توماس أديسون من مواليد عام 1847 من الميلاد ، وقد ولد في مدينة ميلانو ، الموجودة في ولاية أوهايو ، في الولايات المتحدة الأمريكية ، واجهته مشكلة عصيبة في بداية حياته الدراسية ، فعندما التحق بالمدرسة الابتدائية ، لم يمكث في المدرسة ، سوى ثلاثة أشهر فقط ، حيث توالت الشكاوي ضده ، وطرده مدير المدرسة ، لأنه كان بليدًا ، لا يفقه أي شيء .
قابلت الأم ذلك بصدر رحب ، ولم تنهر ذلك الصغير ، الذي لا ذنب له ، وحاولت أن تقدم له في أي مدرسة أخرى ، ولكن دون جدوى ، لم تقبله أي مدرسة ، والجميع أجمع على أنه بليد ، ومتخلف ، ولا يفقه شيئًا ، فهو يسأل كثيرًا ، ولن ينفع في شيء من التعليم ، والأفضل أن يعمل في أي شيء ، فلن يفلح مهما كان .
هنا احتضنت الأم طفلها ، وحدثت نفسها بأن ذلك تقييم عقيم ، بلا منطق واعٍ ، وأصرت على أن تعلم ابنها بنفسها ، وأن تثبت للجميع ذكاءه ، وتفوقه الدراسي على غيره من الطلاب ، وعكفت على تعليمه في المنزل ، وكانت واثقة من ابنها ، ومن أنها ستصل به إلى بر الأمان في يوم ما ، وتفتخر به أمام الجميع .
لاحظت الأم علامات النبوغ على طفلها ، وحبه الشديد للمعرفة ، ونضجه المبكر ، وتفوقه العلمي ، وذكاءه العقلي ، وقابلت الأم أسئلته المتعددة بصدر رحب ، لا يمل ، ولا يكل أبدًا ، كما أدركت أن المناهج التقليدية العقيمة ، والمحدودة ، لن تغني ابنها وحدها ، فصممت على تعليمه المزيد من المعرفة الموصولة ، وغير المحدودة في كل شيء .
أصبح توماس أديسون متقد الذكاء ، مع مرور الوقت ، وأصبح يطلع على كل ما تقع عليه عيناه بشغف غير مسبوق ، وبلغت اهتماماته بإجراء التجارب العلمية المختلفة ، منزلة كبيرة ، فخصصت له أمه غرفة خاصة ، يجري فيها تجاربه ، دون أن يعوقه شيء ، وزودته ببعض الأدوات البدائية ، مثل : الزجاجات الفارغة ، والأسلاك الكهرية ، والمواد الكيمياوية البسيطة .
عندما بلغ أديسون سن الرابعة عشر ، عمل كعامل تلغراف ، في محطة من محطات القطار ، مما أكسبه خبرة كبيرة ، في لغة مورس ، وقد تمكن حينها من اختراع جديد ، وهو التلغراف الآلي ، وعلى النقيض فأثناء عمل أديسون ، قلت معدلات السمع لديه ، مما أزعج مديره في العمل ، وجعله يذهب إليه كل نصف ساعة ، حيث كان لا يرد عليه .
مما اضطر أديسون لاختراع جهاز المكرر الآلي ، ليتجنب صعوبات التوجه إلى مديره ، كل نصف ساعة ، وأخذ يتفرغ لعمله ، مما أفسح الطريق لاختراع أجهزة الاتصال اللا سلكية ، ومن ثم عمل مشغلًا للبرقيات ، في إحدى مكاتب الاتحاد الغربي ، وعكف على تطوير ، وتحسين خدمات التلغراف .
واستطاع أديسون بحكمته البالغة ، وذكائه الفذ ، أن يسجل أول براءة اختراع له ، وكان هذا الاختراع بمثابة مسجلة للأصوات بالكهرباء ، لتسجيل أصوات الناخبين ، قدم أديسون في نفس العام أولى براءات اختراعاته، وكانت عبارة عن مسجلة أصوات كهربائية لأصوات الناخبين .
وقد توالت اختراعات ، واكتشافات أديسون ، حتى وصلت اختراعاته إلى نحو 1093 اختراع ، يشمل آلات عرض للصور ، والمصباح الكهربي المتوهج ، كل هذا بفضل تشجيع أمه ، رغم جميع محاولات الاتحاق بالتعليم ، التي باءت بالفشل ، فلا تبخلوا على أبنائكم ، واهتموا بهم ، يثمروا .