من المعروف أن العادات والتقاليد تسيطر على شعوب العالم وقبائله المختلفة ، فلكل شعب أو قبيلة عاداته التي لا يستطيع أن يتخلى عنها ، ولكن هل تتورط تلك العادات في تغيير شكل رأس الإنسان  ؟ ، قد يبدو الأمر مثيرًا للتعجب وللعديد من الأسئلة ، حيث أنه يحدث بالفعل في قبيلة المانجيبتو التي تسكن جنوب شرق الكونغو ، فما هي قصة تلك القبيلة مع تغيير شكل رؤوسهم .

رؤوس أسطوانية طويلة :
لم تكن قبيلة المانجيبتو قد تكونت بالصورة النهائية في بداية القرن التاسع عشر ، حيث أنها كانت عبارة عن مجموعة من الأشخاص في هيئة جماعات صغيرة ، ثم استطاعوا فيما بعد من تكوين القبيلة ، حيث قام قائد تلك الجماعات التي كانت تسكن الحدود الجنوبية للغابات بتكوين مجموعة من المحاربين من أجل السطو والاستيلاء على الأراضي المجاورة ، حتى بدأت تلك القبيلة في الانتشار والتوسع .

وكان شكل رؤوس أهل تلك القبيلة هو أكثر ما يلفت الانتباه ، حيث أنه من المعروف أن لكل إنسان رأس دائرية عادية ، ولكن أفراد قبيلة المانجيبتو ظهروا إلى العالم برؤوس أسطوانية طويلة ، حيث أنهم امتلكوا رؤوسًا عادية من الأمام بينما من الوراء تشكلّت في تلك الهيئة الأسطوانية الغريبة ، وهو ما أثار فضول العلماء بشكل خاص ، حتى تم التعرف على السر وراء تلك الرؤوس الغريبة .

لم تكن تلك الرؤوس نتيجة لجينات وراثية بين أفراد القبيلة ، ولم تكن مرتبطة بمشاكل صحية أو شكلية ، إنما تشكلّت تلك الرؤوس نتيجة لفكرة من أهل القبيلة الذين اعتقدوا أنها فكرة جمالية قد تمنحهم الشكل المميز عن باقي البشر ، ولكن كيف يحصلون على شكل تلك الرؤوس .

حينما يولد الطفل فإن رأسه تكون لينة بحيث يمكن التحكم في شكلها ، وهو ما لجأ إليه أهل تلك القبيلة ، حيث أنهم كانوا يقومون بربط رأس الطفل المولود برباط من القماش والذي يُسمى “ليبومبو” ، ومن ثم تظل تلك الربطة لفترة زمنية معينة ، ثم يتم فكها بعد أن تكن رأس الطفل قد تشكلّت من الخلف بهذا الشكل الأسطواني الطويل .

في البداية كان تشكيل رؤوس الأطفال بهذا الشكل الأسطواني لا يتم إلا لمن هم من الطبقة رفيعة المستوى الموجودة بالقبيلة ، حيث لم يكن مسموح لغيرهم بالحصول على هذا الشكل الغريب في الرأس ، ولكن مع مرور الزمن تخطى الأمر الطبقة رفيعة المستوى ليصل إلى كل أفراد القبيلة .

وقد استمرت تلك العادة الخاصة بتشكيل الرؤوس حتى خمسينيات القرن الماضي ، ثم بدأت في الاندثار نتيجة لوفود الأجانب على هذه القبيلة ، حيث أنهم كانوا يرفضون تغيير شكل رؤوسهم ، ولم يعد سوى أهل قبيلة المانجيبتو الأصليين هم الذين يمنحون أبنائهم هذا الشكل ، ويقول العلماء أن هناك سمة ارتباط بين شكل الرأس الأسطواني وبين الشخصيات البارزة في حضارتي المايا والفراعنة .

كان أفراد القبيلة يشعرون بتميزهم عن الآخرين من خلال شكل رؤوسهم ، وهو الأمر الذي جعلهم يفتخرون بذلك الشكل ، حيث أنهم لجئوا إلى تخليده من خلال رسوماتهم ونقوشهم المختلفة التي يظهر من خلالها الشكل الأسطواني للرأس ، حتى أنهم أدخلوا ذلك الشكل الأسطواني للرأس تقريبًا في كل حرفهم التي عملوا بها .

لقد امتلك أفراد قبيلة المانجيبتو العديد من الصناعات التي أتقنوها ، كما أنهم اشتهروا بإضافة حفريات لبعض الآلات التي يصنعونها ، حتى اشتهر البعض منها بالحصول على مجسم صغير خاص برأس إنسان على شكل أسطواني ، كما هو الحال في شكل رؤوسهم .

By Lars