على مدى قرون حذرت هذه الأحجار المسماة بأحجار الجوع الناس ، من أن الأوقات العصيبة قد تلوح في الأفق في وقتٍ ما وقد يكون ظهورها الآن سببًا للقلق ، فلقد كشف الجفاف الذي يدمر أوروبا طوال الصيف عن العديد من القطع الأثرية المذهلة ، ومنها تلك النقوش المشئومة في جمهورية التشيك ، والمعروفة باسم “أحجار الجوع” .
ففي أغسطس هذا العام ظهرت الصخور التي تعرف باسم “أحجار الجوع” ، حيث عادت إلى الظهور في نهر إلبه وتقع الأحجار في مدينة ديسين في الجزء الشمالي من جمهورية التشيك ، وهي عبارة عن أكثر من اثنتي عشرة حجرًا من الأحجار المرئية الآن ، بفضل الجفاف الطويل في وسط أوروبا ، والذي تسبب في انخفاض مستويات مياه النهر إلى مستويات منخفضة للغاية .
ففي الماضي كلما انخفض منسوب المياه بما يكفي لرؤية تلك الأحجار ، كان المواطنون يحفرون التاريخ على تلك الأحجار التي توضح دخول الجفاف ، لكن التواريخ لم تكن الأشياء الوحيدة التي حفرها السكان المحليون في نقوشهم لمئات السنين ، فلقد استخدمت “حجارة الجوع” كوسيلة لتحذير الناس من المصاعب التي ستتبع بسبب الجفاف من خلال بعض العبارات .
فوفقًا لدراسة أجريت عام 2013م عن حالات الجفاف في الأراضي التشيكية ، فإن إحدى الحجارة أعربت عن أن الجفاف قد جلب حصادًا سيئًا ونقصًا في الغذاء ، وارتفاعًا في الأسعار وجوعًا للفقراء ، كما ظهرت واحدة أخرى من الأحجار برسالة غامضة ، تقول بالألمانية : “عندما تراني ، أبكي” .
كما أضافت الدراسة أنه قبل بداية القرن العشرين ، تم وضع علامات على الحجارة مرات عديدة ، وقبل عام 1900م وضعت نقوش توضح الجفاف الذي حل على المنطقة بنقوش على الأحجار أعوام : 1417م ، 1616م ، 1707م ، 1746م ، 1790م ، 1800م ، 1811م ، 1830م ، 1842م ، 1868م ، 1892م ، و1893م .
ولقد أصبحت هذه الصخور ورسائلها المؤرقة من الماضي من المعالم السياحية في المدينة ، وتلك الحجارة هي واحدة من أقدم المعالم الهيدرولوجية في جميع أنحاء أوروبا الوسطى ، مما تسبب في تدفق السياح إلى مدينة ديسين ، وقد أدى انخفاض مستويات المياه هذا العام في ظهور الحجارة مؤخرًا وفقا لما ذكره السكان المحليون ، حيث أن نهر إلبه انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من نصف قرن .
وحتى أوائل أغسطس كان على بعد سنتيمترات فقط من أدنى مستوى مسجل له على الإطلاق ، ولقد كشفت الظروف القاسية وتراجع مستويات المياه بسبب الجفاف في أوروبا هذا الصيف الكثير من “الحجارة الجائعة” ، وأيضًا أدى انخفاض منسوب المياه في نهر إلبه إلى العثور على العديد من القنابل ، التي لم تنفجر في الحرب العالمية الثانية في النهر في وقت سابق من هذا الشهر .
وظهرت آثار الجفاف بألمانيا في تموز / يوليو 2018م ، فتم اكتشاف هيكل ايرلندي كبير يبلغ من العمر 4500 عام ، و أيضًا في وقت سابق من هذا الشهر في انكلترا ، تم اكتشاف منزل الطفولة المحتمل للقديس أوليفر بلونكيت ، آخر شهيد روماني كاثوليكي مات في إنجلترا ، وذلك عندما كشفت درجات الحرارة شديدة الحرارة والجفاف عن الخطوط العريضة للمنزل .
وتعتبر حجارة الجوع بمثابة تذكير واضح بأن موجات الجفاف مثل تلك التي تواجهها أوروبا الآن ، ليست أحداثًا غير عادية ومع ذلك يتعين على المرء أن يتساءل : ما إذا كان الظهور الأخير للحجارة هو بالفعل علامة على أوقات أكثر قتامه في المستقبل أم لا ؟