقتها ، لأن المادة غير فعالة في القضاء على الأنواع المتفاقمة من البكتريا الضارة .
لم ييأس فلمينج ، وظل منكبًا على تجاربه العلمية ، وسعى سعيًا دؤوبًا ، ومن ثم تمكن من اكتشاف نوع جديد ، تجلى دوره حينما حدثت حالات تسمم لإحدى المزارع بالبكتيريا ، وذلك عندما تم تعرضها مباشرة إلى الهواء، وقد لوحظ تكوين عفن ، والذي كان بدوره له قدرة فائقة قتل ، والتخلص بكل نهائي من مجموعة هائلة من أنواع البكتيريا الضارة .
ومن خلال تجاربه قام باستنتاج أن العفن يتسبب في إنتاج مادة فعالة ، تسهم بكل كبير في التخلص من العديد من البكتيريا الضارة بأنواعها ، والتي لا تتسبب في إيذاء جسم الإنسان ، ومن هنا أطلق عليها اسم مادة البنسلين ، وتعني أنها المادة التي يتم استخلاصها من العفن .
وهذا المادة لا تؤدي إلى أي أضرار للإنسان ، بأي حال من الأحوال ، وسميت هذه المادة باسم البنسلين والتي تعني المادة المستخلصة من العفن ، ومن وقتها وهذه المادة ، أي البنسلين تستخدم في علاج عديد من الأمراض ، ويتم الاعتماد عليها كثيرًا في إجراء العمليات الجراحية ، بالإضافة إلى استخدامها للجروح ، وأنواع متعددة من البكتريا النطة ، والضارة .
وبالفعل تصنع كميات كبيرة من مادة البنسلين ، حيث يتم الاعتماد عليها في أكثر الحالات المرضية ، وتم منح الكسندر فلمنج جائزة نوبل ، تكريمًا له ، ولجهوده المثمرة ، التي أنقذت حياة البشرية ، وحينما تسلم الكسندر الجائزة ، نصح الناس جميعًا بألا يفرطوا في تعاطي البنسلين ، وأن يستيروا الطبيب المختص أولًا ، وأضاف أنه ليس الكسندر من صنع مادة البنسلين ، إنما الطبيعة بدورها المنود ، هي من أنتجته .