يعد هذا الحيوان هو أقدم محار حي في العالم ، لكنه قُتل من قبل العلماء الذين درسوه ، لكن كيف يمكن للعلماء أن يقتلوا هذا الحيوان النادر؟ عندما تعامل الباحثون مع مينغ البطلينوس في عام 2006م ، لم يكن لديهم أي فكرة عن ما حصلوا عليه ، ولقد سماه العلماء بهذا الاسم ، على نفس اسم عصر سلالة الصين الذي ولد فيها .
ويعد مينغ البطلينوس هو أقدم حيوان مُسجل في العالم ، وفقًا لما ذكره علماء ناشيونال جيوغرافيك ، وعندما اندلعت أخبار نهاية البطلينوس المشئومة ، انتقد العديد من المتخصصين في العالم العلماء ، الذين قتلوه وزعموا أن مينغ قُتل فقط ، لرؤية كم كان عمره لكن اتضح أن هناك قصة أكبر من ذلك .
اكتشاف مينغ الهادئ :
قد تم اكتشاف مينغ البطلينوس لأول مرة في أيسلندا عام 2006م ، من قبل مجموعة من الباحثين من جامعة بانجور في المملكة المتحدة ، وقد تم العثور على مينغ إلى جانب 200 من محار المحيطات في أسفل الجرف الأيسلندي .
وقد أعيدت إلى معامل بانجور للدراسة كجزء من مشروع بحثي أكبر بشأن تغير المناخ ، وقد ماتت جميع المحار بعد وقت قصير من خروجها من المحيط ، وتم تجميد البطلينوس على متن السفينة وإعادته إلى المملكة المتحدة .
أقدم حيوان معروف في العالم :
تشتهر منطقه أوجاس بمدى عمرها الطويل وفقًا لدراسة أجريت في عام 2011م ، لذلك من الشائع العثور على أعضاء من الأنواع التي يزيد عمرها عن 100 عام ، إن حياة تلك الأنواع من المحار تجعلهم العينة المثالية للعلماء ، لاستخدامها في دراسة تاريخ المحيط وتغير المناخ .
ففي عمق المحيط تضاف حلقة جديدة لصدفه هذا المحار كل عام ، ويمكن لهذه الحلقات أن تزود العلماء بكيفية تغير ظروف البحار لكل عام من خلال حياة البطلينوس ، ويمكن للعلماء عندئذ تمييز أي تغيرات في المحيط عبر الزمن ، وفي النهاية يرون كيف أثر المناخ المتغير على الحياة البحرية.
وفي عام 2007م اكتشف الباحثون أن مينغ لم يكن مثل الكائنات البحرية الأخرى ، التي كانوا قد التقطوها من البحر ، وأن الفحص الأول في عمر مينغ من خلال إحصاء عدد الحلقات على قوقعته ، كشف عن تحديد عمر البطلينوس الذي كان ما بين 405 و410 أعوام !
ولسوء الحظ لكي تدرس المحار بشكل مناسب ، يجب إزالة قشورها ثم وضعها تحت المجهر ، ولما وضع مينغ تحت مجهر الباحثين ، لم يكن لديهم أي فكرة عن أنهم قد أخطئوا في عدد الحلقات ، حيث كان بعضها ضيقًا للغاية ، وكشف الفحص الإضافي أن البطلينوس كان في الواقع عمره 507 عامًا ، حيث كان العلماء قد قاموا بتقطيع أوصال أقدم حيوان حي في العالم حتى يتأكدوا من ذلك .
المحار القديمة :
ويقول جيمس شوجر الجيولوجي البحري والباحث في المشروع الذي قتل مينغ : إذا كنت قد أكلت حساء المحار ، فقد تكون قد أكلت حيوانًا قديمًا مثل مينغ ، إنه من نفس نوع البطلينوس الذي يتم صيده تجاريًا ويؤكل يوميًا ، إن أي شخص قد أكل شوربة البطلينوس في نيو إنجلاند ، ربما أكل لحمًا من هذا النوع ، ومن المحتمل أن يكون العديد منها قد مضى عليه مئات السنين” .
ويحكي شوجر أيضًا ويقول : إن 200 نوع من المحار التي جمعوها في عام 2006م ، تمثل جزءًا ضئيلًا للغاية من جميع الكائنات البحرية المحيطية في البحر ، وأضاف أن مينغ كان فقط أقدم واحد عثر عليه ، نظرًا لطول عمر الصدفة المحيطة به ، وأن احتمال أن يكون مينغ أقدم واحد في المحيط بأكمله ، هو احتمال صغير بشكل لا متناهي .
إن موت محار البطلينوس غير المقصود أمر محزن ، لكن تضحيته يمكن أن تؤدي إلى اكتشافات كبرى للعلماء في أبحاثهم ، حول تغير المناخ وتأثيراته على النظم البيئية في العالم ، إلى جانب ذلك هناك احتمالات بأن حيوانًا صاخبًا ، لا يزال يتربص في مكان ما في أعماق المحيط .